أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، أن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، أدى دوراً دبلوماسياً عظيماً وحكيماً وناجحاً خلال فترة شهدتها البحرين إبان عام 2011، وجال العالم لتوضيح الصورة الحقيقية عن المؤامرة ضد البحرين.
واعتبر وزير الخارجية في اتصال هاتفي مع قناة «العربية»، الأمير سعود الفيصل في هذه الفترة، بمثابة وزير خارجية للبحرين إضافة لعمله، وقال «مواقفه لن ينساها شعب المملكة ويقدرها بعظيم الإجلال والامتنان».
وأشاد الوزير بمواقف الفيصل ودبلوماسيته وعدها «مدرسة نتعلم منها»، ورسخت مكانة المملكة العربية السعودية الشقيقة، ووصفها بـ»الثابت» وما حولها هو المتغير.
واستذكر الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، محطة وصفها بـ»المهمة جداً» في حق هذا الرجل الكبير، حيث استطاع أن يعكس توجيهات خادم الحرمين الشريفين في كل مرحلة عاصرناها في المملكة العربية السعودية، في إيضاح صورة يتقبلها الجانب الآخر، خصوصاً في العام 2011 حيث مرت البحرين بمؤامرة ضدها، وجال العالم ليوضح الصورة الصحيحة للكثيرين خلال اجتماعاته معهم.
وأضاف أن «أخي الكبير» صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الدولة عضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين المشرف على الشؤون الخارجية، كان في هذه الفترة يعتبر بمثابة وزير خارجية البحرين إضافة لعمله، مردفاً «لن ننسى فضله وجهده، داعين الله سبحانه وتعالى أن يسبغ عليه موفور الصحة والعافية».
وأردف وزير الخارجية «كان سموه يقول الحقيقة عن البحرين بأفضل وأبدع صورة يمكن شرحها، ويبين للقاصي والداني من الحلفاء والأصدقاء ولمن كان لديهم رأي آخر أو نحوه، وكان مستعداً على الدوام لإظهار الحقائق وما يجري على الأرض في المملكة، بحكم تواصله معنا هاتفياً حتى في الليل وساعات الفجر للاطلاع على كافة الأمور، وزار سموه المملكة في تلك الفترة عدة مرات، ووضع كل جهده لإيضاح الصورة الحقيقية في البحرين، في موقف لن ينساه شعب البحرين لهذا الرجل الكبير». ورداً على سؤال حول إشادته على موقع «تويتر» بجهود ومواقف ودبلوماسية سمو الأمير سعود الفيصل قال وزير الخارجية «عملت مع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل منذ نحو 10 سنوات، وقبل ذلك بحكم عملي في السلك الدبلوماسي، وكنا نلتقي بين الحين والآخر في مختلف المجالات، وتعلمت من سموه الكثير، حيث رأيته في أصعب المواقف وتعلمنا منه كيفية التعامل معها».
وأضاف «بعض هذه المواقف تحدث في بعض الاجتماعات العربية، وتشهد أحياناً صعوبة في النقاش حول بعض الأمور كانت تهدد بإنهاء الاجتماع، غير أنه كان يطرح في لحظة طرحاً لا يحمل أي ذرة تنازل أو تراجع، لكنه يحظى في نفس الوقت بالقبول من الجانب الآخر، وهو حقيقة مدرسة تعلمنا منها ولا زلنا نستذكرها سواء في اجتماعات الجامعة العربية أو بعض اللقاءات مع الدول الكبرى، وفي مواقف دقيقة تتعلق بأمن المنطقة».
ورداً على سؤال بشأن التغييرات الأخيرة في المملكة العربية السعودية وإمكانية انعكاس ذلك على سياستها الخارجية، أكد وزير الخارجية أن سمو الأمير سعود الفيصل «لم يخرج من الدبلوماسية السعودية أو سياستها أو منهج عملها، ولن يخرج أبداً من وجداننا وتعاطينا».
وأوضح الوزير أن «سياسة المملكة مستمرة وقوية وثابتة سيما مع استلام عادل الجبير مقاليد وزارة الخارجية السعودية، والذي أعرفه حق المعرفة حيث تعاملت معه في واشنطن وغيرها، وهو أحد تلاميذ مدرسة سمو الأمير سعود الفيصل الصلبة الثابتة الراسخة»، مشدداً على ثبات السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية. وحول نظرة سمو الأمير سعود الفيصل للتحديات والظروف المتعلقة بالمنطقة وخاصة الخليج، أوضح الوزير أن الأمير سعود الفيصل كان دائماً يعكس السياسة الثابتة للمملكة العربية السعودية في كل المجالات، وكان الأقدر على إيصال ذلك. وتابع «نحن نرى دائماً أن المملكة العربية السعودية هي الثابت وما حولها هو المتغير»، لافتاً إلى أن مسألة ثبات المنطقة واستقرارها متجسد بكل وضوح في سياسة المملكة والتعامل مع مختلف التحديات، وكان سموه يعكسها بكل أمانة وبكل اقتدار.
وأضاف «لا أتوقع أن يؤثر ابتعاد الأمير سعود الفيصل عن المسؤولية المباشرة في وزارة الخارجية إلى الإشراف عليها، على سياسة المملكة بل يساعد أكثر، لأن هناك من يسانده ويعينه على أداء الأعمال، وينقل صورة وأفكار سموه للوضع في المنطقة وغيرها من الأمور».
وبعد المقابلة غرّد وزير الخارجية على تويتر «مداخلتي على قناة العربية عن أخي الأمير سعود الفيصل هي غيض من فيض مما أكنه له من محبة وتقدير».