انفراجات سياسية كبيرة
في الأيام المقبلة دون توقف العمليات العسكرية
«إعادة الأمل» ذات جوانب سياسية ولوجسيتة وإنسانية
«عاصفة الحزم» أجبرت الحوثي وصالح على الجلوس للمفاوضات والبدء بحل سلمي
تسوية يتم من خلالها استعادة الشرعية وتحقيق انسحابات على الأرض
الأطراف اليمنية المشاركة بالحوار قبل احتلال صنعاء وعمران ستقود العملية السياسية




الرياض - (إيلاف): أكد محللون سياسيون أن «عملية «إعادة الأمل» التي أطلقتها قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن تعد بمثابة هدنة لجميع الفرقاء السياسيين في اليمن للدخول في حوار سياسي، وإعادة تشكيل حكومة يمنية توافقية بعيداً عن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح»، مشيرين إلى أن «دول التحالف وعلى رأسها دول الخليج العربي ستدعم وتساند الحراك عبر المحفزات المختلفة، والتي من أبرزها المحفز الاقتصادي عن طريق إعادة بناء اليمن».
وأضافوا أن «وقف عمليات «عاصفة الحزم» والبدء بـ «إعادة الأمل»، هو فرصة للحل السياسي، لتشكيل حكومة يمنية توافقية بعيداً عن المخلوع صالح».
وأعلنت دول التحالف مساء أمس الأول، انتهاء عملية «عاصفة الحزم» وبدء عمليات «إعادة الأمل»، وجاء ذلك عبر بيان رسمي أصدرته وزارة الدفاع السعودية، قالت فيه إن «عاصفة الحزم أزالت التهديدات الموجهة للمملكة ودول الجوار وحققت معظم أهدافها»، مشيراً إلى أن «»عاصفة الحزم» جاءت استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى القيادة السعودية، وأن الرئيس اليمني قدم الشكر في رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على ما بذلته المملكة ضمن التحالف واستجابته لطلبه».
كما أوضح البيان أن «العملية العسكرية جاءت لإنقاذ الشعب اليمني وإعادة الشرعية التي التف عليها الانقلابيون»، مضيفاً أن «العمليات أزالت التهديدات على المملكة ودول الجوار وتمكنت من تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي استولت عليها المليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من قواعد ومعسكرات الجيش اليمني».
الكاتب والمحلل السياسي، سليمان العقيلي، قال إنه من «القراءة الأولى لبيان وزارة الدفاع لا يمكن القول إن الحرب انتهت، وإنما هو تعليق أو هدنة لإعطاء فرصة لانطلاق الحوار السياسي، مشيراً في حديثه، إلى أنه «مازال هناك حظر على الموانئ وعلى المطارات، كذلك هناك تهديد باستئناف العمل العسكري حال ما استدعى ذلك»، موضحاً أن «عملية «إعادة الأمل» ستكون ذا جوانب سياسية ولوجسيتة وإنسانية».
وحول ملامح العمل السياسي المرتقب، قال العقيلي إنه «يبدو أن هناك «صفقة ما» تم تحضيرها لكي تعود الشرعية والتي سوف تتكشف تفاصيلها في الأيام القادمة»، لافتاً إلى أن «الأخبار عن انتهاء «عاصفة الحزم» سبقتها تسريبات من عدة عواصم، مما يشير إلى أن هناك طبخة سياسية تم التوافق عليها من قبل أطراف متعددة حول إنهاء الحرب لاسيما وأن الهدف الذي رمت إليه «عاصفة الحزم قد تحقق»، مضيفاً «أعتقد أن هناك تسوية أبرمت ستتم من خلالها استعادة الشرعية، وربما انسحابات على الأرض، لإفساح المجال أمام الشرعية للتواجد على الأرض، ويواكب ذلك حوار سياسي».
وعملية «إعادة الأمل» التي أعلن عنها التحالف ستعمل على تحقيق 6 أهداف رئيسة من أبرزها سرعة استئناف العملية السياسية واستمرار حماية المدنيين ومكافحة الإرهاب، والاستمرار أيضاً في تيسير إجلاء الرعايا الأجانب وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية، والتصدي للتحركات والعمليات العسكرية للميليشيات الحوثية ومنع وصول الأسلحة إليهم جواً وبحراً عبر التفتيش والتدقيق.
الأكاديمي والكاتب السياسي الدكتور على التواتي، أوضح أن «الجهود الدبلوماسية أفلحت في إيقاف الحرب عند هذا الحد»، مؤكداً أن «الحرب ليست هدفاً في حد ذاتها، ولا أحد يريدها ولكنها وسيلة لفرض السلام في بعض الأحيان». وأضاف أن «الجهود الدبلوماسية بدأت منذ صدور قرار مجلس الأمن، كما إن اتصال العاهل السعودي الملك سلمان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يأتي في هذا الإطار أيضاً»، وتابع «وامس الأول سمعنا تصريحات مسؤول إيراني عن «تفاؤله بقرب وقف العمليات»، وهو ما يدل على أن هناك جهوداً سياسية جبارة بذلت في الخفاء وصلت للنجاح».
كما بيّن التواتي، أن «الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي لم يوجه نداءه لوقف العمليات إلا بعد أن تلقى تأكيدات بقرب فتح الجبهة السياسية والحوار»، وتابع «ربما سنرى خلال الأيام القادمة، انفراجات كبيرة على الجانب السياسي، لكن هذا لا يعني التوقف عن العمليات العسكرية، وإنما هي هدنة أعطيت للجميع في سبيل فتح جبهة سياسية وتشكيل حكومة يمنية توافقية بعيداً عن الرئيس المخلوع صالح».
وفي ما يتعلق بمن سيقود العملية السياسية، أوضح التواتي أن «الأطراف اليمنية التي كانت تشارك في الحوار قبل احتلال صنعاء وعمران هي من ستقود العملية السياسية، مثل الرئيس عبدربه منصور هادي وكافة الفرقاء السياسيين الموجودين على الأرض، وبذلك بدعم ومساندة من دول مجلس التعاون ودول التحالف التي ستعطي هذه العملية السياسية المحفزات المختلفة، وفي مقدمتها المحفز الاقتصادي لإعادة بناء اليمن وإعادة بناء جيشه على أسس وطنية وليس على أسس مذهبية أو طائفية».
من جهته، قال المحلل السياسي اليمني، محمود سعيد إن «»عاصفة الحزم» جاءت لتجبر الحوثي وصالح على الجلوس على طاولة المفاوضات تمهيداً لبدء حل سلمي في اليمن، وأن هذا المخطط يحتاج لتحقيقه توفر مجموعة شروط، منها إنزال ضربات موجعة ومؤثرة في الآلة العسكرية لصالح والحوثي، تحرمهم من المناورة، وهو تحقق بعد 27 يوماً من الغارات الجوية، مشيراً إلى أن «عملية إعادة الأمل» ينتظر أن تعود بالشرعية لليمن، ويجتمع اليمنيون بكل مكوناتهم للحوار دون تهديد بالسلاح».تجدر الإشارة إلى أن عاصفة الحزم بدأت في الساعة الثانية من صباح يوم الخميس 26 مارس 2015، وذلك عندما قامت القوات الجوية السعودية بقصف جوي كثيف على المواقع التابعة لميليشيا الحوثي والقوات التابعة لصالح في اليمن، وتمت فيها السيطرة على أجواء اليمن وتدمير الدفاعات الجوية ونظم الاتصالات العسكرية خلال الساعة الأولى من العملية.