التدخين.. من أقدم الظواهر في العالم ، وقد انتشر وتزايد بشكل كبير في عصرنا الحالي، لا سيما بين الفتيان والفتيات في سن المراهقة، والسبب قلة رقابة الأهل لأبنائهم، وقد يكون السبب أن الأب أو الأم أو المعلم من المدخنين، فيبدأ المراهق بالمحاكاة في هذه الظاهرة الخاطئة ، مع أن الوالدين والمعلم هما القدوة لأجيال المستقبل.
ولا يخفى علينا ما للتدخين من أضرار كثيرة بصحة الأسنان وأولها مرض سرطان الرئة، الذي انتشر بشكل كبير في هذه الأيام، ومرض السل أيضاً، وقلة الشهية، واصفرار الوجه والأسنان وضعف الذاكرة كما إنه يعود بالكسل والاسترخاء، فبالإضافة إلى الضرر الصحي يوجد الضرر المالي وخصوصاً لصاحب الدخل المحدود أو الأسر الفقيرة، إذ يلجأ المراهقات والمراهقون لأساليب خاطئة لجلب المال كالسرقة والتحايل، فالتدخين خراب للبيوت وتشتيت للأسرة، فالأب المدخن قد يقصر في حق زوجته وأبنائه، ولا يقل عن ذلك خطورة تدخين الأم خصوصاً وهي حامل . كما قال تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) (سورة البقرة 195).
أثبتت الدراسات الطبية أن التدخين يعد من العوامل الرئيسة المسببة للعديد من الأمراض مثل: النوبات القلبية، ومن الممكن أن يتسبب أيضًا في حدوث عيوب خلقية. وقد أدت المخاطر الصحية المثبتة عن التدخين، إلى قيام الكثير من الدول بفرض ضرائب عالية على منتجات التبغ، بالإضافة إلى القيام بحملات سنوية ضد التدخين في محاولة للحد من تدخين التبغ.
عادة التدخين آفة حضارية كريهة أنزلت بالإنسان العلل والأمراض, إنها تجارة العالم الرابحة ولكنها قائمة على إتلاف الحياة وتدمير الإنسان عقلاً وقلباً وروحاً وإرادة والغريب أن الإنسان يقبل على هذه السموم بلهفة وشوق وكأنه لا يعلم أنه يسير إلى طريق التهلكة.
وفي الختام أرجو من كل أب أو أم أو معلم أن يوجهوا نصائح ومحاضرات لكل مدخن ومدخنة حتى يقلعوا عن التدخين، وأن يتم الإصرار على توضيح الضرر لدرء الخطر.
محمد إبراهيم المدفعي
فريق البحرين للإعلام التطوعي