خلال شهر رمضان تحول "دبي مول" من مركز للتسوق إلى متحف لعرض إبداعات وفنون إسلامية يعود بعضها إلى 150 عاماً. فامتلأت أروقة المركز التجاري بتحف من الفن الإسلامي يتجلى فيها التاريخ، فتحول المكان الأكبر عربياً للتسوق خلال شهر رمضان والعيد إلى رحلة عبر العصور.
فيمكن للزائر أن يرى المحمل الدمشقي الذي يزيد عمره على 150 عاماً والمصنوع من أندر وأفخر أنواع الحرير ومطرز بخيوط الذهب والفضة، والذي أمر بتصنيعه السلطان عبدالحميد الثاني، وخصص لحمل كسوة الكعبة الشريفة، حيث كانت تصنع في مصر أو الشام وتنقل بعدها إلى مكة المكرمة.
ومن الأعمال الفنية اللافتة أيضاً الستارة التي غطت يوماً الكعبة المشرفة والتي يعود تاريخ صناعتها إلى عهد السلطان العثماني سليم الثالث عام 1219 هجري أي عام 1804 للميلاد.
كما يعرض كتاب "هذا محمد" نفحات من السيرة النبوية بين طياته الأكبر في العالم الذي دخل موسوعة غينيس بوزن 1500 كيلوغرام، و420 صفحة، وتتراوح أطواله بين 4 و5 أمتار.
كما يصل الزائر إلى العصر الحديث ليشاهد مجسم أقمار الغفران الذي يتحدث عن المغفرة في أيام الطاعة والعبادة ومراحل القمر.
ويتحدث الفنان الإماراتي مطر بن لاحج عن عمله قائلاً: "إنه مجسم معدني يتحدث عن المغفرة في أيام الطاعة والعبادة، وتكررت سورة الإخلاص فيه 12 مرة، حيث تتخذ السورة شكل اللفافة في البداية لتوحي بولادة القمر، ثم تنفتح شيئاً فشيئاً والقمر ينمو معها إلى أن يصبح بدراً، ويستطيع الناس قراءة سورة الإخلاص بوضوح في اللفافة، علماً بأن طول كل قمر يبلغ مترين، ومساحة المجسم 12 متراً متربعاً".
يُذكر أن هذه الفعاليات تعرف زوّار إمارة دبي والسياح من مختلف الأطياف والأعراق على جوانب مختلفة من حياة المسلمين، خاصة بعد أن استقبل "دبي مول" 65 مليون زائر العام الماضي و20 مليوناً في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام.