الدفاع عن الأوطان حق، لقوله تعالى: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم» (60 - الأنفال)، والتخاذل ونصرة العدو خيانة، ما بعدها خيانة.
فإذا أحست دولة، أن هناك دولة أخرى تتربص بها الدوائر، إما طمعاً في إقليمها أو ثرواتها أو في إيمانها، فلا بد من استعمال الأداة الأولى للسلام وهي الدبلوماسية، أي السعي بالتي هي أحسن ليكون من يظن بك شراً على النقيض. وهنا عليك أن تحشد الأشقاء والأصدقاء إلى صفك، وفق القوانين الوضعية والشرائع السماوية، وخاصة في عصرنا الحاضر، فهناك هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتحاول قدر الإمكان البحث عن المواد القانونية التي تجبر الخصم على التراجع من غيه، وتكسبك تأييد أكبر عدد من الدول للوقوف إلى جانبك، فعاصفة الحزم، التي اتخذتها السعودية وحلفاؤها، سارت بهذه السياسة وهي الدبلوماسية بكل دقة، أولاً لدرء الاعتداء على أراضيها والدفاع عن مواطنيها، وتوفير الأمن والاستقرار، ووفق المادة السابعة من قانون مجلس الأمن، وطلب الحكومة اليمنية الشرعية الاستنجاد بدول مجلس التعاون الخليجي العربي لإنقاذها من انقلابيين داخليين يسيرون في فلك أجندة خارجية لا تريد للوطن العربي خيراً، لكن الانقلابين استمروا في طغيانهم، وبانت نواياهم الخبيثة، فكان لابد من الاستجابة لنداء الحكومة اليمنية الشرعية، واستعمال الشق الثاني للسلام وهو الحرب.
هنا تظهر لنا الحكمة الذكية التي انتهجها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وهي السرية الكاملة لاتخاذ هذا القرار، حيث فوت الفرصة حتى على أكبر الدول استخبارات، ولم تعلم أمريكا إلا قبل ساعة من قراره الشجاع، فكان القرار مفاجأة دوت في أرجاء المعمورة.
الآن وقد سيطرت عاصفة الحزم على الأجواء (من يسيطر على الجو يسيطر على البر والبحر)، وشلت حركة الانقلابيين، كسبت تأييد السواد الأعظم من اليمنيين الوطنيين لها، نسمع عن طلب الحوثيين وعلي صالح الحوار، الآن، لا، بل يجب على عاصفة الحزم أن تستمر بكل قوة، ليعلنوا استسلامهم دون شروط وإلقاء السلاح.
يجب علينا نحن البحرينيين أن نسند جلالة الملك المفدى، ونؤيده في المشاركة للدفاع عن المملكة العربية السعودية التي وقفت معنا في ساعة العسرة، وليكن انطلاق عاصفة الحزم من منطلق إسلامي وإنساني، كما ورد في كتاب الله تعالى حيث قال سبحانه وتعالى: «فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما مناًً بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها، ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض، والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم» (4، محمد)، وقوله سبحانه وتعالى: «يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان، إنه لكم عدو مبين» (208، البقرة)، ولنعلم أن هناك من يريد أن يجهض هذا النصر، ومن يريد أن يستحوذ عليه، والمطلوب تفويت الفرصة عليهم جميعاً.

يوسف محمد بوزيد
رئيس نادي اللؤلؤ القادسية سابقاً
وعضو بلدي سابق بالوسطى