«كان الموت يخيم في كل مكان(..) الهلع والخوف بات جزءاً من ملامح الجميع.. في أي وقت هنا الزلزال قد يزهق أرواح الجميع»، بهذه الكلمات وصف 3 شبان بحرينيين يوماً من رحلتهم إلى نيبال التي شهدت هزات أرضية تبعها زلزال مدمر مؤخراً، إذ أكدوا لـ«لوطن» نجاتهم من 3 هزات أرضية متتالية، وأنهم ما زالوا عالقين لحد الآن في نيبال مع توقعات أن يصلوا البحرين اليوم.
ولم يتوقع الشبان الـ3 أحمد العوضي وبسام العلوي وعلي عامر أن تنقلب رحلتهم السياحية لكاتمندو إلى مطاردة مع الموت، إذ رووا لـ«الوطن» تفاصيل رحلتهم مع الزلازل بعد يوم من وصول طائرتهم القادمة من مطار البحرين الدولي، وقالوا: «توجهنا إلى أحد أهم المعابد الأثرية فوق الجبال بكتمندو، وبعد قليل من وصولنا بدأت الأرض تهتز بشدة من تحتنا والأبنية تتراقص، في وقت ساد الهلع والخوف والفوضى جراء محاولة الناس الهرب والتدافع عند المخارج». وأضافوا: «ما كنا لا نعرفه، وكان يعرفه الأهالي أن هذه الهزة لم تكن إلا إنذاراً بزلزال مدمر قد يضرب المنطقة قريباً»، مؤكدين أن «الرعب على وجوه الناس كان كبيرا منذ الهزة الأولى وهذا ما لم نفهمه إلا فيما بعد، إذ إننا ظننا أن هذا الرعب كان جراء أصوات انهيار البيوت المصنوعة من الصفائح المعدنية، قبل أن يتناهى إلى مسامعنا أن هذه الهزة وما سيليها ليس إلا انذاراً للزلزال المدمر».
وتابع الشبان الثلاثة في معرض حديثهم لـ«الوطن»: «بعد أن نجونا من الهزة الأولى، توجهنا إلى أحد المطاعم في منطقة أخرى، وبعد قليل من جلوسنا ضرب المنطقة هزة بلغت قوتها 7.9 على مقياس ريختر، ما أدى لاهتزاز كل شيء حولنا، وسرعان ما بدأت الأشياء تسقط من الأعلى، والناس تركض في كل اتجاه في محاولة للهروب من تحت سقف المطعم الذي بدأ يتداعى».
وبعد عودتهم لمقر إقامتهم في أحد الفنادق، قال الشبان: «كانت هذه المرة هزة أرضية قوية جداً، جعلت الرعب والخوف من الموت تحت ركام الفندق هاجس كل النزلاء الذين هربوا بمعظمهم إلى ساحة خارج الفندق ليناموا هناك، فيما فضل البعض البقاء في الفناء ليتسنى لهم الهرب فوراً حال وقوع هزة أخرى».
ويقول الشبان إن «معاناتنا لم تكن فقط مع الهرب من الزلازل التي تضرب كل الأماكن، بل مع انقطاع كل وسائل الاتصال، إذ لم نتمكن من التواصل مع ذوينا لنطمئنهم أننا بخير، إضافة إلى عدم تمكننا من مغادرة المنطقة التي كنا بها إلى أخرى أكثر أمناً، جراء الازدحام في المطار وعدم وجود حجوزات».
وحاول الشبان الـ3 العودة إلى البحرين، إلا أن إغلاق مطار منطقة «كتمندو» الرئيس مدة 24 ساعة بسبب الزلازل والهزات الأرضية، حال دون عودتهم فوراً».
يذكر أن الأمم المتحدة، أعلنت يوم الثلاثاء الماضي، أن ثمانية ملايين شخص تضرروا جراء الزلزال المدمر الذي ضرب النيبال وأسفر عن مقتل أكثر من 4310 أشخاص.
وأفادت الأمم المتحدة في تقرير لها أن أكثر من 1,4 مليون شخص بحاجة إلى المواد الغذائية، كما أن هناك نقصاً في الماء والملاجئ.