نظمت مبادرة «نسيم» التابعة لجمعية ملتقى الشباب البحريني عصر السبت ووكاثون المشي في دوحة عراد بعنوان «ادخل عالمي» لدعم الأطفال ذوي التوحد، تحت رعاية وكيلة وزارة الصحة الدكتورة عائشة بنت مبارك بوعنق، وبمشاركة أكثر من 500 شخص من الأفراد والأطفال ذوي التوحد وذويهم، والمنتسبين لمراكز التربية الخاصة المعنية باضطراب التوحد، والجمعيات ذوي الإعاقة والجامعات، والجمعيات الأهلية وممثلين عن المجالس البلدية، وحضور مجموعة من الفنانين الخليجيين والبحرينيين، يتقدمهم الفنانة سناء يونس وعبدالله ملك ويوسف بوهلول ومريم زيمان.
وتعد هذه الفعالية هي الثالثة التي تقام هذا العام بعد المعرض الفني الذي افتتحه وزير الإعلام في مجمع البحرين السيتي سنتر في منتصف شهر مارس 2015، ومهرجان «ادخل عالمي» الذي رعته وزيرة التنمية الاجتماعية في قاعة برستيج بمنتزه عذاري في مطلع شهر أبريل الماضي.
وقبل إعطاء إشارة البدء لانطلاق الووكاثون، ألقت رئيسة مبادرة نسيم إيناس الفردان كلمة أعربت فيها عن امتنانها وتقديرها لسعادة وكيلة وزارة الصحة الدكتورة عائشة بوعنق على تفضلها برعاية هذا الحدث، مؤكدةً أن اضطراب التوحد لم يعد شأناً أسرياً يعني ذوي وأقارب المصابين به، بل إن كل بيت وأسرة معنيون بشكل مباشر أو غير مباشر بالإطلاع على ماهية هذا الاضطراب وعوارضه، لما للتوعية من أثر كبير في الحد من انتشاره وسرعة تدارك المصابين به قبل أن يتفاقم وضعهم، فليس هناك من هو بمنأى عن الإصابة، فنسبة الإصابة بهذا الاضطراب على المستوى العالمي تفوق الأمراض الأشد فتكاً بالإنسان، الأمر الذي يحتم علينا تكثيف حملات التوعية والإرشاد لعموم الناس.
واعتبرت أن تزايد عدد الحضور والمشاركين منذ بدأ الفعالية الأولى في مجمع السيتي سنتر وصولاً للووكاثون في دوحة عراد، يعد مؤشراً على نجاح مبادرة نسيم في إيصال أهداف هذه الحملة واستقطاب الجمهور للتفاعل والمشاركة والدعم، ويؤكد على سلامة مسار المبادرة التي تتخذ مسلكاً إنسانياً عفوياً بحتاً في تعاطيها مع حالات من يعاني بصمت ويحتاج إلى من يقف إلى جانبه ويأخذ بيده إلى آفاق أرحب يشيع فيها الأمل والصبر والثقة بالله سبحانه وتعالى.
ومن جهته، ألقى الفنان عبدالله ملك كلمة نيابة عن الفنانين، أكد فيها استعداد الفنانين لدعم أي مشروع أو عمل فني يهدف لخدمة الناس ويرفع من معنوياتهم ويخفف من معاناتهم، معرباً عن تضامنه مع الأطفال المصابين باضطراب التوحد وأولياء أمورهم، وأوضح أن الفنان هو أولاً وأخيراً إنسان يشعر ويتعايش ويتأثر بكل ما يحيط به، ورسالته الفنية لا تقتصر على موقعه في الدراما أو المسرح أو الإذاعة، بل في حضوره بين الناس وتفاعله معهم في كل المحافل.
انطلق الووكاثون في تمام الساعة لخامسة مساءً، حيث ارتدى جميع المشاركين تيشيرت موحد كتب عليه «ادعموا الأطفال ذوي التوحد»، باللغتين العربية والإنجليزية، وقبعات زرقاء ترمز للون التوحد مع شعار مشروع «ادخل عالمي». كما تم توزيع 100 بالونة زرقاء للأطفال و40 لافتة باللغتين العربية والإنجليزية، تتضمن عبارات تضامنية وتقيفية بلسان حال الطفل المصاب بالتوحد رفعت أثناء سير الووكاثون.
وعلى هامش الفعالية، شارك الشريك الاستراتيجي لمبادرة نسيم مركز عالية للتدخل المبكر بركن توعوي، تم من خلاله توزيع مطويات تشتمل على معلومات عن اضطراب التوحد، وفيما قامت اختصاصية نفسية متطوعة بتقديم شرح عن طرق تشخيص الطفل الذي يحتمل إصابته بالتوحد، والوسائل التي يمكن للأهل الأخذ بها في تعاملهم مع أبنائهم ذوي التوحد. وإلى جانب ذلك تضمنت الفعالية عدداً من الفقرات الفنية المتنوعة من بينها رسم حر للأطفال، ورسم على الوجوه يعبر عن شعارات التوحد، ورسم تاتو مؤقت على اليد يحمل شعار مشروع «ادخل عالمي.
وبهذه المناسبة، توجهت الفردان بشكرها وتقديرها لكل من حرص على المشاركة في هذا المشروع التضامني مع حالات إنسانية تستحق أن نقف عندها في مجتمعنا البحريني، معربةً عن أملها في أن تتحقق كل تطلعات وآمال المصابين باضطراب التوحد، وأن يبادر المعنيون والمسؤولون لتلمس احتياجاتهم والعمل على تلبيتها للتخفيف من معاناتهم.