توجيه ملكي لإيصال المساعدات البحرينية لليمن عبر «الخيرية الملكية»
العمليات العسكرية مستمرة حتى تخليص اليمنيين من الحوثيين و«المخلوع»
خطة عمل بين البحرين واليمن بإطار «التحالف» لمواجهة التحديات
«إعادة الأمل» تعني «الحزم» وعمليات إنسانية وإيصال مساعدات
ياسين:
طهران تواصل محاولات تهريب الأسلحة و«التحالف» بالمرصاد
لا تواصل مع الحوثيين وميليشيات صالح قبل تسليم السلاح
لاعلم لنا بهروب المخلوع علي عبدالله صالح
الشرعية ستعود إلى عدن وستسمعون خيراً الأيام المقبلة
إيران ترسل بوارج حربية بدلاً من مساعدات إنسانية
لا أتوقع دخول الحوثيين في حوار بعد جرائمهم باليمن


كتب – حذيفة إبراهيم:
أوضح وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ونظيره اليمني رياض ياسين أن إعلان انتهاء عاصفة الحزم، ودخول مرحلة إعادة الأمل، لا يعني الهدنة أو إيقاف العمليات العسكرية، وإنما استمرار العمليات العسكرية بالتزامن مع العمل الإنساني والإغاثي، قبل أن يؤكد خالد بن أحمد رداً على سؤال لـ«الوطن» في مؤتمر صحافي عقده مع ياسين أمس في قاعة التشريفات بمطار البحرين الدولي، أن لا مبادرة سياسية مطروحة فيما يخص اليمن حتى الآن أو وجود تسوية بالمنطقة، كاشفاً عن توجيه عاهل البلاد المفدى لإيصال المساعدات البحرينية إلى الشعب اليمني بالتنسيق بين «الخيرية الملكية» والحكومة اليمنية».
وقال وزير الخارجية، خلال المؤتمر الصحافي أمس، إن «العمليات العسكرية في اليمن مستمرة لحين تخليص الشعب اليمني من الحوثيين وميليشات الرئيس المخلوع».
من جانبه، قال وزير الخارجية اليمني إن «طهران مازالت تحاول تهريب الأسلحة للحوثيين إلا أن تحالف دعم الشرعية لها بالمرصاد»، مؤكداً أن «لا تواصل مع الحوثيين وميليشيات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح قبل تسليمهم السلاح والانخراط في الدولة».
ورداً على سؤال لـ«الوطن» حول أنباء عن هرب الرئيس المخلوع من اليمن، نفى ياسين وجود أي معلومات لديه حيال الموضوع، إلا أنه أكد أن «لا دور لصالح أو ابنه في مستقبل اليمن السياسي».
ورأى أن «المتمردين الحوثيين لن يتجرؤوا على الدخول في أي حوار سياسي بعد الجرائم التي ارتكبوها في اليمن»، إلا أنه تحدث عن إمكانية قبولهم «مكوناً سياسياً فقط حال تسليم السلاح والتزامهم بقرارات الأمم المتحدة، والانسحاب من جميع المدن، واستقرار الأمور، وانخراطهم بحوار تحت المظلة الشرعية».
مساعدات بحرينية لليمن
وخلال المؤتمر الصحافي، قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن «العاهل المفدى تباحث مع نائب رئيس اليمن رئيس الوزراء خالد بحاح حول العلاقة بين البلدين، وعاصفة الحزم، وإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن، مشيراً إلى أنه «تم الاتفاق على عدة أمور».
وأشار إلى أن «جلالة الملك جدد التزام البحرين بالوقوف مع اليمن، وبعملية إعادة الأمل والدور الإنساني للبحرين فيها»، مشيراً إلى أن العاهل المفدى وجه إلى أن «يتم التنسيق عن طريق المؤسسة الخيرية الملكية، مع الحكومة اليمنية فيما يخص المساعدات».
وأوضح أن «توجيهات العاهل المفدى للحكومة والمؤسسة الخيرية الملكية، برئاسة سمو الشيخ ناصر بن حمد، تتضمن وضع خطة متكاملة بالتعاون مع الحكومة اليمنية، ليكون دورها ذا فائدة قصوى في إيصال المساعدات للأشقاء في اليمن، وهو ما تم البدء فيه حالياً». وأشار إلى أنه «تم التشاور حول التهديدات التي يواجهها البلدين والمنطقة، فيما تم وضع خطة عمل مشتركة بين البلدين، إضافة إلى التحالف والأشقاء في دول مجلس التعاون لأخذ العلاقة للأمام والتعامل مع مختلف التهديدات التي سنواجهها في المستقبل القريب».
