نظمت الجامعة العربية المفتوحة الفرع الرئيس «المؤتمر الإقليمي لتطوير الإبداع والتفكير النقدي في التعليم العالي»، فيما قال الأمين العام لمجلس التعليم العالي د.رياض حمزة إن تحقيق مجتمع المعرفة والإبداع يتطلب بناء رأس المال البشري من خلال النشاط التعليمي الذي نقوم به بما يحتويه من برامج تربوية وتعليمية تفضي إلى إكساب المعرفة مقرونة بمهارات التفكير والإبداع التي بدورها تفضي إلى تأسيس عقلية نقدية لدى خريجي الجامعات خاصة في مراحلهم الدراسية المتقدمة، فيما دشنت مدير الجامعة العربية المفتوحة د.موضي الحمود، والقائم بأعمال سفير دولة الكويت محمد العازمي، ورئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية لمساعدة الطلبة طلال العرب، المكتبة الإلكترونية الحديثة التابعة للجامعة، والتي احتوت على قاعدة بيانات تضم 200 ألف كتاب.
وأعرب د.رياض حمزة، خلال المؤتمر ممثلاً عن راعي الحفل وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي، بحضور رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة د.علي فخرو، ومدير الجامعة العربية المفتوحة د.موضي الحمود، عن شكره وتقديره للقائمين على هذا المؤتمر المهم في الجامعة العربية المفتوحة فرع البحرين، متمنياً أن تنعكس هذه المشاركة ونتائجها إيجاباً على التعليم العالي في الوطن العربي عموماً وفي البحرين خاصة لإدراكنا بأهمية الإبداع في العملية التنموية وفي تطوير التعليم العالي من جهة أخرى، ولما لذلك كله من أهمية في تقدم الوطن العربي في مختلف الاتجاهات.
وأشار إلى أن الإبداع والتفكير الناقد في التعليم العالي يأتي استجابة لمتطلبات العصر من ناحية كما يأتي بهدف الكشف عن الاستعدادات والقدرات الإبداعية لدى طلاب التعليم العالي العربي وإذكاء روح الإبداع لديهم، وذلك مقابل تهيئة الإمكانات اللازمة لصقلها وتنميتها وفقاً لخطط وبرامج منظمة تقوم بها مؤسسات التعليم العالي في الوطن العربي بما فيها الجامعات ومراكز البحث العلمي. وأضاف «تقع على عاتقنا جميعاً مسؤولية بث قيم التفكير الناقد والإبداع ونشر ثقافته في كافة مؤسسات التعليم العالي بمختلف مكوناتها، الأمر الذي يتطلب معه النظر بتمعن في تطوير محتويات، البرامج والمناهج الدراسية الجامعية، وتطوير أساليب التدريس المتبعة، وتهيئة المناخ المناسب للبحث العلمي باعتباره الجانب الإبداعي الخلاق الذي يساعد على استنهاض القدرات الإبداعية لدى الطلاب والمدرسين، وينميها ويحفزها بما يمكن الوطن من استثمارها الاستثمار الأمثل».
وتمنى أن تسهم مثل هذه الورش واللقاءات في تطوير منظومة التعليم العالي وصولاً إلى الإبداع والتميز والتفكير الهادف البناء، مؤكداً أن الوقت حان لتقوم الجامعات بدورها في التجديد والتطوير ومواجهة الآثار التي أحدثتها تسارع المتغيرات التي نشهدها من حولنا في مختلف مجالات التعليم والاقتصاد والسياسة والاجتماع والثقافة بما فيها من نتائج سلبية وإيجابية، الأمر الذي يتطلب منا مراجعة مسيرتنا التربوية والتعليمية وفق مقتضيات تطوير المعرفة، حيث لم يعد الكتاب المدرسي المصدر الوحيد بعد أن تعددت مصادر المعرفة وأدواتها، وعلى المتعلم أن يتهيأ لتقبل هذه المعارف حيث تتألف المعرفة، ولم يعد المدرس إلا أحد أركانها، الأمر الذي يستدعي عضو هيئة التدريس ومن المنبر الجماعي أن يهتم بتكوين الإنسان وتنمية قدراته العقلية وتوظيفها أجمل توظيف بما يجعله عنصراً من عناصر تحقيق التنمية الشاملة المستديمة.
خدمة مجتمع العلم
أعرب رئيس الجامعة العربية المفتوحة فرع البحرين د.خلدون الرومي عن شكره وتقديره نيابةً عن كافة منتسبي فرع الجامعة لكافة المشاركين في المؤتمر، مثمناً رعاية وزير التربية والتعليم ودعمه الشخصي لجهود الجامعة في تطوير التعليم وتعزيز فرص البحث العلمي، بما يعزز تحقيق الهدف المشترك في أن تكون البحرين منارة للعلم والمعرفة في المنطقة، موجهاً شكره إلى مديرة الجامعة على دعمها المستمر لنهضة هذه المؤسسة التعليمية الفريدة، تحقيقاً لرسالة مؤسسها سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس أمناء الجامعة.
وأشار د.الرومي إلى أن الدعوة للمؤتمر الإقليمي لتطوير الإبداع والتفكير النقدي جاء إيماناً من الجامعة العربية المفتوحة فرع البحرين بضرورة تناغم الجهود الرامية لدعم البحث العلمي، وتفعيلاً لاستراتيجية البحرين الهادفة لتشجيع البحوث العلمية، من أجل خدمة مجتمع العلم والمعرفة، ووفقاً لأحدث الممارسات في هذا الحقل الخصب، وهي بذلك فرصة سانحة تجدد من خلالها الجامعة العربية المفتوحة بفروعها ومقرها الرئيس إنجازاتها وإسهاماتها في هذا الصدد، خدمةً لمجتمعاتها ورفداً لجهود التنمية فيها.
جيل يتأقلم
من جانبها، أشادت رئيس الجامعة العربية المفتوحة د.موضي الحمود بهذه البادرة التي نظمتها الجامعة بفروعها التي امتدت في ثماني دول عربية، لتنشر العلم وتهيئ الفرص لالتقاء شباب العرب للدراسة والبحث عبر فضاءات التقدم التكنولوجي والتقني ووفق مناهج العلوم المتميزة التي تقدمها الجامعة، موضحة أن دور الجامعات اليوم لم يعد مقتصراً على نشر المعرفة والعلوم وحدها بل ينطلق إلى تطوير حقول المعرفة وأساليب التفكير والإبداع وصقل المهارات الحياتية المتخصصة بأشكالها المتعددة لإعداد جيل يستطيع التأقلم مع تحديات عصره، ومع متطلبات التنمية في بلاده ويستطيع الالتقاء بحضارات الآخرين والتعايش معها والاستفادة منها، وما أحوجنا اليوم إلى أن ننمي هذا الفكر بين شبابنا لحمايتهم من شرور التطرف والعنف لتوظيف طاقاتهم في مجال البناء وفي خدمة أوطانهم والإنسانية جمعاء.
وأضافت د.موضي أن مؤتمرنا اليوم هو في هذا المجال الذي ننشده وهو تطوير الإبداع والتفكير النقدي في التربية والتعليم والذي هو أساس تطوير مجالات المعرفة والعلم بأكملها، وكذلك في مجال تبادل الخبرات والتجارب بين الخبراء والتربويين وأصحاب القرار لتحقيق تطوير حقيقي في هذا المجال الحيوي الذي يتعلق بإعداد أجيال المستقبل.