عواصم - (وكالات): شنت طائرات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية غارات على عدد من مواقع المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في صنعاء، كما قصفت مواقع للحوثيين في محافظة الجوف، بينما تحاصر المقاومة الشعبية في عدن الحوثيين المتحصنين داخل مبان بمطار المدينة.
وأفاد شهود عيان وسكان في العاصمة صنعاء بأن طيران التحالف استهدف مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي الجوية، مما أدى إلى اشتعال النيران في المطار.
ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان قولهم إن غارات جوية في محافظة الجوف شمال اليمن أوقعت قتلى حين استهدفت مواقع للحوثيين في مناطق وادي القدير والندر شرق موقع الصفراء الذي يسيطر عليه الحوثيون.
وأشار الشهود إلى أن تعزيزات كانت وصلت إلى الحوثيين في تلك المناطق، وقالوا إنهم شاهدوا سيارة تنقل قتلى وجرحى عقب الغارات، دون أن يتضح عددهم.
وفي عدن جنوب اليمن، ذكرت مصادر أن مقاتلي المقاومة الشعبية يحاصرون الحوثيين والقوات الموالية لصالح في مطار عدن من جميع الجهات، وسط توقعات باستعادة المطار كاملاً في وقت قريب.
وبث ناشطون يمنيون صوراً تظهر تمركز دبابات تابعة للمقاومة الشعبية على مشارف المطار. وقالت تقارير إن الحوثيين لم يبق تحت سيطرتهم في المطار إلا أجزاء محدودة.
وكانت تقارير سابقة تحدثت عن أن المقاومة باتت تسيطر على المدرج واقتربت من الأبراج، مشيرة إلى أنها تشتبك بصورة مباشرة مع مسلحي الطرف الآخر المتحصنين في مكاتب المطار وقرب صالاته.
وتشير مصادر إلى أن التقدم الذي أحرزته المقاومة خلال اليومين الماضيين قد يمكنها من السيطرة على المطار قريباً. لكن المصادر أوضحت أن القوات المتمردة لاتزال تتلقى إمدادات من الطريق الساحلي شرق المدينة، رغم الغارات التي يشنها طيران التحالف لقطعها.
وقد ترافقت المواجهات في محيط المطار مع غارات - هي الأعنف لقوات التحالف - تركزت على الطريق الساحلي الواصل بين أبين وعدن.
وقالت مصادر إن طيران التحالف قصف أيضاً مناطق تجمع للحوثيين في أنحاء عدن، من بينها منطقة اللحوم ومنطقة دار سعد شمال المدينة.
وأفادت تقارير بسقوط 8 قتلى من الحوثيين وقتيل واحد من أفراد المقاومة في اشتباكات دارت بمنطقة كريتر.
وقد شهدت مناطق عدة في مدينة عدن - بينها حي المعلا - قتالا بين المقاومة والحوثيين الذين يحاولون التقدم نحو التواهي حيث توجد المنطقة العسكرية.
وبموازاة ذلك، أكدت تقارير أن مسلحي الحوثي عقب اقتحامهم مستشفى الجمهورية بحي خور مكسر في عدن، اختطفوا عشرات الجرحى من أقسام المستشفى.
وكانت عشرات العائلات قد فرت من منازلها في الأيام الأخيرة بسبب القصف العشوائي من قبل الحوثيين، وذلك رغم نيران قناصتهم. في غضون ذلك انضمت دفعة جديدة من المتطوعين إلى صفوف المقاومة الشعبية في منطقة ردفان بمحافظة لحج جنوب اليمن.
وبلغ عدد المتطوعين الجدد 200 مسلح سيوزعون على جبهات القتال في عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى.
وفي مدينة الضالع في الجنوب، قال شهود عيان إن ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد من معسكر الأمن المركزي عقب هجوم للمقاومة بصواريخ آر بي جي وأسلحة متوسطة من عدة جهات.