العمليات العسكرية مستمرة
وأوضح وزير الخارجية أن «انتهاء عاصفة الحزم لا يعني انتهاء أي عمليات أو وقف لإطلاق النار، وإنما هناك مرحلة جديدة بدأت تأخذ شكلها، وهي إعادة الأمل، من خلال إضافة العمليات الإنسانية وإيصال المساعدات الإنسانية لمن يحتاجها».
وأوضح أن «العمليات العسكرية مستمرة ضد أعداء الشعب اليمني، ولا توقف نظراً لوجود خطر استراتيجي»، مبيناً أن «الدول ستستمر في الدفاع عن اليمن لحين استقراره، وإيقاف تهديد الميليشيات الحوثية وشركائهم تجاه أبناء الشعب اليمني، ولن يتوقف شيء».
وأكد أن «أي عملية سياسية سيكون لها أساس واضح من خلال قرارات مجلس الأمن وخاصة القرار رقم 2216 الذي صدر مؤخراً».
وتابع وزير الخارجية: «نقف مع اليمن في هذه المرحلة المهمة من تاريخه، ونحن نرى التحول الذي يجري في اليمن من بعد عاصفة الحزم قد يكون تحول تجاه أحد أهم مراحل هذا البلد العزيز، وأهم مراحل علاقة اليمن بجيرانه ومنطقته التي ينتمي إليها».
وأضاف أن «هناك الكثير من العمل أمامنا، ولا ينحصر في كلمتين أو حتى أوراق عدة، ونتطلع لبناء مرحلة جديدة يستفيد منها الشعب اليمني في كل الجوانب، سواء الاقتصادية أو التعليمية أو فيها البنية التحتية في البلد، وربط العلاقة التاريخية، فنحن كل أسرنا وقبائلنا وحدة، ولكن يجب أن تبنى على أسس حديثة تضع اليمن، ويفتح الباب أمام إخوانه وأشقائه الذين يتطلعون لنجاحه، فهذه مسؤوليتنا جميعاً ومسؤولية جميع دول الخليج الوقوف في السراء والضراء».
لا مبادرة ولا تسوية
ورداً على سؤال لـ«الوطن» حول وجود مبادرة، قال وزير الخارجية: «من المؤكد أن ليس هناك أي مبادرة سياسية مطروحة حالياً، ولن يكون هناك أي مبادرة إلا من خلال الحكومة اليمنية والتعاون مع حكومة المملكة العربية السعودية».
ونفى الشيخ خالد بن أحمد الأنباء حول وجود تسوية شاملة للمنطقة، وقال: «نحن أدرى بشؤوننا والخطوات التي نقوم بها في الدفاع عن أمننا ومصالحنا بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء في العالم كله».
أخبار خير قريباً
من جهته، قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، في أول تعليق له على زيارته البحرين، «شعرنا في المنامة بأننا في عدن».
وأكد أن «الشرعية ستعود لعدن بمساعدة كل الأشقاء(..) وستسمعون خيراً في الأيام المقبلة»، مشيراً إلى أن «دعم الحكومة اليمنية للقبائل المقاومة للحوثيين والقيادات الميدانية مستمر بكل الطرق الممكنة، كون ما حصل كان مفاجأة وهجوماً وحشياً استثنائياً لم يحصل مثله في أي بلد عربي أو حتى في منطقة الشرق الأوسط، ولكن صمود ومقاومة الشباب في كل المدن، أثبت أننا قادرون على مثل ذلك».
لا تواصل قبل الاستسلام
ونفى ياسين أي تواصل في الوقت الحاضر مع الحوثيين «الذين يقترفون مع ميليشيات علي عبدالله صالح جرائم بحق الشعب اليمني كله، ولن يكون هناك أي تواصل حتى يلقوا بالسلاح ويستلسموا».
وأكد أن «أي تواصل معهم سيكون بعد التزامهم بقرارات الأمم المتحدة، والانسحاب من جميع المدن، واستقرار الأمور(..) حينها يبدأ الحوار فقط مع الملتزمين بالمظلة الشرعية وبقرارات الأمم المتحدة، على أنهم مكون سياسي فقط لا غير».
