العميد ركن عسيري: جانبان عسكري وسياسي في «إعادة الأمل»
غارات ومواجهات في اليمن غداة إعلان انتهاء «عاصفة الحزم»
سفراء السعودية وبريطانيا وأمريكا باليمن يلتقون قيادات صالح بالرياض
صالح يرحب بوقف «عاصفة الحزم» وينادي بالحوار
الحوثيون يطالبون بوقف كامل لعمليات التحالف قبل استئناف الحوار
الحوثيون يفرجون عن وزير الدفاع وشقيق هادي
وصول سفينتين من البحرية الإيرانية إلى خليج عدن





عواصم - (وكالات): شنت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن غارات جديدة على مواقع المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في عدة مدن أبرزها صنعاء ولحج وتعز وعدن، فيما استمرت المواجهات على الأرض بين قوات المقاومة الشعبية الداعمة لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي والمتمردين، حيث تصدت للميليشيات الحوثية في عدة مدن، غداة إعلان التحالف الذي تقوده السعودية انتهاء عملية «عاصفة الحزم»، وبدء عملية «إعادة الأمل»، حسبما أفاد مصادر عسكرية ومحلية. وذكر ضابط في الجيش أن غارات استهدفت مقر اللواء 35 مدرع الذي سيطر عليه الحوثيون في وقت سابق شمال تعز جنوب صنعاء، كما استهدفت مواقع لهم بالقرب من السجن المركزي جنوب غرب المدينة.
وتمكن الحوثيون من السيطرة على مقر اللواء 35 مدرع الموالي للرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي عند الأطراف الشمالية لتعز.
وقال المصدر، وهو ضابط من اللواء الذي كان يواجه الحوثيين وحلفاءهم منذ أسابيع في المدينة، إن مقر اللواء شمال تعز سقط «في أعقاب معارك عنيفة استخدمت فيها دبابات وأسلحة من جميع العيارات»، مقدراً الضحايا بـ»عشرات القتلى والجرحى».
وفي الوقت ذاته، استمرت المواجهات المسلحة في عدة مدن جنوب اليمن بين الحوثيين و»المقاومة الشعبية» المناهضة لهم بحسب مصادر محلية.
وذكرت المصادر أن المواجهات استمرت في عدن، كبرى مدن الجنوب، وفي تعز والضالع والحوطة عاصمة محافظة لحج. وفي وقت لاحق، استهدفت غارات أخرى مواقع للحوثيين في منطقة الوهط بين محافظتي لحج وعدن جنوب البلاد. وهي أول غارات للتحالف بعد الإعلان عن انتهاء «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية والتي انطلقت في 26 مارس الماضي. وقال سكان إن التحالف قصف مواقع تابعة للحوثيين جنوب اليمن ونفذ 12 ضربة جوية بعد يوم من إعلان التحالف أنه سينهي عملية «عاصفة الحزم». وذكر السكان أن 5 غارات في محافظتي لحج والضالع أسفرت عن مقتل 10 مقاتلين من جماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران.
وفي أعمال عنف أخرى ذكرت مصادر مسلحين موالين لهادي أن مقاتليهم قتلوا 11 حوثياً في هجوم على قافلة للحوثيين في لحج قتل فيه أحد مقاتليهم. وقبل ساعات أصابت 7 ضربات جوية قواعد عسكرية حول مدينة تعز بعد سيطرة مقاتلين من الحوثيين على أحد المعسكرات وسط قتال ضار مع الجنود بداخله.
من ناحية أخرى، أفادت مصادر بأن المقاومة الشعبية حققت تقدماً بشارع الستين في تعز وشمال المدينة، وأوضح أن المقاومة تسعى لمزيد من التنظيم من أجل تنفيذ الخطوات المقبلة وتحقيق الأهداف المتعلقة بمواجهة المسلحين الحوثيين والموالين لهم.
وقالت السعودية إن عملية «عاصفة الحزم» حققت أهدافها العسكرية لكن حملة جديدة أطلقت عليها «إعادة الأمل» ستستهدف تحركات الحوثيين داخل اليمن. وفي أول تعليق لهم على إعلان انتهاء «عاصفة الحزم»، طالب المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام بوقف كامل للضربات وبعد ذلك باستئناف الحوار الوطني برعاية الأمم المتحدة. كما أكد المتحدث باسم الحوثيين أن الحوار الوطني السابق والذي تضمنت نتائجه تحويل اليمن إلى دولة فيدرالية من 6 أقاليم، يبقى «مرجعية توافقية» لاستئناف العملية السياسية، وكذلك اتفاق «السلم والشراكة» الذي وقت عليه الأطراف بعد ساعات من سيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 سبتمبر الماضي.
من جهته، رحب الرئيس المخلوع صالح الحليف الرئيس للمتمردين الحوثيين والذي يعد القوة الحقيقية وراء صعودهم المثير منذ 2014، بإعلان التحالف العربي انتهاء عملية «عاصفة الحزم» وأكد أنه يتطلع إلى استئناف الأطراف اليمنية للحوار.
وفي مؤشر يدل على مزيد من الليونة على المستوى اليمني الداخلي، أفرج الحوثيون عن وزير الدفاع اليمني محمود الصبيحي وعن شقيق الرئيس عبدربه منصور هادي وعن مسؤول عسكري آخر.
