عواصم - (وكالات): وجه خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أوامره لوزارة الداخلية لمنح اليمنيين الموجودين على أراضي المملكة، والمقيمين بطريقة غير نظامية، التأشيرات اللازمة للبقاء في البلاد، قبل أن يكشف وكيل محافظة عدن، رئيس مجلس المقاومة الشعبية، نايف البكري، عن "وجود أسرى إيرانيين من الحرس الثوري الإيراني في قبضة المقاومة الشعبية"، مؤكداً "وجود إيرانيين يقاتلون إلى جانب المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح"، غداة فشل مجلس الأمن الدولي في التوافق على مشروع قرار روسي يطالب بهدنات إنسانية في النزاع اليمني، فيما حذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن يوهانس فان در كلاو من نفاد سريع لمخزون المحروقات والغذاء ما قد يؤدي إلى انهيار في البنى التحتية الأساسية "في غضون أيام". وقال البكري في تصريحات لصحيفة "الوطن" السعودية إن عشرات الأسرى من المتمردين الحوثيين بحوزتهم، موضحاً أن الكثير منهم تراجعوا عن مواقفهم وانضموا للمقاومة. وقال البكري إن هؤ?ء غرر بهم الحوثيون وأغروهم بالمال، وأوهموهم أن ما يقومون به نوع من الجهاد.
وحسب المتحدث، فإن "أغلب هؤلاء كانوا مغيبين بسبب حبوب الهلوسة التي كانوا يتعاطونها، ويوجد بين هؤ?ء أطفال ? تتجاوز أعمارهم 16 عاماً".
وأشار البكري إلى أن "هناك أسرى من ميليشيات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بينهم قيادات في الجيش وضباط برتب رفيعة، وسيتم تحويل كل هؤ?ء للقضاء في حينه". من جانبه وجه خادم الحرمين الشريفين أوامره لوزارة الداخلية لمنح اليمنيين الموجودين على أراضي المملكة، والمقيمين بطريقة غير نظامية، التأشيرات اللازمة للبقاء في البلاد.
وقال بيان صادر عن الديوان الملكي إنه، وبالنظر للأوضاع الحالية في اليمن، فقد تقرر منح اليمنيين تأشيرة لمدة 6 أشهر، ويسمح لهم بالعمل في الأراضي السعودية.
ويقتضي طلب التقدم للحصول على هذه التأشيرة، من أي يمني، حصوله على وثائق رسمية من الحكومة اليمنية الشرعية.
من جهة أخرى فشل مجلس الأمن الدولي في التوافق على مشروع قرار روسي يطالب بهدنات إنسانية في النزاع اليمني، فيما تهدد أزمة المحروقات بوقف توزيع المساعدات الإنسانية الحيوية في البلد.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن اسمه "نحن ندعم بالكامل إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن من دون عوائق، كما نؤيد هدنات إنسانية للسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود إلى البلاد".
لكنه حمل مسؤولية الأزمة الإنسانية والمأزق السياسي للمتمردين الحوثيين الشيعة الذين يتعرضون للقصف الجوي منذ 26 مارس الماضي من قبل تحالف عربي تقوده السعودية.
وقال إن "مسؤولية الأزمة الإنسانية تتحملها الإجراءات الأحادية الجانب التي يقوم بها الحوثيون وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح".
ويفرض الحوثيون حصاراً على الأحياء القريبة من ميناء مدينة عدن جنوب البلاد "ويمنعون نقل المساعدات وإجلاء الجرحى"، وفقاً لما أكده المتطوع في فرق الإنقاذ بسام القاضي.
من جهته أشار عماد بطاطا إلى أن شبح المجاعة يخيم على حي المعلا في منطقة الميناء، قائلاً "هناك مخبز واحد يعمل. وننتظر في الطابور لساعات أملاً في الحصول على بضعة أرغفة". وأضاف "نحن من دون مياه وكهرباء منذ 15 يوماً". واتهم عامر علي أحد سكان حي المعلا الحوثيين بـ "السعي إلى إخضاع عدن بكل الوسائل". في السياق ذاته، حذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن من نفاد سريع لمخزون المحروقات والغذاء في البلد ما قد يؤدي إلى انهيار في البنى التحتية الأساسية "في غضون أيام".
