«التحالف» يدك مواقع المتمردين في عدة مدن
انهيار ميليشيات الحوثي وصالح في مأرب
دبابات المقاومة الشعبية تنتشر في عدن
إسماعيل ولد شيخ أحمد مبعوثاً لليمن خلفاً لجمال بن عمر
القتال باليمن يودي بحياة أكثر من ألف شخص منذ إطلاق الهجوم الحوثي على الجنوب
عواصم - (وكالات): شهد اليمن أمس غارات جديدة شنها طيران التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ضد مواقع المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في عدة مدن بينها صنعاء، ولحج، وتعز، وإب، ومأرب، وعدن، فيما أعلنت مصادر أن «المدفعية السعودية قصفت بعض التجمعات الحوثية في عمق الحدود اليمنية، لمنع قيامها بأي تحركات عدائية قبالة محافظة جازان جنوب المملكة»، بينما تسجل مواجهات مستمرة بين المقاومة الشعبية الموالية لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي والمتمردين في عدة مناطق خاصة جنوب البلاد. وكثّف الجيش السعودي وحرس الحدود والمديرية العامة للمجاهدين حال تأهبهم واستعدادهم على طول الحدود السعودية اليمنية عبر نقاط متحركة وثابتة. وتتبع القوات السعودية على الحدود نهج المنع الوقائي لأي تحركات لميليشيات الحوثي وصالح، لمنعها من القيام بأي عدوان، مدعومة باستخبارات دقيقة عن حركة مجاميع المتمردين ومخططاتهم.
وشن طيران التحالف بقيادة السعودية غارات على مواقع للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في عدة مناطق من اليمن وأعنفها كانت في الضالع جنوب اليمن، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين بحسب مصادر.
وقال المتحدث باسم «المقاومة الشعبية» المناهضة للحوثيين ناصر الشعيبي إن «غارات عنيفة استهدفت الحوثيين في الضالع ودمرت مواقع عسكرية لهم».
وأكد الشعيبي أن مواجهات اندلعت بين مقاتلي مجموعته والحوثيين في الضالع في أعقاب الغارات.
وطالت الغارات العنيفة مواقع للحوثيين وقوات صالح في يريم بمحافظة إب وسط البلاد خاصة مقر المتمردين في مبنى كلية المجتمع ومقر اللواء 55 التابع للحرس الجمهوري.
كما استهدفت غارات أخرى مواقع للقوات الموالية لصالح شمال شرق صنعاء إضافة إلى غارات استهدفت موقع اللواء 35 مدرع الذي يحتله الحوثيون في مدينة تعز جنوب صنعاء.
واستهدفت غارات أخرى قاعدة طارق الجوية في تعز، ومواقع الحوثيين في عدن، كبرى مدن الجنوب، خاصة في حي دار سعد ومحيط المطار وعند المدخلين الشرقي والشمالي للمدينة. كما طالت الغارات مواقع الحوثيين بالقرب من قاعدة العند الجوية في محافظة لحج الجنوبية. إلى ذلك، احتدمت المواجهات على الأرض في مدينة عدن بين المتمردين ومسلحي «المقاومة الشعبية» المناهضة لهم.
ووصف سكان المواجهات بأنها عنيفة خصوصاً أن الطرفين استخدما المدفعية والدبابات.
وكذلك اندلعت مواجهات في محافظة مأرب وسط البلاد بين مسلحين قبليين وعناصر من الحوثيين بحسب مصادر قبلية أشارت إلى مقتل 6 حوثيين في المعارك.
وأفادت مصادر بأن عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين سقطوا في غارات للتحالف على محافظة الضالع، كما تجددت الغارات على عدن وصنعاء وإب، بينما تدور اشتباكات عنيفة في مناطق عدة مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وقال سكان إن طائرات حربية من التحالف ضربت أهدافاً للحوثيين في مدينتي عدن وإب وحولهما.
وأضافوا أن بين الأهداف دبابات يستخدمها الحوثيون المدعومون من إيران في قرى قريبة من عدن بالجنوب.
وأوضحت مصادر أن المقاومة الشعبية الموالية للرئيس الشرعي هادي سيطرت على مواقع حيوية في طريق مأرب صنعاء، وبات عناصرها على بعد 20 كيلومتراً من صنعاء.
