أمريكا تلقي باللوم على الحوثيين في تجدد قصف التحالف
نائب الرئيس اليمني يدعو الحوثيين لعدم استهداف المدن
مقتل 15 في معارك بين الحوثيين ورجال قبائل وسط اليمن
ضربة جوية تستهدف منزلي قائدين عسكريين كبيرين للحوثيين
المقاومة الشعبية تخوض معارك عنيفة بتعز ومأرب وعدن ضد ميليشيات الحوثي وصالح



عواصم - (وكالات): أعلن المتحدث باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن العميد ركن أحمد عسيري أن "طائرات من التحالف قصفت مدرج مطار صنعاء لمنع طائرة إيرانية من الهبوط في العاصمة اليمنية"، مشيراً إلى أن "الطائرة لم تنسق مع سلطات التحالف وإن الطيار تجاهل تحذيراً طالبه بالعودة" مضيفاً أن "قصف المدرج جعله غير قابل للاستخدام من جانب الرحلات الجوية".
في غضون ذلك، واصلت طائرات التحالف شن غاراتها على مواقع المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح حيث دمرت مخازن أسلحة للحوثيين في العاصمة صنعاء، فيما شهدت المعارك على الأرض قتالاً عنيفاً بين قوات المقاومة الشعبية والمتمردين في عدة مدن، خاصة في تعز ومأرب وعدن.
وذكرت مصادر أن المعارك العنيفة في شوارع عدن أسفرت عن مقتل 9 من المتمردين.
من جهته، أفاد مسؤول طبي في المدينة أن 11 مدنياً ومقاتلاً من الموالين للرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي قتلوا في المعارك نفسها.
وتستمر المواجهات في أنحاء عدة من جنوب اليمن بين الحوثيين المتحالفين مع قوات عسكرية موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح والمتهمين بتلقي الدعم من إيران، والمقاتلين المناهضين لهم المنضوين تحت لواء "المقاومة الشعبية" المؤيدة للشرعية والرئيس عبدربه منصور هادي.
وتضم المقاومة الشعبية، للمفارقة، فصائل من الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال وتنظر إلى الحوثيين كـ "محتلين شماليين" وتجد نفسها في المعسكر ذاته مع هادي.
وتمكن الحوثيون مع القوات الموالية لصالح من استعادة السيطرة على المنزل العائلي للرئيس هادي إضافة إلى قنصليتي روسيا وألمانيا بحسب مسؤول محلي.
وفي محافظة لحج الجنوبية، قتل 14 حوثياً و11 مسلحاً من القوات الموالية لهادي بينهم عميد في الجيش، وذلك في سلسلة اشتباكات للسيطرة على الطريق الساحلي من عدن إلى مضيق باب المندب الاستراتيجي.
وفي صنعاء، نفذ طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ 26 مارس الماضي ضد الحوثيين، غارة على قاعدة عسكرية موالية للحوثيين بداخلها مركبات للنقل الخفيف. والقاعدة تابعة للحرس الجمهوري الموالي لصالح. كما استهدفت غارات جديدة مواقع للمتمردين في مأرب والحديدة وتعز بحسب سكان.
كما استهدفت طائرات التحالف منزلي قائدين عسكريين كبيرين في جماعة الحوثيين مما تسبب في أضرار بالغة.
وقال سكان وشهود عيان إن أول غارة وقعت صباح أمس وتلتها غارة ثانية مدوية بعد دقائق.
ويُعتقد أن المنزلين اللذين دُمرا يخصان القائد الميداني والعسكري لجماعة الحوثي عبد الله يحيى الحكيم وقائد اللجان الثورية الحوثية محمد الحوثي. ولم ترد معلومات بشأن ما إذا كان الحكيم أو الحوثي في منزليهما أثناء الغارات أم لا. كما لم ترد أنباء بشأن سقوط قتلى أو جرحى. وألحقت الضربتان الجويتان أضراراً بالغة بكلا المنزلين. وتستمر المواجهات العنيفة على الأرض أيضاً بين الحوثيين وخصومهم في صرواح بمأرب وفي تعز بحسب مصادر عسكرية. وقتل في صرواح 19 شخصاً بينهم 17 مقاتلاً من الحوثيين واثنين من الموالين للرئيس هادي. في الوقت ذاته، قالت مصادر قبلية ومسعفون إن 15 شخصاً قتلوا في معارك عنيفة بين الحوثيين ورجال قبائل في محافظة مأرب المنتجة للنفط وسط اليمن.
وتشهد أحياء في مدينة عدن جنوب اليمن معارك عنيفة بين المقاومة الشعبية من جهة ومسلحي الحوثي وقوات موالية للرئيس المخلوع.
وأفادت مصادر بأن المقاومة الشعبية تقصف مواقع الحوثيين في خور مكسر والمعلا في المدينة.
