دبي - (العربية نت): يحاول النظام الإيراني، منذ عودة آية الله روح الله الخميني نهاية السبعينات من منفاه استخدام الورقة الشيعية في توسيع الدور الإيراني استراتيجياً في الإقليم، وهو النهج الذي سار عليه خلفه آية الله علي خامنئي حتى الآن في دول عربية عدة، لكن الأمن الخليجي أفشل محاولة إيران استنساخ «حزب الله» الشيعي.
ففكرة تصدير الثورة الإيرانية، بدأت منذ أن حط الخميني، رحاله في العاصمة الإيرانية طهران قبل 36 عاماً، قادماً من منفاه في باريس، التي قاد فيها ثورة شعبية ضد حكم شاه إيران محمد رضا بهلوي.
عاد الخميني وبدا في رأي الإيرانيين، وبمقدمتهم العرب الشيعة منقذاً، لكنهم خدعوا في الكثير من الأحلام، بعدما باتت تتلاشى مع السنوات، بقمع كل من يختلف مع الثورة الإيرانية في الداخل.
عقد كامل أمضاه الخميني، ليخلفه خامنئي، قبل 16 عاماً مرشداً للثورة، رأس السلطة الدينية والسياسية في إيران حيث لا حدود لصلاحياته، خامنئي واصل النهج ذاته الذي رسمه الخميني.
خارجياً، سعت إيران مراراً إلى خلق أذرع تستخدمها في صراعاتها الطائفية، كـ «حزب الله» الشيعي في لبنان، الذي لا تتوانى عن مدّه بالمال والسلاح. هذا واستخدمت نصيرها حسن نصر الله للتوغل في سوريا إبان الثورة الشعبية قبل 4 أعوام، بحجة مناصرة حليفها بشار الأسد. خليجياً، عمل النظام الإيراني على محاولة استنساخ تجربة «حزب الله»، عبر دعم الحرس الثوري لمجموعات شبابية في السعودية والكويت والبحرين، حيث نفذت عمليات تخريبية. تلك المحاولات فشلت بسبب تنبه الأجهزة الأمنية الخليجية، وعدم وجود حاضنة شعبية بين شيعة الخليج لتلك التنظيمات المتطرفة.
غير أنها وجدت لها الحاضنة في الداخل العراقي، حيث توغلت ما تسمى بميليشيات «الحشد الشعبي» في الأراضي العراقية بذريعة محاربة الإرهاب، وفعلت ما فعلت من انتهاكات بحق العشائر السنية.
مؤخراً، عملت إيران على تفكيك اليمن بأياد حوثية، استخدمت فيه تلك الميليشيات كأداة للعب دور في الخليج، وحصار السعودية. ورأى مراقبون أن محاولة إيران استخدام شيعة الخليج في تحقيق آمالها في التوسع إقليمياً بحجة رفع الظلم عنهم، باءت بالفشل، أمام مكونات تدين بالولاء لبلدانها، وسط مطالبات بمنح الأحواز أولاً حقهم في الاستقلال، بعد احتلال أتم عامه التسعين.