وكان الحوثيون اعتقلوا الصبيحي واللواء الركن ناصر منصور هادي وكيل جهاز المخابرات جنوب اليمن وقائد اللواء 119 العميد فيصل رجب بعد مواجهات في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج جنوب اليمن نهاية مارس الماضي. وفي وقت لاحق، التقى سفراء السعودية وأمريكا وبريطانيا في اليمن، في العاصمة الرياض، عدداً من قيادات حزب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
من جهته، أكد المتحدث باسم عمليات قوات التحالف العميد ركن أحمد عسيري أن «العمليات العسكرية في اليمن لم تتوقف». وأوضح في حوار مع قنوات إخبارية أن عملية «إعادة الأمل» تنطوي على شقين، الأول سياسي تتولاه الحكومة الشرعية اليمنية، والثاني عسكري وهو مستمر ويواكب العملية السياسية ويتمثل في ردع ومنع عمليات وتحركات جماعة الحوثي وحماية المدنيين وتسهيل ودعم العمليات الإنسانية وإجلاء الرعايا. وأكد «شن غارات أمس في لحج وتعز وصنعاء»، مضيفاً «لن نوقف العمليات ولكننا نركز على 3 أهداف جديدة». وكان عسيري أشار في إيجازه الصحافي إلى أن عاصفة الحزم - التي استمرت 27 يوماً - توقفت بعد أن حققت جميع أهدافها، مؤكداً أن الإعلان عن انتهائها جاء بناء على طلب الحكومة اليمنية. من جهتها، أكدت إيران المتهمة بدعم الحوثيين، أنها بدأت استشارات إقليمية، معتبرة أن «الحل في اليمن سيأتي بالتفاوض».
وفي وقت لاحق، قالت وكالة أنباء فارس الإيرانية إن سفينتين تابعتين للبحرية الإيرانية وصلتا إلى خليج عدن في مهمة تستمر 3 أشهر في المياه الدولية.
وأضافت الوكالة أن مهمة السفينتين تتركز في تأمين حركة السفن التجارية الإيرانية والمحافظة على مصالح إيران القومية. وكان قائد القوات البحرية الإيرانية حبيب الله سياري قال قبل أسبوعين إن سفينة لوجستية وأخرى للعمليات والمعلومات قد تحركتا باتجاه مضيق باب المندب بهدف حماية السفن التجارية الإيرانية ومصالح إيران القومية، على حد وصفه. وتعليقاً على تحرك السفن الإيرانية باتجاه خليج عدن حينها - قبل أسبوعين - قال العميد ركن أحمد عسيري، «نراقب تحرك تلك السفن ونعلم أنها متجهة نحو المياه الدولية، وهو حق طبيعي لها».
غير أن عسيري نبّه إلى أن قوات التحالف أعلنت أن ميناء عدن وغيره من الموانئ اليمنية والفضاء الجوي اليمني هو تحت مراقبة التحالف، وأن أي سفن تقدم السلاح أو الدعم لميليشيات الحوثي فستكون هدفاً مشروعاً لقوات التحالف.
بدوره رحب البيت الأبيض بالإعلان، داعياً إلى استئناف الحوار السياسي في البلد لإنهاء الأزمة الراهنة.
كما دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إيران إلى المساهمة في التوصل إلى حل سياسي بين مختلف أطراف النزاع في اليمن. وكان التحالف أعلن أن «دول التحالف واستجابة منها لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي تعلن عن انتهاء عملية «عاصفة الحزم» مع نهاية هذا اليوم وبدء عملية «إعادة الأمل»». وأكد البيان إطلاق عملية جديدة ذات طابع سياسي تحت مسمى «إعادة الأمل» للعمل على «سرعة استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن رقم «2216» والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، واستمرار حماية المدنيين، واستمرار مكافحة الإرهاب، والاستمرار في تيسير إجلاء الرعايا الأجانب وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني (...)، والتصدي للتحركات والعمليات العسكرية للميليشيات الحوثية ومن تحالف معها (..) ومنع وصول الأسلحة جواً وبحراً إلى الميليشيات الحوثية وحليفهم علي عبدالله صالح من خلال المراقبة والتفتيش الدقيقين».
وفي جنيف، وصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الوضع في اليمن بأنه «كارثي».
وقال روبرت مارديني الذي يدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط أن «الوضع الإنساني كارثي تماماً».
وأضاف أن العاصمة «صنعاء محرومة من الكهرباء منذ 9 أيام»، مضيفاً أن الوضع يعتبر أسوأ في بقية أنحاء البلاد.
وتابع أن «البلاد مستمرة عبر استخدام احتياطها، وإمداداتها من المحروقات أصبحت معدومة تقريباً»، مشيراً إلى نقص غذائي أيضاً وارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 20%.
على صعيد آخر، قتل 7 عناصر مفترضين من القاعدة في غارة نفذتها طائرة من دون طيار يعتقد أنها أمريكية في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت جنوب شرق البلاد، حسبما أفاد شهود عيان.
واستهدفت الغارة مركبة كان يستقلها عناصر مفترضون من القاعدة بالقرب من القصر الجمهوري في مدينة المكلا التي سيطر عليها التنظيم المتطرف في وقت سابق هذا الشهر، وقد قتل جميع من على متنها.
وكانت القاعدة أعلنت في 14 أبريل الجاري مقتل القيادي إبراهيم الربيش في غارة لطائرة أمريكية دون طيار جنوب شرق اليمن.