في المقابل، قالت تقارير إن ميليشيا الحوثي قصفت حي المنصورة في عدن بالهاون بشكل عشوائي ما ألحق أضراراً بالمنازل. وتمكنت لجان المقاومة الشعبية من وقف تقدم المليشيات الحوثية، واستعادت بعض المناطق من الحوثيين في عدن. وفي الجنوب أيضاً، أفادت مصادر محلية بأن قوات المقاومة الشعبية سيطرت على شارع التضامن والمجمع التربوي المحاذيين للواء "33" في مدينة الضالع.
وكانت المقاومة الشعبية استهدفت آليتين عسكريتين تابعتين لمسلحي الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع بالمدينة، وفق ما أظهرت مشاهد بثها ناشطون يمنيون. وشهدت محافظة إب جنوب صنعاء اشتباكات عنيفة بين المقاومة وقوات كانت تتجه لدعم الحوثيين بتعز. وتعيش محافظة تعز حالة حرب حقيقية، إذ تدور مواجهات عنيفة بالعديد من أحيائها. وقد أعلنت المقاومة الشعبية تقدمها في عدة مناطق، وردّت ميليشيات الحوثيين بقصف عنيف للأحياء السكنية، ما تسبب في وقوع العديد من الجرحى والقتلى بين المدنيين.
من جهة أخرى، قالت المصادر إن الوضع الإنساني في تعز يتدهور بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الوقود. وأضافت أن عدداً من الأشخاص قتلوا، وأن نحو 70 أغلبهم مدنيون أصيبوا، بسبب قصف عشوائي شنته ميليشيا الحوثي وقوات صالح بمدافع الدبابات على أحياء سكنية بالمدينة، مما دفع كثيراً من سكانها إلى النزوح.
وفي وسط البلاد، أفادت مصادر بمقتل 3 مسلحين حوثيين قنصاً من قبل القبائل في منطقة المناسح بمحافظة البيضاء. وكان التحالف العربي أعلن في 21 أبريل الجاري انتهاء عملية "عاصفة الحزم" وبدء مرحلة ذات طابع سياسي تحت مسمى "إعادة الأمل"، إلا أن الضربات الجوية استمرت، وكذلك المواجهات على الأرض.
سياسياً، ألقت الولايات المتحدة باللوم على المقاتلين الحوثيين في تجدد القصف الجوي الذي تقوده السعودية واتهمتهم باستغلال هدوء نسبي في الضربات الجوية لمواصلة تحقيق تقدم في ساحة المعارك بدلاً من المساعدة في تهيئة الساحة أمام محادثات سلام. وقال كيري ومسؤولون أمريكيون آخرون إن الحوثيين سعوا إلى تحقيق مزيد من المكاسب منذ إعلان الرياض الأسبوع الماضي عن إنهاء حملة القصف الجوي التي بدأت قبل حوالي 5 أسابيع باستثناء الأماكن التي يتقدم فيها الحوثيون.
وأضاف كيري في مؤتمر صحافي في نيويورك أن"التحول السعودي استند إلى فرضية بأن الناس لن يتحركوا من أماكنهم، لكن ما حدث هو أن الحوثيين بدأوا الاستفادة من غياب الحملة الجوية وتحركوا ليس فقط في أجزاء إضافية في عدن بل هم أيضاً يتحركون في أجزاء أخرى من البلاد". وأضاف كيري ومسؤولون أمريكيون آخرون أن "الحوثيين يقومون بتحريك مدفعية وقوات ويستهدفون عناصر معينة بالجيش اليمني".
من جهة أخرى، قالت وسائل إعلام محلية إن نائب الرئيس اليمني خالد بحاح الذي يلقى احترام مختلف الفصائل في البلاد دعا قوات جماعة الحوثي إلى وقف التقدم صوب المدن والاستجابة لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الداعي إلى وقف القتال. وأدلى بحاح بتصريحاته خلال زيارة لسفارة اليمن في السعودية.
ونقل موقع "يمن فويس" الإلكتروني الإخباري عن بحاح نائب الرئيس ورئيس الوزراء قوله خلال زيارته للسفارة اليمنية "اليمن يعيش مرحلة حرجة ولن ننسى منذ 21 سبتمبر الماضي حين دخلت الميليشيات إلى العاصمة صنعاء وأخذوا يسيطرون على المحافظات بالقوة".
إنسانياً، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن عدد النازحين من جراء أعمال العنف في اليمن زاد إلى أكثر من مثلي التقدير السابق الذي بلغ 150 في 17 أبريل الجاري.
وأضاف المكتب أن مخزونات الوقود تنفد مما يؤدي إلى توقف محطات المعالجة التي تمد سكان العاصمة صنعاء بالمياه وكذلك عمليات توزيع الغذاء التي تقوم بها وكالات الإغاثة الإنسانية التي وفرت الطعام لنحو نصف مليون شخص في الأسبوعين المنصرمين.