لندن - (إيلاف): فيما يحتفل العالم هذه الأيام بعيد العمال، كشف مسؤول إيراني معارض عن «مقتل 40 عاملاً إيرانياً أسبوعياً نتيجة غياب السلامة المهنية في مراكز العمل»، كاشفاً عن «وجود 21 مليون عاطل عن العمل نسبة 31 % منهم من خريجي جامعات»، مؤكداً أن «سياسات حكام طهران اللا شعبية جعلت من العمال والكادحين أكثر فقراً»، بينما يملك المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي «إمبراطورية مالية يبلغ حجم ثروتها 95 مليار دولار».
وقال رئيس لجنة العمل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عباس داوري المقيم حاليًا في مخيم الحرية «ليبرتي» لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة بالقرب من مطار بغداد الدولي، إن «سياسة السلب والنهب التي اعتمدها النظام الإيراني خلال السنوات الـ 36 الماضية من سلطته بفرضه الظلم والقمع على العمال والكادحين الإيرانيين هو أمر غير مسبوق في التاريخ المعاصر».
وأكد في حوار مع موقع «إيلاف» أن «سياسات حكام طهران اللا شعبية جعلت من العمال والكادحين أكثر فقراً، يوماً بعد آخر، وشددت على استغلالهم وزادت عدد العاطلين عن العمل حيث استنزف هذا النظام ومسؤولوه حصيلة عمل العمال وثروات الشعب الإيراني، إما في القمع والمشاريع اللا وطنية النووية أو المشاركة في اضطهاد الشعوب في العراق وسوريا واليمن ولبنان ومواجهة حركاتها التحررية بالدم».
وأشار إلى أن «البطالة الواسعة تعتبر إحدى نتائج هذه السياسة المدمرة، حيث تفيد الإحصائيات الحكومية أن عدد الفئات العمرية الواجب اشتغالها يبلغ 64 مليون نسمة، ويبلغ عدد القادرين على العمل منهم 41 مليون نسمة إلا أن عدد الأفراد العاملين يبلغ 21 مليوناً، حسب الإحصائية الحكومية، أي أن اكثر من نصف عدد القادرين على العمل في إيران هم عاطلون عن العمل».
وأكد أن «النظام وباختلاق الإحصائيات المثيرة للسخرية يعلن أن القوة العاملة تبلغ أقل من 24 مليوناً، أي أن عدد العاطلين عن العمل 10 %، وفي عملية اختلاق الإحصائية هذه يعتبر كل شخص يعمل عدة ساعات في الأسبوع فرداً عاملاً، حيث تخرجه الإحصائيات من صفوف العاطلين عن العمل، لكنه في الواقع أن عدد العاملين أقل بكثير من 21 مليوناً. ويشكل خريجو الجامعات 31 % من العاطلين عن العمل بحسب وزير العمل الإيراني، كما انه وفق ما صرح به رئيس مركز الإحصائيات في النظام يبلغ معدل البطالة في صفوف الشباب 21 %».
وأشار المسؤول العمالي إلى أن «إيران تشهد حاليًا تصاعدًا في تعطيل المعامل والوحدات الإنتاجية، حيث يؤدي ذلك إلى ازدياد جيش العاطلين عن العمل». وفي هذا المجال، يشير «سهل أبادي» رئيس غرفة الصناعة والمناجم والتجارة الإيرانية قائلاً «يشتغل الآن في إيران 40 % من الوحدات الصناعية والتجارية فقط، حيث تم تعطيل 38 معملاً لحلاجة القطن، كما تقلصت بشدة أراضي زراعة القطن في محافظة غولستان أي تقلص إنتاج القطن في المحافظة من 180 ألف هكتار إلى 10 آلاف هكتار خلال العام الماضي فقط. كما أوضح رئيس اتحاد مزارعي الشاي للبلاد انه تم ترك العديد من حقول الشاي حيث تحولت إلى أرض خراب من الغابات وبدأت صناعة الشاي تزول.
وأوضح داوري أنه «إضافة إلى ذلك، فإن العمال محرومون من قوانين السلامة حيث فقد أكثر من 3 آلاف عامل أرواحهم جراء أحداث خلال العمل فقط في عام 2013، كما يفقد 40 عاملاً أرواحهم أثناء العمل أسبوعياً فيما يتم حرمان مليون من عمال البناء من التأمين الاجتماعي، غالبيتهم يعملون في شركات لإنشاء الطرق والبناء والسدود تابعة لقوات الحرس».
وأشار عباس داوري إلى أن «هذه الثروة النجومية، وذلك الفقر غير المسبوق، ناجمان عن أكبر عملية سرقة وفساد مالي ومراباة في نظام طهران، حيث يتورط فيها جميع مسؤوليه والسارق الأكبر هو المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يملك امبراطورية يبلغ حجم ثروتها 95 مليار دولار، تحت عنوان «الهيئة التنفيذية لأوامر الإمام»، التي حصلت على هذه الثروات عن طريق مصادرة أموال ملايين من المواطنين الإيرانيين سواء عوائل مجاهدي خلق وأنصارهم والآخرين من المعارضين والأقليات الدينية، إضافة إلى ذلك أن جزءاً كبيراً من العصب الحيوي لاقتصاد البلد يقع في يد قوات الحرس وجهات أخرى تابعة للنظام من أمثال مؤسسة المستضعفين التي تعمل بأوامر خامنئي مباشرة، وتم إعفاؤها من تسديد الضرائب على غرار سائر الثروات التابعة له».
وأكد عباس داوري أن «العمال الإيرانيين نفذوا آلاف الإضرابات عن العمل والاعتراضات خلال العام الماضي».