كتب - مازن الكوهجي:
أعرب المدرب الوطني صالح الحداد عن استيائه التام من مماطلة ناديه الأم «الحالة» في تسوية مستحقاته المالية بشكل نهائي المتعلقة بعام 2011، مرجعاً استياءه إلى تعاقد إدارة النادي مع مدربين ومحترفين أجانب بالرغم من تعذرها المستمر بالضائقة المالية التي كشف عن تفاصيلها حصرياً لـ»الوطن الرياضي»، عندما قال: «ما يثير استغرابي وبكل ما تحمله الكلمة من معنى في الآونة الأخيرة هو كشف المسؤولين عن الحالة وعلى رأسهم رئيس جهاز اللعبة محمد داوود عن استعداداتهم لخوض البطولة الآسيوية 2013، والمتمثلة في التعاقد مع المدرب الأمريكي مات سكيلمان، تجديدهم التعاقد مع المحترف الأمريكي ترلو غالوي للموسم الثاني على التوالي في حال عجزوا عن إيجاد لاعب بمواصفاته، وأخيراً احتمالية تقدمهم بطلب الاستفادة من خدمات محترف المحرق الأمريكي سي جي على سبيل «الإعارة» في البطولة الآسيوية».
تابع: «لا أقصد باستغرابي التقليل من شأن هذا النادي العريق، فكل ما أقصده هو الإشارة إلى سؤال واحد وهو: هل يمتلك الحالاوية ميزانية ضخمة؟ ففي حال عدم امتلاكهم سيكون الهدف من الكشف عن تلك الاستعدادات هو ما يسمى بـ»البهرجة الإعلامية» فقط لا غير، وفي حال امتلاكهم ستكون الطامة الكبرى !! نظراً لمضي أكثر من 18 شهراً على عدم تسويتهم وبشكل نهائي لمستحقاتي المالية المتعلقة بعام 2011، على عكس المحترف الأمريكي غالوي الذي استلم كافة مستحقاته المالية «30 ألف دينار بحريني تقريباً» في الموسم الماضي 2012/2013 فور انتهاء منافساته».
وأضاف: «ثقتي تامة بأن السبب الوحيد الذي يجبر المسئولين في الأندية «وبالأخص نادي الحالة» على تسليم الأجانب (سواء مدربين أو لاعبين) كافة مستحقاتهم المالية هو تجنبهم لردة فعل المؤسسة العامة للشباب والرياضة وتفادي لجوءهم «المدربين واللاعبين» إلى الاتحاد الدولي لكرة السلة، نظراً لإدراكهم لعواقب هذا اللجوء الوخيمة».
واعتبر الحداد مماطلة الأندية في تسليم المدرب الوطني مستحقاته المالية سبباً رئيساً حال دون حرصه «المدرب الوطني» على التألق وسعيه الجاد وراء تطوير نفسه في السنوات القليلة الماضية عندما قال: «تأخر استلام المدرب الوطني لمستحقاته المالية ليس محصوراً على الحداد فحسب، بل على عشرات وإن لم يكن مئات المدربين الوطنيين (وفي مختلف الألعاب الرياضية) الذين شعروا بإحباط غير مسبوق حتم عليهم الاكتفاء بما وصلوا إليه في مشوارهم التدريبي والحيرة بين التزام الصمت إلى أجل غير مسمى أو اعتزال التدريب، نظراً لعدم تقبل أي عاقل أن يعامل معاملة «الشحات» من خلال استماعه لرد المسؤولين عن الأندية المعروف «إن شاء الله خير» الذي سمعته أنا شخصياً من مدير نادي الحالة رجب لطفي 40 مرة إلى هذه اللحظة!!».
وتابع: «إذا كان هناك أي تراجع في رياضتنا بشكل عام فالمسؤول الأول والأخير هو المؤسسة العامة للشباب والرياضية التي تسمح بحدوث مثل هذه المهازل في الأندية المتواجدة تحت مظلتها دون اتخاذها لأي قرار رادع أو منصف، فمن غير المعقول أن يتم استقطاع المبلغ المستحق للأجانب مباشرة من ميزانية الأندية دون أي تردد، في حين يتوجب على الوطنيين المرور بإجراءات ظالمة مشابهة للمسلسلات التركية (المدرب أو اللاعب الوطني يخاطب المؤسسة التي بدورها ستخاطب النادي المعني الذي بدوره سيرد على المؤسسة التي بدورها ستخاطب المدرب أو اللاعب الوطني المعني لكي تحدد له فترة الاستلام بحسب اتفاقها مع المسؤولين عن النادي)، وفي حال لم يستلم مستحقاته المالية في تلك الفترة سيتوجب عليه المرور مجدداً بالإجراءات الظالمة».
وأكد الحداد على استفادته من تجربته مع ناديه الأم «الحالة» عندما قال: «عذراً، ولكن يؤسفني أن أؤكد للجميع بأن الجملة التي لطالما تناقلها المسؤولون عن الأندية: «لم ولن ننسى أبناء النادي الذين تفننوا وسيتفننون في خدمتنا» هي «بهرجة إعلامية»، وخير دليل على ذلك مماطلتهم وبقدر الإمكان وبأقصى مثالية في دفع مستحقاتنا المخجلة مقارنة بمستحقات الأجانب الخيالية التي يحرصون كل الحرص على دفعها بشكل فوري، وأتمنى من أشقائي المدربين الوطنيين اتباع سياسة «لن أعمل من دون مقابل لأكثر من 60 يوماً»، وخير دليل على ذلك استقالتي من رئاسة الجهاز الفني لفريق الاتحاد فور تأخر مستحقاتي في الموسم الماضي 2013/2012».
وأشار الحداد إلى صحة مقولة: «أصابع اليد ليست متساوية» عندما قال: « تلقيت اتصالاً هاتفياً شخصياً من رئيس نادي الحد أحمد المسلم «بوسلمان» فور انتهاء عقدي الذي جمعني مع ناديه الذي تشرفت بالعمل معه في الفترة الأخيرة من الموسم الماضي 2012/2013، وشكرني فيه على ترأسي للجهاز الفني للفريق في الفترة الماضيـــة ودعانــي إلى استلام مستحقاتي المالية في اليوم الثاني بطريقة أثلجـت صدري، على عكس نادي الحالة الذي مضى 18 شهراً «13 ألف ساعة تقريباً» على عدم تسويتهم وبشكل نهائي لمستحقاتي المالية المتعلقة بعام 2011».
وفي النهاية كشف الحداد عن خطوته المقبلة عندما قال: «سئمت انتظار تسوية مستحقاتي المالية إلى درجة دفعتني إلى البحث عن القنوات الكفيلة باستعادتي لكرامتي التي همشها الحالاوية بمعاملتي كـ«شحـــــات»، وعلـــى رأس تلـــك القنوات الاتحاد الدولي لكرة السلة باعتبار أن نادي الحالة يتواجد تحت مظلة الاتحاد البحريني لكرة السلة المتواجد تحت مظلة الاتحاد الدولي الذي أكد مسؤولوه لي شخصياً على اتخاذ عقوبات رادعة في حق نادي الحالة والمتمثلة في عدم السماح له بالتعاقد مع لاعبين محترفين أو المشاركة في أي من الاستحقاقات الرسمية المقبلة»، مختتماً حديثه قائلاً: «سئمت الانتظار وأتمنى أن لا أجبر على اتخاذ أصعب قرار»، في إشارة منه إلى احتمالية تكفل مخاطبته للاتحاد الدولي بحرمان ناديه الأم من حلم المشاركة في البطولة الآسيوية.