لقد كانت أهداف «عاصفة الحزم» إيقاف العدوان الحوثي واحتلاله للعاصمة صنعاء، وتعطيله لاستكمال المبادرة الخليجية التي اتفق عليها الفرقاء اليمنيون، ثم استبدل الحوثيون هذه المبادرة، واتفاق ما يسمى «السلم والشراكة»، هذه كانت الأهداف ومتى ما تحققت فسوف تتوقف الضربة العسكرية ضد الحوثيين وحلفائهم، بإمكانهم إيقافها اليوم أو غداً أو بعد أسبوع.
لقد عاش أهل الخليج واليمن، سنتهم وشيعتهم، عقوداً في سلام ووئام، ولم يعرفوا تنامي المنسوب الطائفي إلا بعد وصول الخميني للحكم في بلاده.
بقي أن نشير إلى أنه، ومع نجاح عاصفة الحزم في تحقيق أهدافها بأقل الخسائر، ليس في صفوفها فقط، بل وفي صفوف الشعب اليمني، تم الأخذ في الاعتبار الاعتداءات التي تقوم بها الميليشيات ضد المدنيين، فإن هذا التقدم العسكري اللافت لم تصاحبه بروباغندا الانتصار، فدول التحالف لا تنظر للحرب بأكملها على أساس الرغبة العارمة في تحقيق الانتصار فحسب، بقدر ما هي حرب اقتضتها الضرورة، ولم يكن أحد راغباً فيها أصلاً، لذا كان الإعلان عن انتهاء المرحلة الأولى من الحرب هادئاً ومتوافقاً مع السياسة السعودية قائدة التحالف، بأن يكون النجاح الحقيقي في تحقيق الأهداف المخطط لها على الأرض.
بهذا الانتقال أو التحول النوعي تكون «عاصفة الحزم» حتى الآن حققت أهدافها العسكرية بنجاح تام، بعدما قضت على مراكز القيادة والسيطرة التابعة للميليشيات المتمردة، واستطاعت إنهاء خطر الصواريخ الباليستية، وتدمير عربات الانطلاق بالكامل، وكذلك القضاء على أكثر من 80% من مخازن الذخيرة التي استولت عليها الميليشيات، فإذا أضفنا التحول الميداني الكبير بإعلان العميد الركن عبدالرحمن الحليلي قائد المنطقة العسكرية الأولى، هو و15 ألف جندي يعملون تحت قيادته، ولاءهم للشرعية اليمنية التي يمثلها الرئيس عبدربه منصور هادي، تكون العاصفة في طريقها لتفكيك الميليشيات ومحاصرتها على الأرض، بعد أن نجحت في ذلك من الجو والبحر.
وها هي «عاصفة الحزم» تحقق نجاحاً تلو الآخر، وهي دليل على الحكمة السعودية، وحضور المملكة وثقلها ليس في الخليج والوطن العربي فقط بل في العالم أجمع.

عبداللطيف بن نجيب
متطوع بدار يوكو لرعاية الوالدين
ناشط اجتماعي