وأوضح أن «عاصفة الحزم هي حزمة متكاملة، وليست فقط في العمليات الجوية، وستستمر طالما هناك تحركات للميلشيات الحوثية، إذ أنه ليس هناك وقف لإطلاق النار أو العمليات».
«الحزم» و«الأمل» معاً
وتابع ياسين أن «الجانب السياسي سيكون متوازياً مع العسكري(..) هذه المرحلة ستشهد استمرار عاصفة الحزم مع إعادة الأمل، والتركيز على الإغاثة الإنسانية».
وحول الدور الإيراني، قال إن «طهران التي يفترض لها أن ترسل مواد إغاثية وأدوية، ما زالت تحاول أن ترسل بوارج حربية محملة بالسلاح، وكأنها تريد مرة أخرى أن تؤجج الصراع المسلح في هذه المنطقة».
وأضاف: «كنّا نتمنى من الإخوة في إيران أن يدركوا أن توقف الضربات العسكرية الجوية لا يعني تخاذلاً أو تراجعاً أو ما شابه ذلك، وهذا يثبت أن قوات التحالف بقيادة السعودية تريد أن تؤكد أن العملية ليست عملية ضرب عسكري وحرب، وإنما عملية متكاملة تسمح بالإغاثة الإنسانية وهناك وضوح فيما نريد».
وقال وزير خارجية اليمن إن «الميليشيات الحوثية، وجماعة علي عبدالله صالح ما زالوا يحاولون تدمير أكبر قدر ممكن من البنية التحتية باليمن، وهناك هجوم وحشي على المواطنين داخل المدن في الوقت الحالي».
وأضاف أن «ليس هناك وقف إطلاق النار، كون وقف إطلاق النار يجري ما بين متحاربين يمكن الفصل بينهم، وهذه ميليشيات تعتدي على كل اليمنيين داخل أراضي اليمن، وتهدد السلم الدولي من خلال تواصلها وارتباطها بالمخطط الإيراني في المنطقة، وهذا أكثر وضوحاً الآن». وتابع ياسين «ليس هناك مجال أو ذكر لما يسمى وقف إطلاق النار، ومن يستطيع إيقاف إطلاق النار يجب أن يتجه إلى الحوثيين وميلشيات علي عبدالله صالح حتى يوقفوا إطلاق النار داخل الأراضي اليمنية».
لا مستقبل لصالح باليمن
ورداً على سؤال لـ«الوطن» حول أنباء تفيد هروب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من اليمن، قال وزير الخارجية اليمني، «بالنسبة لنا كيمنيين، وللعالم فإن علي عبدالله صالح وابنه انتهى دورهم، ولن يكون لهم أي دور في المشهد السياسي القادم، وما فعلوه داخل اليمن من تدمير وتهديم يكفي، والأخبار التي تصل عن مغادرته وعدمها لا نعرف عنها شيئاً».
وحول استمرار تسليح الحوثيين، قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، إن «عاصفة الحزم نجحت في منع إيصال الأسلحة لليمن من خلال الجسر الجوي الذي أقامته إيران بطائرتين لمطار صنعاء وصعدة، إذ توقفت كل الإمدادات للحوثيين».
وتابع: «أما في الجانب البحري، فنجحت عاصفة الحزم في منع إيصال الأسلحة رغم المحاولات العديدة واليائسة من قبل إيران التي تحاول خرق الحصار البحري، وحاولت إرسال أكثر من بارجة حربية، إلا أن التحالف كان لها بالمرصاد».
وأشار ياسين إلى أن «الحوثيين استولوا على أسلحة الجيش اليمني التي كانت بحوزة المعسكرات، واستخدموها خلال الفترة الماضية، كون نظام علي عبدالله صالح، كدس عدد من الأسلحة في داخل المدن اليمنية، وخصوصاً صنعاء وعدن، لتهديم اليمن على رأس أبنائه». وأردف: «طالبنا وما زلنا نطالب أن يكون هناك مناطق آمنة في بعض المدن لنستطيع تقديم الدعم الإغاثي والطبي للجرحى، وتقديم الغذاء والدواء».
وحول تحول الحوثيين إلى حزب سياسي لاحقاً، قال إن «اليمنيين كانوا يتمنون هذا الأمر في الحوار الوطني سابقاً، إذ كانوا ممثلين من خلال جماعة أنصار الله، وكان لهم تواجد سياسي، إلا أنهم انقلبوا كعادتهم، واعتقد أنهم بعد ما فعلوه في اليمن، لن يتجرؤوا على الدخول في حوار سياسي».