وكان مصدر في المقاومة الشعبية بالضالع قال إن المقاومة نصبت كميناً لتعزيزات مسلحة لمسلحي الحوثي وقوات صالح في منطقة الجليلة، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وفي مأرب شمال شرق العاصمة صنعاء، شنت طائرات التحالف غارات على مواقع وتجمعات للحوثيين وقوات صالح. واستهدفت الغارات منطقة صرواح وكتيبة 52 دفاع جوي في حقل صافر النفطي، مما أدى إلى تدمير منصة للصواريخ.
وقالت المقاومة في محافظة مأرب إنها حققت تقدماً في الجبهة الجنوبية الشرقية وبالتحديد في مديرية حريب الحدودية، وكذلك في الجبهة الغربية بمنطقة صرواح. وأضافت أنها تمكنت من إجبار الحوثيين في هاتين الجبهتين على الانسحاب إلى مواقع خلفية.
وفي تعز تواصلت المواجهات العنيفة بين المقاومة الشعبية والقوات المتمردة على الرئيس هادي.
وتتركز الاشتباكات في منطقة «حوض الأشراف» ومحيط مقر السلطة المحلية، بينما سمع دوي انفجارات جراء استخدام الحوثيين والقوات الموالية لهم الأسلحة الثقيلة.
وتأتي الاشتباكات في أعقاب تشكيل مجلس تنسيق وهيئة استشارية للمقاومة في تعز، بهدف إدارة العمليات ضد الحوثيين، والتنسيق بين أطرافها وحشد الدعم الشعبي لها.
من جهة ثانية، اتهمت لجان المقاومة الشعبية بمحافظة مأرب مسلحي جماعة الحوثي بمنع الفرق الهندسية من الوصول إلى الأماكن المتضررة في خطوط نقل الطاقة الكهربائية وإصلاحها.
وقال بيان أصدرته اللجان، ونشره موقع «يمن برس» إن الحوثيين أطلقوا النار أكثر من مرة على الفرق الهندسية التابعة لمؤسسة الكهرباء ومنعوها من إصلاح الخطوط التي تعرضت للتخريب، بسبب المواجهات المسلحة الدائرة في منطقة الجدعان، شمال المحافظة.
وأكد البيان أن المصالح العامة والمنشآت الحيوية مسؤولية وطنية لا يجوز المساس بها، لافتاً إلى أن لجان المقاومة أعطت هدنة في أكثر من مرة لدخول الفرق الهندسية وتمكينها من إصلاح خطوط نقل الطاقة في مناطق المواجهات في الجدعان، لكن ميليشيا الحوثي منعت الفرق وأطلقت النار تجاهها.
وكانت مؤسسة الكهرباء اليمنية حذرت من انهيار المنظومة الكهربائية في البلاد.
وقالت المؤسسة إن قطاع الكهرباء أصبح في أسوأ حالاته بسبب توقف وصول مادتي المازوت والديزل لمعظم محطات توليد الطاقة الكهربائية، إضافة إلى عدم تمكن الفرق الفنية للمؤسسة العامة للكهرباء من إصلاح الأضرار بسبب المواجهات المسلحة في مأرب، وهو ما ضاعف من معاناة المواطنين بسبب طول انقطاع التيار الكهربائي خاصة المستشفيات ومضخات المياه.
إنسانياً، ناشدت الأمم المتحدة أطراف النزاع في اليمن تحييد المستشفيات واستئناف عملية تأمين المحروقات التي ارغم عدم توافرها برنامج الأغذية العالمي على وقف توزيع المواد الغذائية في عدد من مناطق البلاد.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن حصيلة النزاع الدائر في اليمن منذ اكثر من شهر بلغت نحو 1250 قتيلاً و5044 جريحاً بين 19 مارس الماضي، بداية التحضير الحوثي للهجوم على عدن جنوب البلاد، و27 أبريل الماضي في حرب تلحق أضراراً بما لا يقل عن 7.5 مليون شخص.