وقال يوهانس فان در كلاو في جيبوتي، حيث يأمل في إمكان العودة إلى اليمن، إن "الخدمات التي ماتزال تعمل في مجال الصحة والمياه والغذاء باتت قيد التوقف بسبب عدم وصول الوقود". وقد أوقع النزاع في اليمن 1244 قتيلاً وأكثر من 5 آلاف جريح وفقاً لحصيلة أوردتها منظمة الصحة العالمية نقلاً عن أرقام المستشفيات في اليمن. وتقدر الأمم المتحدة عدد النازحين بنحو 300 ألف شخص. ميدانياً أكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي والمتحدث باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن العميد ركن أحمد عسيري أن "التحالف يعمل على تعزيز قدرات المقاومة الشعبية اليمنية وإمدادها بالسلاح الثقيل الكافي للتفوق على الحوثيين". وأكد عسيري "سيطرة المقاومة الشعبية على مطار عدن".
وتعمل الميليشيات الحوثية على تحويل "ميدان السبعين" بصنعاء إلى مدرج لهبوط طائرات إيران بدلاً من مطار صنعاء المتضرر من القصف، حيث كشفت مصادر يمنية وشهود عيان قيام الحوثيين بإزالة الحواجز والكتل الإسمنتية في الساحة. وكان التحالف قد استهدف الميدان الذي قال نشطاء إن الحوثيين يستخدمونه مدرج طيران بديلاً عن مطار صنعاء الذي تم قصف مدرجه في وقت سابق. ويستميت الحوثيون لاستقبال الطائرات الإيرانية حتى تصلهم تعزيزات وأسلحة عسكرية من طهران، لإنقاذهم من المأزق الذي يمرون فيه إثر الضربات العسكرية التي تلقوها من قوات التحالف العربي.
وأفادت مصادر بتواصل الاشتباكات العنيفة بمنطقة دار سعد في عدن، وسط قصف من ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لأحياء سكنية بالمدينة، في حين حققت المقاومة تقدماً جديداً في تعز وتصدت لهجمات للحوثيين بالضالع. وكانت قوات التحالف قد شنت في الساعات الماضية غارات مكثفة على تجمعات للمسلحين الحوثيين بمنطقة دار سعد ومنطقة المدينة الخضراء ومناطق شمال المحافظة.
ويتخذ الحوثيون تلك المناطق منطلقاً لشن هجمات على المدينة، وقال الشهود إن القصف كان مكثفاً على الحوثيين المتمركزين على طول الطريق الدائري الذي يربط المدينة الخضراء بالطريق العام بين محافظتي عدن ولحج. وكانت المقاومة قد أعلنت أنها سيطرت على مطار عدن بشكل شبه تام، وذلك بعد اشتباكات مع مسلحي الحوثي، كما أعلنت محاصرة المتبقين في جوانب من المطار.
من جهة أخرى أكدت مصادر ميدانية بالمقاومة الشعبية أنها أحرزت تقدماً جديداً بشمال تعز، حيث سيطرت على نقطة عسكرية بشارع الخمسين، وتمكنت من إحكام السيطرة على حي المستشفى الجمهوري.
كما استطاع عناصر المقاومة إعطاب دبابة في جولة حوض الأشرف قرب مبنى المحافظة والتي شهدت اشتباكات عنيفة استمرت ساعات، وقامت قوات جماعة الحوثي بالقصف العشوائي لحي الأشبط والجهيم بالدبابات والمدفعية الثقيلة.
وفي الضالع جنوب اليمن، قالت مصادر محلية إن المقاومة الشعبية تمكنت من صد هجوم عنيف لميليشيا الحوثي والجيش الموالي للرئيس المخلوع في منطقتي حياز واللكمة.
كما قصفت المقاومة الشعبية تجمعاً للحوثيين بمنطقة "الوبح" ما أسفر عن قتل عدد منهم، وأفادت مصادر بأن قتلى وجرحى حوثيين سقطوا في كمينين منفصلين نصبهما مسلحون مجهولون بمنطقتي "نقيل الشيم" و"سهدة" بمنطقة الضالع.
وفي مدينة الحديدة غرب اليمن، قتل مسلح مجهول عنصرين من جماعة الحوثي.
ويأتي ذلك مع تواصل غارات طيران التحالف على عدة مواقع للحوثيين، حيث استهدفت الطائرات مواقع لجماعة الحوثي في صعدة شمال البلاد، وشنت غارات على مواقع أخرى بمديرية جريب بمحافظة مأرب.
دبلوماسياً، يبدأ المبعوث الجديد للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد الأسبوع الجاري جولة إقليمية يجري خلالها مباحثات تتناول سبل إحياء عملية السلام في البلاد. من جانبه أعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن أمله في أن تؤدي المفاوضات الجارية في الأمم المتحدة حول مشروع هدنة إنسانية في اليمن إلى تفادي انهيار البلد.
من جهة أخرى نقلت وكالة تسنيم للأنباء عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله إن طهران لن تسمح للقوى الإقليمية بتعريض مصالحها الأمنية مع اليمن للخطر وذلك في أقوى اعتراف حتى الآن بدور تقوم به إيران في شبه الجزيرة العربية.