السفن الإيرانية المشبوهة بنقل أسلحة للحوثيين أحد أسباب الانتشار البحري الأمريكي بالمنطقة
واشنطن: الانتشار البحري قرب شواطئ اليمن بسبب تدهور الأمن
أمريكا ترحب بانتهاء «عاصفة الحزم»
البيت الأبيض: اليمن يعاني انعداماً للاستقرار والمنطقة تحتاج لعمل أكبر
عــــواصــم - (وكـــالات): أعلــــن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الإدارة الأمريكية بعثت "رسائل مباشرة جداً" لإيران تحذرها من إرسال أسلحة لليمن قد تستخدم في تهديد الملاحة بالمنطقة، قبل أن تؤكد مديرة الاتصالات بالبيت الأبيض جين ساكي أن "اليمن مازال يعاني انعداماً للاستقرار وأن المنطقة تحتاج إلى عمل أكبر بكثير"، مشيرة إلى أن "من الواضح أن المهمة لم تنجز".
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إن وجود قافلة كبيرة من سفن الشحن الإيرانية في بحر العرب كان أحد العوامل وراء قرار الولايات المتحدة نشر سفن حربية إضافية قبالة سواحل اليمن لكنه ليس السبب الرئيس لهذه الخطوة. ونفى المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيف وارين تقارير أفادت بأن البحرية الأمريكية أرسلت حاملة الطائرات ثيودور روزفلت والطراد نورماندي إلى المنطقة لاعتراض سفن إيرانية تحمل أسلحة للمقاتلين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يقاتلون قوات موالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي. وفي مقابلة تلفزيونية مع برنامج "هاردبول" على شبكة "إم إس إن بي سي" قال أوباما إن "واشنطن كانت صريحة للغاية مع طهران في هذا الصدد".
وأضاف أوباما "الآن سفنهم في المياه الدولية، هناك سبب لأن نبقي بعض سفننا في منطقة الخليج وهذا للتأكد من الحفاظ على حرية الملاحة".
وتابع أوباما قائلاً "ما قلناه لهم إنه إذا تم تسليم أسلحة لفصائل داخل اليمن فإن ذلك قد يهدد الملاحة وهذه مشكلة". ونحن لا نبعث لهم رسائل غامضة - نبعث لهم رسائل مباشرة جداً في هذا الصدد".
ونحى الحوثيون الحكومة المركزية جانباً بعد أن سيطروا على صنعاء في سبتمبر الماضي واحتلوا أجزاءً كبيرة من اليمن. وفرض مجلس الأمن الدولي حظر سلاح على المقاتلين الحوثيين كما فرضت البحرية السعودية حصاراً بحرياً حول اليمن.
وقالت السعودية إنها أنهت حملة القصف الجوي التي استهدفت المقاتلين الحوثيين في اليمن وإنها تدعم الحل السياسي في البلاد وهو الأمر الذي قوبل بالترحيب من البيت الأبيض.
ورحب البيت الأبيض، بإعلان التحالف العربي الذي تقوده السعودية إنهاء عمليات "عاصفة الحزم" في اليمن ضد المتمردين الحوثيين، داعياً إلى استئناف الحوار السياسي في البلد لإنهاء الأزمة الراهنة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أليستر باسكي، إن "الولايات المتحدة ترحب بالإعلان الذي صدر عن الحكومة السعودية وشركائها في التحالف بشأن انتهاء عملية عاصفة الحزم في اليمن".
وأضاف "نحن مازلنا ندعم استئناف عملية سياسية بمساعدة الأمم المتحدة وتسهيل المساعدات الإنسانية"، في إشارة إلى إعلان الرياض عن تدشين مرحلة جديدة سياسية بعنوان "إعادة الأمل".
وكان التحالف العربي أعلن في وقت سابق نهاية عملية "عاصفة الحزم" التي شنها في 26 مارس الماضي ضد المتمردين الحوثيين، وبدء عملية سياسية وإنسانية بعنوان "إعادة الأمل".
من ناحية اخرى، قال البيت الأبيض إن اليمن مازال يعاني انعداما للاستقرار وإن المنطقة تحتاج إلى عمل أكبر بكثير.
وذكرت مديرة الاتصالات بالبيت الأبيض جين ساكي أن "من الواضح أن المهمة لم تنجز".
في السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن الانتشار البحري الأمريكي قرب شواطئ اليمن يتيح للولايات المتحدة "الحفاظ على خياراتها"، ليتزامن مع الإعلان عن اقتراب مجموعة من السفن الإيرانية من الشواطئ اليمنية. وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيفن وارن أن نشر السفن الحربية الـ 12 في خليج عدن وشمال المحيط الهندي إنما يأتي "رداً على تدهور الوضع الأمني في اليمن". وأضاف المتحدث "بوجود قوة بحرية أمريكية في المنطقة نحافظ على خياراتنا". واعتبر المتحدث أن وصول سفن إيرانية تشتبه الولايات المتحدة بأنها قد تحمل أسلحة إلى التمرد الحوثي في اليمن في خرق لحظر الأمم المتحدة، كان أحد "أسباب" القرار بزيادة الانتشار البحري الأمريكي في المنطقة.
ورفض المتحدث باسم البنتاغون الرد على سؤال حول ما سيفعله الأمريكيون في حال اقتراب السفن الإيرانية من الشواطئ اليمنية، واكتفى بالقول "لا نعرف ما تنوي قافلة السفن الإيرانية القيام به إلا أننا نراقبها". وذكر أنه لا يعتقد أن سفن البحرية التي تقوم بدوريات في المنطقة أجرت اتصالاً مباشراً بالقافلة البحرية الإيرانية المؤلفة من 9 سفن شحن. وأضاف أن السفن الحربية الأمريكية موجودة في منطقة خليج عدن "بسبب تدهور الوضع الأمني في اليمن" والحاجة لضمان حرية الملاحة بالمنطقة الضرورية لشحن النفط.
ولدى سؤاله كيف يمكن أن يمثل الحوثيون تهديداً للأمن البحري بينما ليست لهم قوات بحرية أشار وارن إلى ليبيا حيث دفع تفاقم الصراع اللاجئين إلى ركوب قوارب مكتظة غرقت فيما بعد في البحر المتوسط.
وقال "من الصعب التنبؤ بالمستقبل لهذا ما نحتاجه هو أن تكون لدينا خيارات، يجب أن نحتفظ بخيارات ونصنع خيارات لأنفسنا في حالة إذا وصل الوضع الأمني المتدهور إلى مرحلة، يكون فيها الأمن البحري مهددا". وأصدر مجلس الأمن في 14 أبريل الجاري قراراً يفرض حظراً على نقل السلاح إلى الحوثيين في اليمن.
وأعلنت الولايات المتحدة أن حاملة الطيران تيودور روزفلت اقتربت من شواطئ اليمن مع السفينة المجهزة بقاذفات صواريخ من نوع نورماندي. وتحمل حاملة الطائرات نحو 5000 رجل و60 طائرة.
وتقدم الولايات المتحدة دعماً استخباراتياً ولوجستياً لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.