ووصفت المنظمة الوضع الإنساني في اليمن بـ»المتدهور»، وخصوصاً في تعز وسط البلاد حيث تجري معارك عنيفة. وفي تعز، قتل 19 شخصاً وأصيب 91 في 26 أبريل الماضي لدى قصف مستشفى «الثورة»، وفق منظمة الصحة العالمية.
وحذرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة من أن كافة الطرق التي تربط صنعاء بمحافظات عدن وتعز والضالع ولحج «يصبح الوصول إليها متعذراً تدريجيا» ما يحيل ملية نقل الأدوية الضرورية أكثر صعوبة.
وأشارت المنظمة الى نقص كبير في الأدوية والطواقم الطبية في مناطق تشهد عنفا، لافتة إلى خطر النقص الحاد في المياه النظيفة في كافة أنحاء البلاد.
الى ذلك، فان البلاد تعاني من انقطاع في التيار الكهربائي ونقص في الوقود، ما يؤثر أيضاً على جهود إيصال المعدات الطبية الضرورية كما على عمل المستشفيات وسيارات الإسعاف.
كذلك أفادت منظمة الصحة العالمية بأن السكان يواجهون صعوبات في الوصول إلى المنشآت الصحية في كافة أنحاء اليمن، وحذرت من زيادة حالات الالتهاب الرئوي والإسهال الحاد والملاريا. كما أشارت إلى أنها تلقت 44 تحذيراً من احتمال انتشار الأوبئة، بينها التهاب السحايا والحصبة وحمى الضنك.
من جهة أخرى، جاء في تقرير سري لخبراء في الأمم المتحدة رفع إلى مجلس الأمن الدولي أن إيران تقدم أسلحة إلى المتمردين الحوثيين في اليمن منذ عام 2009 على الأقل.
وأحيل التقرير إلى لجنة العقوبات على إيران الأسبوع الماضي، في حين تحاول الأمم المتحدة إعادة تنشيط الوساطة في اليمن.
وجاء التقرير بعد تحقيق أجراه خبراء، بعدما اقتادت السلطات اليمنية عام 2013 سفينة «جيهان» الإيرانية التي كانت تنقل أسلحة.
وتفيد المعلومات التي تم الحصول عليها بأن «هذه السفينة سبقتها عمليات تسليح أخرى في اليمن تعود إلى عام 2009»، بحسب التقرير.
وقال الخبراء إن «التحليل يشير أيضاً إلى أن إيران كانت مصدر التسليح وأن المستفيدين هم الحوثيون في اليمن، وربما في بعض الحالات جهات أخرى في البلدان المجاورة».
وأضاف التقرير أن «الدعم العسكري الحالي من إيران للحوثيين ثبت بعمليات نقل أسلحة على مدى 5 سنوات على الأقل».
وبالإضافة إلى «جيهان»، حدد الخبراء 5 حالات قامت خلالها سفن إيرانية بنقل أسلحة إلى اليمن.
وقال التقرير إنه في أبريل 2009 قام طاقم سفينة إيرانية مجهولة بنقل صناديق أسلحة في المياه الدولية الى مراكب يمنية. ثم تم نقل الصناديق إلى مزرعة في اليمن لاستخدامها من قبل الحوثيين.
ووفقاً للتقرير أيضاً، في فبراير 2011 تم ضبط مركب صيد إيراني من قبل السلطات اليمنية أثناء قيامه بنقل 900 صاروخ مضاد للدبابات والطائرات صنعوا في ايران وكانوا متجهين للحوثيين.
وصدر قرار عن الأمم المتحدة في 2007 يحظر إيران من بيع الأسلحة، ويلزم جميع البلدان بمنع جميع شحنات الأسلحة الإيرانية. وتم تشكيل لجنة للعقوبات يشرف عليها خبراء، لمتابعة تنفيذ هذا الحظر.