تراجع التأثير الإيراني فرض على الحوثيين القبول بعودة هادي
تقارير إعلامية: صالح سيغادر اليمن إلى سلطنة عمان
«المخلوع» وافق على عدم العودة لليمن ولن يتولى أي منصب سياسي مستقبلاً
مسقط ستحظر على صالح مزاولة السياسة تنفيذاً لاتفاق وقف عمليات «عاصفة الحزم»




صنعاء - (وكالات): ذكرت مصادر سياسية في العاصمة اليمنية صنعاء أن إعلان دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن عن انتهاء عملية «عاصفة الحزم»، وبدء عمليات «إعادة الأمل»، جاء بعد التوصل إلى تفاهمات سياسية تضمن تحقيق أهداف الحملة العسكرية وأن وساطة عمانية كانت حجر الزاوية في اتفاق قد يخرج إلى النور في الأيام المقبلة، في حال التزم المتمردون الحوثيون والرئيس السابق علي عبدالله صالح ببنوده، وفقاً لصحيفة «العرب» اللندنية. في غضون ذلك، قال مصدر سعودي لشبكة «سي إن إن» الأمريكية إن «جماعة الحوثي وافقت على كل المطالب التي فرضها مجلس الأمن الدولي تقريباً، وهو الأمر الذي أدى إلى انتهاء «عاصفة الحزم»». وبينما تتم صياغة الاتفاق، قالت مصادر دبلوماسية إن سلطنة عمان لعبت دوراً هاماً في الوساطة بين السعودية والولايات المتحدة وإيران، وأكدت أن مسقط بدأت تتحول إلى مركز لقنوات التفاوض الخلفية بعد أيام فقط من انطلاق عملية «عاصفة الحزم».
ونجحت العملية العسكرية، بقيادة السعودية ضمن تحالف عربي ضم 10 دول في تحقيق أهدافها، حيث استطاعت إضعاف القوة العسكرية لميليشيات الحوثيين والقوات التابعة للرئيس السابق صالح وإجبارهما على العودة إلى طاولة المفاوضات مع القوى السياسية اليمنية الأخرى.
وكان التحالف بقيادة السعودية أعلن الثلاثاء الماضي إنهاء حملة الضربات الجوية المستمرة منذ نحو شهر في اليمن إلا أن المتحدث باسم عملية «عاصفة الحزم» العميد الركن أحمد عسيري قال إن القوات ستستمر في استهداف الحوثيين المتحالفين مع إيران إذا لزم الأمر.
ومع مرور الأسابيع منذ انطلاق العمليات، بدت الضربات الجوية للتحالف مؤثرة بشكل كبير وتراجعت الميليشيات التي كانت تطمح في السيطرة على مدينة عدن ثاني أكبر المدن اليمنية جنوب البلاد.
وقالت المصادر إن صالح لجأ نتيجة لذلك إلى فتح قنوات التواصل مع مسؤولين سعوديين. ولم يتضح مدى هذه المفاوضات أو النتائج النهائية التي أسفرت عنها حتى الآن.
لكن مصادر سياسية مطلعة أكدت أن السعودية أوصلت رسالة للوسطاء بأن التحالف العربي سيعود مجدداً في حال تراجع الحوثيون عن التزاماتهم ولكن هذه المرة في صورة تحالف دولي.
وكان من بين هؤلاء الوسطاء وزير الخارجية اليمني السابق أبوبكر القربي.
ونقل القربي إلى الرياض، بحسب المصادر، موافقة صالح والحوثيين على عودة الشرعية الدستورية ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه خالد بحاح ورئيس حكومته إلى اليمن والعمل في بيئة طبيعية.
ويبدو أن نتائج المحادثات، التي لم يعلن عنها في السابق وتدخلت فيها قوى إقليمية، أضفت شعوراً في الرياض بالارتياح لإنهاء العمليات العسكرية.
وكان من بين المؤشرات على الاتفاق قيام الحوثيين فور الإعلان عن وقف العمليات العسكرية بإطلاق سراح وزير الدفاع اليمني اللواء محمود الصبيحي وعدد من القادة العسكريين الموالين لهادي ومن بينهم شقيقه الأكبر.
وفور الإعلان عن وقف العمليات العسكرية ظهر الرئيس الشرعي هادي في خطاب تلفزيوني للمرة الأولى منذ بدء «عاصفة الحزم» ليشن هجوماً عنيفاً على الحوثيين.
وعلى الرغم من لهجة خطابه الحادة التي تعكس عمق أزمة الثقة بين هادي وخصومه إلا أن الخطاب ترك مجالاً للحل السياسي على الرغم من تضمنه سيلاً من التهديدات والانتقادات لمن وصفهم بالانقلابيين.
ويشعر هادي بالانتصار على صالح والحوثيين، ويأمل في أن تؤدي عملية «إعادة الأمل» إلى تقوية دعائم حكمه بعد عودته لممارسة مهامه مرة أخرى في اليمن.
لكن مكاسب عملية التفاوض تتخطى البعد المحلي لتشمل أيضاً أبعاد الصراع الإقليمي الدائر بين السعودية وإيران. ومن بين هذه المكاسب حرمان طهران من لعب أي دور مؤثر في تشكيل المشهد السياسي اليمني، أو استنساخ تجربة «حزب الله» اللبناني من خلال ميليشيا الحوثيين.
في السياق ذاته، قالت تقارير إعلامية إن الرئيس المخلوع سيغادر اليمن، ضمن اتفاق سياسي بعد انتهاء عملية «عاصفة الحزم»، كما إنه وافق على عدم العودة إليه لتولي أي منصب سياسي»، «ميليشيات الحوثي وافقت على مطالب مجلس الأمن الدولي».
ونقل موقع «يمن 24» الإخباري قبل أيام عن مصادر قولها إن طائرة عمانية وصلت إلى مطار صنعاء لنقل صالح وأفراد أسرته إلى خارج اليمن كجزء من اتفاق حل الأزمة عقب انتهاء عملية عاصفة الحزم. وتوقعت المصادر أن تكون وجهة صالح هي سلطنة عمان، حيث سيحظر عليه مزاولة أي عمل سياسي تنفيذاً للاتفاق الذي تم بموجبه وقف عمليات «عاصفة الحزم».
وفي السياق ذاته، قال مصدر سعودي لشبكة «سي إن إن» الأمريكـية إن جماعـة الحوثي وافقت على كل المطالب التي فرضها مجلس الأمن الدولي تقريباً، وهو الأمر الذي أدى إلى انتهاء «عاصفة الحزم». وتابع المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن «صالح وعائلته وافقوا على مغادرة اليمن وعدم العودة إلى البلاد مطلقاً».
يذكر أن صالح ذكر في تصريحات سابقة أنه سوف يتوجه إلى الولايات المتحدة للعلاج، وطلب العفو من اليمنيين عن أي» تقصير» خلال فترة رئاسته التي تجاوزت 3 عقود، غير أنه لم يحدد موعد سفره إلى الولايات المتحدة التي لم تعلن حتى الآن منحه تأشيرة دخول. فيما أكدت مصادر أنه اجتمع بأفراد عائلته وقبيلته بداية الأسبوع، الأمر الذي عزز ما يقال حول نية صالح مغادرة اليمن وعدم العودة.