عواصم - (وكالات): بدأت السعودية تدريب المئات من رجال القبائل اليمنية لقتال الميليشيات الحوثية الانقلابية، بحسب مصادر عسكرية نقلت عنها وكالات أنباء أمس قولها إنه «لا يمكنك الانتصار في حرب ضد الحوثيين من الجو، تحتاج إلى إدخال قوات برية ويوجد الآن برنامج لتدريب المقاتلين القبليين على الحدود»، فيما أكد مصدر يمني رسمي أن «300 مقاتل قبلي تدربوا في السعودية عادوا إلى موطنهم في منطقة صرواح بمحافظة مأرب وسط اليمن لمحاربة الحوثيين وتمكنوا من صدهم»، من جهة أخرى أعلن المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي عزم بلاده التقدم بخطة في السعودية الشهر المقبل لانضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي». من ناحية أخرى، أعلنت مصادر لقناة «العربية» أن ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ترتكب مجازر بحق المدنيين في حي خور مكسر في عدن، فيما نقلت وكالة الأناضول عن مصادر في المقاومة الشعبية قيام طيران التحالف بقيادة السعودية بإنزال جوي لكميات من الأسلحة والذخائر في مدينة تعز وسط اليمن لمساندة قوات المقاومة في قتالهم ضد الحوثيين.
وقالت المصادر إن الميليشيات قصفت منازل المواطنين بالدبابات، واقتحمت مستشفى الجمهورية في الحي وطردت الجرحى منها، كما اقتحمت كلية الطب في الحي وحولتها إلى ثكنة عسكرية. وتواصل ميليشيات الحوثي وصالح المتحصنة في بعض أحياء عدن استهداف المدنيين وشن قصف عشوائي على المنازل. ونزح العديد من العائلات من المنطقة بعد قصف المسلحين الحوثيين للمنطقة بالدبابات، وقال سكان إن نيران القصف والقناصة أدت إلى مقتل 12 مدنياً. وقال سكان ومسؤولون في عدن إن الحوثيين قصفوا أحياء سكنية ومباني حكومية، وإن عشرات العائلات نزحت من هناك. ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان قولهم إن كثيراً من العائلات غادرت خور مكسر إلى جهات مختلفة، وإن عربات الحوثيين شوهدت وهي تجوب شوارع المنطقة. وذكر الشهود أن أسرة تتكون من 6 أشخاص - هم 3 سيدات وطفلان ورجل - لقوا حتفهم حرقاً بعد أن استهدفت منزلهم قذيفة من دبابة تابعة للحوثيين. وقال أحد السكان ويدعى علي محمد يحيى «على العالم والتحالف والأمم المتحدة التدخل فوراً لإنقاذ حينا الذي أصبح فعلاً منطقة كوارث بعد هذا القصف العشوائي».
ويأتي ذلك بينما أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد النازحين بسبب القتال في اليمن تضاعف إلى 300 ألف نازح، في وقت تدهورت فيه الخدمات الأساسية في معظم المناطق اليمنية.
في السياق ذاته، قتل 17 حوثياً وأحد عناصر المقاومة الشعبية وجرح العشرات في المواجهات بين المقاومة الشعبية وقوات الجيش اليمني من جهة، وبين ميليشيات الحوثيين من جهة أخرى بمنطقة صرواح غرب محافظة مأرب. وأكدت مصادر في المقاومة الشعبية للعربية أن جبهة صرواح غرب محافظة مأرب تشهد اشتباكات عنيفة بمختلف الأسلحة. وأوضحت المصادر أن المقاومة الشعبية تمكنت من إحراق دبابة كانت تسند ميليشيات الحوثي في الهجوم، لاذت بعدها عناصر الميليشيات بالفرار.
من ناحية أخرى، قالت مصادر مطلعة إن السعودية تقدم تدريبات عسكرية للمئات من رجال القبائل اليمنية لقتال جماعة الحوثي. وأعلنت السعودية الأسبوع الماضي انتهاء عملية «عاصفة الحزم» في سبيل إتاحة مجال أكبر أمام المساعدات وجهود المصالحة لكن الأطراف المتصارعة لم تحقق تقدماً واضحاً باتجاه إجراء محادثات.
وقال مصدر عسكري مطلع على الأمر ويقيم في الدوحة «لا يمكنك الانتصار في حرب ضد الحوثيين من الجو، تحتاج إلى إدخال قوات برية ويوجد الآن برنامج لتدريب المقاتلين القبليين على الحدود».
وقال مصدر يمني رسمي إن 300 مقاتل قبلي تدربوا في السعودية عادوا إلى موطنهم في منطقة صرواح بمحافظة مأرب وسط اليمن لمحاربة الحوثيين وتمكنوا من صدهم. وذكر مصدر دفاعي سعودي أن هناك خطة لتعزيز القوات اليمنية في المعارك بمختلف أنحاء اليمن لأن السكان المحليين على دراية أفضل بطبيعة الأرض مقارنة بالسعوديين. من جهة أخرى، أكد مصدر سياسي يمني مطلع أن رئيس جهاز الأمن السياسي «المخابرات الداخلية»، الذي يسيطر عليه الحوثيون، اللواء حمود خالد الصوفي، انشق عن جماعة الحوثي ووصل إلى ألمانيا. وبحسب ما تحدث به المصدر، أمس الأول، مفضلاً عدم ذكر هويته، فإن الصوفي غادر العاصمة صنعاء ووصل ألمانيا في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وفي تطور آخر، أطلق الحوثيون تحقيقاً بحق عشرات من الشخصيات العامة من بينهم توكل كرمان الفائزة بجائزة نوبل للسلام، والقائد العسكري البارز علي محسن الأحمر.
وقالت وكالة أنباء سبأ الرسمية التي يسيطر عليها الحوثيون إن منظمة غير حكومية قدمت شكوى إلى النائب العام ترى أن 39 من الشخصيات البارزة -وكثير منهم يعيشون في المنفى- ارتكبوا «جرائم ماسة باستقلال الجمهورية اليمنية ووحدتها وسلامة أراضيها».
ووفق المنظمة - واسمها المركز القانوني للحقوق والتنمية - فإن الشكوى مرتبطة بتأييد تلك الشخصيات الضربات الجوية التي يقودها التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن. وتقول السعودية إن الحملة تهدف إلى تعزيز حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي ضد جماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران. وكرمان أم لثلاثة أبناء وأصبحت شخصية لها أهمية رمزية بانتفاضة اليمن في 2011، وهي أول امرأة عربية وثاني امرأة مسلمة تفوز بجائزة نوبل للسلام. وتضم القائمة أيضاً اللواء علي محسن الأحمر القائد السابق للفرقة أولى مدرع الذي انشق على الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح أثناء ثورة 2011 وانحاز إلى المتظاهرين. وإضافة إلى كرمان والأحمر تضم القائمة أيضاً حمد عوض بن مبارك المدير السابق لمكتب الرئيس هادي والشقيقين حسين وحميد الأحمر، وهما زعيمان لقبائل حاشد وحمود منصر كبير مراسلي تلفزيون العربية.