أكد وزير الصحة صادق الشهابي، أن عيادات السكري المتخصصة بمستشفى السلمانية سجلت خلال السنوات العشرة الأخيرة، زيادة في الحالات الجديدة لسكري الأطفال تتراوح مابين 60 ـ 70 حالة سنوياً، بينما طرح المؤتمر الدولي لطب الأطفال المنعقد في البحرين، معايير جديدة لمرضى التوحد. ويشارك في المؤتمر 10 متحدثين من داخل البحرين وخارجها، وقدمت خلاله 7 أوراق علمية، إلى جانب تنظيم ورشتي عمل حول موضوع «طب وسلامة الأطفال».
وقال الشهابي في كلمته أمام المؤتمر بحضور رئيس مجلس الشورى علي الصالح، إن دعم الحكومة اللامحدود للقطاع الصحي في البحرين، والعمل على توفير أرقى الخدمات وبجودة وكفاءة عالية تصل إلى مستوى احتياجات المواطنين والمقيمين وتطلعاتهم، يجسد مدى الاهتمام الكبير بهذا القطاع التنموي والحيوي المهم، والمساعي المبذولة تجاه تحقيق أعلى المستويات النوعية في الأداء الخدماتي للتخصصات الطبية والصحية كافة. واعتبر صحة الطفل امتداداً لصحة الأسرة والعائلة ككل، وأساساً تبنى به سواعد المستقبل لمواصلة مسيرة البناء في البحرين وتحقيق تقدمها وازدهارها.
وأثنى الدور المهم لجمعية الأطباء البحرينية ومستشفى الكندي في تنظيم «مؤتمر الكندي الدولي الأول لطب الأطفال في البحرين»، بمشاركة العديد من المؤسسات التعليمية الطبية الحكومية والأهلية المعنية بدعم الخدمات الصحية المقدمة للمواطن. ونبه إلى أهمية المؤتمر في تسليط الضوء على أحد أهم التخصصات الطبية، ألا وهو تخصص طب الأطفال، وطرح العديد من الرؤى والمستجدات تواكب التطورات المتسارعة والمتلاحقة في هذا التخصص، ومناقشة تحديات تتطلب توحيد الجهود المشتركة لتجاوزها بأنسب الطرق والأساليب العلمية الأكثر حداثة.
وأكد أن المملكة خطت خطوات رائدة وحققت إنجازات مثمرة في مجال الرعاية الصحية المقدمة للأطفال بشهادة التقارير الصادرة عن المنظمات والمؤسسات الصحية، ومن أهمها تعزيز أنشطة وبرامج الترصد والتمنيع الموسع، واستئصال أخطر الأمراض والأوبئة مثل شلل الأطفال وغيرها من الأمراض والأوبئة القاتلة التي تفتك بأطفال العالم.
وقال إن هذه الخطوات أكدت جاهزية النظام الصحي البحريني وتتبعه للمستجدات والتطورات الإقليمية كافة، وحرصه على تحديث التطعيمات الروتينية وإدخال اللقاحات الجديدة، بهدف تأمين الحماية الوقائية اللازمة للأطفال.
وأضاف الشهابي أنه «رغم الإنجازات المحققة في مجال تطوير خدمات الرعاية الصحية وطب الأطفال، نقف اليوم أمام تحديات أخرى كبيرة وبالغة التعقيد تتعلق بأنماط الحياة غير الصحية، تتسبب في ارتفاع معدل الإصابة بمرض السكري».
ونقل عن آخر الإحصاءات المسجلة لدى قسم الأطفال بمجمع السلمانية الطبي، أن عدد الحالات الجديدة للسكري من النوع الأول في البحرين كغيرها في دول العالم تشهد زيادة مستمرة، ما يعد تهديداً حقيقياً للطفل وذويه، إذ سجلت إحصاءات عيادات السكري المتخصصة بالأطفال بمستشفى السلمانية خلال السنوات العشر الأخيرة، زيادة المعدل السنوي للحالات الجديدة ما بين 60 ـ 70 حالة سنوياً.
وأوضح الوزير أن الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة، أسهمت بشكل مباشر في زيادة نسبة السمنة لدى الأطفال، وترتب عليها العديد من الأمراض والمخاطر الصحية.
ودعا إلى تكثيف الجهود والبرامج المختصة بترويج ثقافة الغذاء الصحي وسبل الحفاظ على الوزن المثالي منذ الصغر، وزيادة الأنشطة الحركية والبرامج الصحية الرياضية بجهود وشراكة مجتمعية، في سبيل الحفاظ على صحة أجيال المستقبل، معرباً عن شكره وتقديره لكل القائمين والعاملين واللجنة المنظمة للمؤتمر. من جانبه، عد رئيس مجلس إدارة جمعية الأطباء البحرينية د.محمد رفيع، المؤتمر أول بوادر التعاون بين جمعية الأطباء ومستشفى الكندي، معرباً عن أمله أن يؤتي هذا التعاون الثمار المأمولة منه، وأن يخرج بنتائج وتوصيات تشكل إضافة حقيقية لموضوع طب الأطفال خاصة وللأطباء وكل المهتمين عامة. وأكد رفيع حرص جمعية الأطباء على الدخول في شراكات استراتيجية مع جميع الكيانات الطبية والصحية لتنظيم فعاليات مشتركة، تسهم بمحصلتها في تطوير الواقع الصحي في المملكة، وتنهض بالطبيب البحريني من الناحيتين العلمية والمهنية.
واعتبر رفيع، الإنسان البحريني أهم ثروات الوطن وعماد التنمية والارتقاء، وثمرة مراحل النشأة الأولى ابتدأ من صحة الجنين والأم الحامل والطفولة المبكرة والمراهقة، وهو ما أكدته الدراسات من أن صحة البالغين إنما هي امتداد لصحتهم في المراحل المبكرة.
وأوضح أن المؤتمر يعنى بصحة الأطفال الشاملة من الناحية الجسمية والنفسية والاجتماعية، من أجل بناء جيل المستقبل.
وقال إن خفض وفيات الأطفال من خلال توفير الرعاية الصحية الجيدة والتعليم وتحسين المستوى الاجتماعي، هو الهدف الإنمائي الرابع أجمعت على تحقيقه 189 دولة بحلول 2015، ويقع ضمن أهداف الإنمائية الألفية وضعتها الأمم المتحدة قبل 15 عاماً. وأثنى على نجاح البحرين في خفض وفيات الأطفال الرضع، والارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة للأطفال والأمهات والحوامل، وتوفير الفحوصات الدورية والتطعيمات وخدمات رعاية الطفولة والأمومة المجانية في المراكز الصحية كافة، بفضل الجهود الحكومية الكبيرة المبذولة بهدف الارتقاء بالقطاع الصحي في البحرين بجانبيه الحكومي والخاص، وحرص القيادة الرشيدة على تأمين مستلزمات القطاع من بنية تحتية متطورة وكوادر مؤهلة ونظم إدارية حديثة، بغية توفير الخدمات الصحية والطبية للمواطن والمقيم وفق أرقى المعايير العالمية.
وأكد أن جمعية الأطباء تولي اهتماماً خاصاً بجميع البرامج الصحية المعنية بالطفولة، انعكست نتائجها بالإيجاب على صحة المجتمع بكل نواحيه من تقليل الإعاقات النفسية والجسدية عن طريق توفير برامج موسعة للتطعيم لجميع الأطفال، كان نتيجته إعلان خلو البحرين عام 1984 من الكزاز الوليدي والخناق، وخلوها من شلل الأطفال عام 1994.
ونبه إلى حرص البحرين على العمل بقانون الطفل، والحد من التميز واكتشاف الأطفال المتعرضين لسوء المعاملة، ومتابعة الأطفال المعنفين والتأكد من حصولهم على رعاية صحية واجتماعية ونفسية متكاملة لتنشئتهم تنشئة صحيحة.
وأوضح أن احتضان جمعية الأطباء للمؤتمر بالشراكة مع مستشفى الكندي، يؤكد العمل المشترك والمتواصل للجمعية لرفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة لهذه الفئة العمرية التي تشكل 43% من سكان المملكة، والنهوض بمستوى الطبيب البحريني في مجال طب الأطفال من الناحيتين العلمية والمهنية. وقال إن الجمعية تسهم من خلال شراكاتها الاستراتيجية مع مختلف الكيانات الطبية والصحية الحكومية والخاصة، في تطوير الواقع الصحي لجعل البحرين واحة طبية للسياحة العلاجية، وتسهم في تقدم القطاع الصحي بجميع تخصصاته. بدوره دعا مدير المعهد الدولي للسلام بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا نجيب فريجي، إلى توفير الرعاية الصحية للأطفال، والذين يمرون بأوضاع صعبة حالياً بسبب الحروب والدمار.
وقال إن أكثر من 200 طفل يموتون حول العالم بسبب الحروب والدمار والكوارث والقتل وعدم الحصول على الرعاية المطلوبة، مؤكداً أن الجهود المشتركة من كافة الجهات والمؤسسات المعنية الرسمية والأهلية، تؤدي إلى خفض نسبة الوفيات إلى 100 طفل يومياً حول العالم.
وأكدت الرئيس التنفيذي لمستشفى الكندي استشارية طب وجراحة اللثة د.ابتسام الدلال، أن المؤتمر يتضمن العديد من الجلسات وأوراق العمل، تطرح طيفاً واسعاً من الموضوعات ذات الصلة بطب الأطفال، وبمشاركة أطباء من ذوي الاختصاصات المتنوعة في المجال.
وأوضحت أنه يشارك في المؤتمر 10 متحدثين من داخل البحرين وخارجها، 3 من مصر واثنان من السعودية، بينما تطرح 7 أوراق علمية و7 متحدثين من البحرين، وورشتي عمل حول موضوع طب وسلامة الأطفال.
وكشفت أن المؤتمر يطرح وللمرة الأولى معايير جديدة بخصوص أطفال ومرضى التوحد، عبر تنظيم ورش عمل يشارك فيها الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال توحد من خلال لقاءات مباشرة مع استشاري الطب النفسي لأطفال التوحد، وتشخيص التوحد من خلال اللقاءات وتوضيح أهم أساليب التعامل النفسية مع أطفال التوحد في البحرين.
وأضافت أن المؤتمر سلط الضوء على مشكلات طبية يتعرض لها الأطفال في طفولتهم المبكرة، والأمراض الشائعة كالأمراض الالتهابية المنتشرة لدى فئة الأطفال، والأمراض الوراثية والنادرة.
وأكدت الدلال أن البحرين ومع النمو السكاني المتزايد، تحتاج لمزيد من أطباء الأطفال والعاملين في التخصص، لافتة إلى أن مستشفى الكندي لديه برامج متخصصة في طب وجراحة الأطفال وحديثي الولادة من أطباء واستشاريين ومختصين.
شارك بالمؤتمر رئيس الجامعة الأيرلندية للجراحين في البحرين، وعدد من كبار الشخصيات والسفراء، وأكثر من 300 مشارك ومختص من وزارة الصحة ومجمع السلمانية ومستشفى الملك حمد الجامعي، وطلبة جامعتي الخليج العربي والجامعة الأيرلندية، وأطباء الأطفال بالبحرين، ونخبة من الخبراء والمختصين في طب وجراحة الأطفال من الدول العربية والعالم.