في الوقت ذاته، أكدت اللجنة الأمنية في محافظة مأرب أن الحوثيين يعيشون حالة انهيار نتيجة الضربات التي تعرضوا لها خلال الأيام الماضية. في غضون ذلك، تركز انتشار مقاتلين مسلحين من مؤيدي الرئيس هادي في حي المنصورة بمدينة عدن. وانتشر مقاتلون ودبابات في المدينة. وأفادت مصادر في عدن بأن المقاتلين مؤيدي هادي يحرزون تقدماً في عدن. وقصفت طائرات حربية من التحالف أهدافاً للحوثيين في مدينتي عدن والضالع وتعز وإب وحولها.
ويأتي استمرار الغارات والمواجهات بالرغم من إعلان التحالف العربي الثلاثاء الماضي انتهاء عملية «عاصفة الحزم» والانتقال إلى مرحلة ذات طابع سياسي تحت عنوان «إعادة الأمل».
وقال المحلل السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله إن «الشروط الموضوعية لوقف كامل لإطلاق النار في اليمن ليست موجودة حتى الآن (...) لا أعتقد أن المعارك أو الحرب انتهت». ورأى عبد الله أن الإعلان عن انتهاء «عاصفة العزم» قد يعني «الانتقال إلى مرحلة جديدة مع أهداف جديدة ولعل وعسى تأتي هذه المرحلة بنتائج سياسية».
وأشار عبد الله إلى عدم تبلور تسوية سياسية واضحة في اليمن مشيراً إلى وجود عدة مبادرات ومحاولات للتسوية لم تصل إلى نتيجة على حد قوله.
وقد أشارت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية أمس إلى مشاورات في الرياض يشارك فيها 9 من القياديين في حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وأفادت قناة «العربية» بأن مباحثات جرت بين الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني وقياديين من حزب صالح في الرياض أمس.
وطالب المتمردون الحوثيون بوقف كامل للضربات التي تنفذها قوات التحالف العربي ضدهم في اليمن وبعد ذلك باستئناف الحوار الوطني برعاية الأمم المتحدة.
وقد رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد ذلك بإعلان انتهاء العملية العسكرية وأبدى استعداده «لتقديم التسهيلات الدبلوماسية اللازمة لحل هذه الأزمة عبر الحوار». وأبلغ بان كي مون مجلس الأمن الدولي بأنه يعتزم تعيين الدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد شيخ أحمد مبعوثاً جديداً إلى اليمن خلفاً لجمال بن عمر الذي قدم استقالته الأسبوع الماضي.
وقال بان كي مون في رسالة إن الشيخ أحمد «سينطلق من الإنجازات» التي حققها بن عمر الذي استقال بعدما واجه انتقادات من دول خليجية لجهود الوساطة التي قام بها.
وسيصبح تعيينه سارياً اعتباراً من الاثنين المقبل إذا لم تبد أي دولة في المجلس معارضتها على ذلك.
ويتولى ولد شيخ أحمد «55 عاماً» حالياً بعثة الأمم المتحدة لمكافحة مرض إيبولا بعدما شغل عدة مناصب في الأمم المتحدة على مدى 28 عاماً خاصة منصب المنسق الإنساني في سوريا بين 2008 و2012، واليمن بين 2012، و2014، ثم رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.
وفي رسالته أكد بان كي مون أن المبعوث الجديد «سيتابع خلفاً لبن عمر الجهود الإقليمية والدولية التي تبذلها الأمم المتحدة» لحل النزاع.
وتخطت حصيلة الضحايا من القتال الدائر في اليمن ألف قتيل، بينهم 50 طفلاً، منذ نهاية مارس الماضي - منذ التحضير للهجوم الحوثي على الجنوب - حسبما أعلنت منظمة الصحة العالمية في حصيلة نشرتها في جنيف أمس. وقالت المنظمة إن أعمال العنف في اليمن أدت إلى مقتل 1080 شخصاً، بينهم 48 طفلاً و28 امرأة، وإصابة 4352 في أعمال العنف بين 19 مارس و20 أبريل . وبحسب المناطق، فإن صنعاء سجلت أعلى عدد من القتلى بمجموع 209 أشخاص، بينهم 21 طفلاً و5 نساء. كما جرح 936 شخصاً من ضمنهم 84 طفلاً و44 امرأة. وفي عدن، كبرى مدن الجنوب، قتل 191 شخصاً بينهم طفلان، وجرح 1237 شخصاً.
وأعلنت مؤسسة بيل وميليندا غيتس أنها ستساهم بمساعدة قدرها 800 ألف دولار مخصصة للمستشفيات في اليمن.