عواصم - (وكالات): كشف مصدر مطلع عن «دخول قوة يمنية مدربة للتعامل مع قتال الشوارع خلال المواجهات مع ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في مدينة عدن جنوب اليمن، ستتولى تأمين وتنظيم أعمال المقاومة الشعبية، وفقاً لقناة «العربية»، فيما أكد المتحدث باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن العميد ركن أحمد عسيري مواصلة إسناد ودعم التحالف للقوات الداعمة للشرعية في اليمن براً وبحراً وجواً، نافياً الأنباء التي تحدثت عن «تدخل بري من قبل قوات التحالف في عدن لدعم المقاومة في حربها ضد الحوثيين وميليشيات صالح».
وذكرت مصادر في وقت لاحق أن القوات الموالية للشرعية تلقت تعزيزات عبر البحر، عبارة عن أسلحة وذخيرة ومعدات مساندة. وفي وقت سابق، أعلنت مصادر متطابقة أن عدداً «محدوداً» من جنود التحالف العربي الذي تقوده السعودية انتشر أمس على الأرض في مدينة عدن جنوب اليمن لدعم القوات التي تقاتل المتمردين الحوثيين، الأمر الذي نفاه المتحدث باسم التحالف.
وقال مسؤول يمني محلي طالباً عدم كشف اسمه «دخلت قوة محدودة من التحالف إلى عدن وهناك قوة أخرى قادمة». بدوره قال مسؤول في «اللجان الشعبية»، القوات شبه العسكرية الموالية للرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي «دخلت قوة محدودة لمشاركتنا في دحر الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح» الرئيس اليمني السابق. وبحسب قوله فإن تلك القوات ستدعم «اللجان الشعبية» التي تحاصر الحوثيين في مطار عدن الدولي، حيث تجددت المعارك خلال الليل.
ووفق مصدر آخر في «اللجان الشعبية» فإن جنود التحالف العربي في عدن لا يتجاوز عددهم بضع عشرات، وهم من أصول يمنية وينتمون إلى القوات المسلحة السعودية والإماراتية.
وبثت قناة الجزيرة القطرية صوراً لمجموعة من الجنود المسلحين والذين يعتمرون خوذاً يسيرون في حي خور مكسر قرب المطار. بدوره، تحدثت تقارير عن وجود هؤلاء العسكريين.
وقالت صحيفة «عدن الغد» اليمنية إن قوات برية عربية وصلت إلى مدينة عدن جنوب اليمن وبدأت قتال قوات الحوثي. ونقلت الصحيفة عن مراسليها قولهم «وصلت أول دفعة من القوات البرية العربية صباح أمس إلى مدينة عدن وبدأوا في الاشتراك في المعركة». لكن علي الأحمدي المتحدث باسم المقاومة الشعبية الجنوبية، أكد أن المقاتلين الذين يحاربون قوات الحوثي في محيط مطار عدن يمنيون وليسوا أفراد قوات خاصة عربية نشرهم التحالف الذي تقوده السعودية. وكان الأحمدي قال في وقت سابق إن ما بين 40 و50 من القوات الخاصة من دول عربية أخرى وصلت إلى عدن لمساعدة المقاتلين المحليين في حربهم ضد الحوثيين إلا أنه قال في وقت لاحق أن ذلك كان خطأ. وقال المتحدث باسم التحالف العربي العميد الركن أحمد عسيري في تصريحات لقناة الإخبارية السعودية «أستطيع أن أؤكد أنه لم يحصل أي إنزال أمس لقوات التحالف في عدن». إلا أنه أضاف أنه «لا يستطيع التعليق على عمليات جارية» وأن قوات التحالف «تبقي كل الخيارات مفتوحة لدعم المقاومة والحصول على النتائج المرجوة على الأرض». وقال إنه «لم تصل أي قوات من التحالف إلى عدن ولم تبدأ أي عملية برية كبيرة»، مؤكداً في الوقت ذاته أن «التحالف مستمر في دعم القتال ضد المتمردين الحوثيين».
وأضاف عسيري أن «قوات التحالف لو قررت القيام بإنزال بري في عدن أو غيرها، فإنه سوف يعلن ذلك رسمياً وعبر مؤتمر صحافي»، معتبراً أن «أي إنزال من هذا النوع لا يمكن إخفاؤه».
وكان عسيري قد أكد في تصريحات سابقة أن «التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن يعمل على تعزيز قدرات المقاومة الشعبية اليمنية وإمدادها بالسلاح الثقيل الكافي للتفوق على الحوثيين». وختم عسيري «ليس من مصلحة سلامة العمليات والذين يقومون بها تقديم تفاصيل» حول هذه العمليات.
ومنذ إطلاق العملية العسكرية في 26 مارس الماضي يكتفي التحالف العسكري العربي بشن غارات جوية ضد مواقع الحوثيين وحلفائهم في اليمن، وهذه أول مرة تفيد فيها تقارير عن انتشار بري. ميدانياً، تجددت الاشتباكات العنيفة بين المقاومة الشعبية وميليشيا الحوثي وعلي عبدالله صالح، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المتمردين وتدمير عدد من آلياتهم العسكرية خاصة في تعز البيضاء وعدن. وسقط العشرات من المتمردين بين قتيل وجريح، خلال هجوم مباغت شنته المقاومة الشعبية على مواقع الحوثيين في حي الثورة وحوض الأشراف وحي المستشفى الجمهوري والمجلية في مدينة تعز. وقابل المتمردون الهجوم بقصف عشوائي بالدبابات ومضادات الطيران مستهدفين المدنيين والأحياء السكنية، كما تمكنت المقاومة الشعبية بالمحافظة من السيطرة على موقع المكلكل العسكري، حيث تجددت المواجهات العنيفة، بين قوات اللواء 35 مدرع بمساندة المقاومة الشعبية من جهة، وميليشيا الحوثي وصالح من جهة أخرى.
وقتل 6 عناصر من الحوثيين وأصيب عدد آخر إثر هجوم للمقاومة الشعبية على عدد من مواقع المليشيات المتمردة، في محافظة البيضاء وسط البلاد.
وتواصلت الاشتباكات في عدن في حيي المعلا وحافون، وقتل العشرات من ميليشيا الحوثي وصالح في المعلا، كما تقوم الميليشيا بقصف عشوائي على الأحياء. وتواصل المقاومة الشعبية في عدن محاصرة ميليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع صالح داخل مطار المدينة. وأفادت مصادر بأن طائرات التحالف أغارت وبشكل مكثف على مواقع للحوثيين في ميناء عدن. ويشهد محيط المطار اشتباكات عنيفة بين الجانبين، في وقت أعلنت فيه المقاومة سيطرتها بشكل شبه كامل على المطار. كما شهد عدد من المناطق في عدن اشتباكات بين المقاومة الشعبية ومليشيا الحوثي، وبالأخص في حي المعلا، حيث أعلنت المقاومة عن السيطرة على عدة مواقع للحوثيين داخل الحي. وقد أفاد سكان في مديرية دار سعد والبساتين بأن مسلحي الحوثي قصفوا مناطق سكنية في المديرية بعدما استطاع رجال المقاومة الشعبية صد هجوم لهم وإخراجهم من مواقعهم في تلك المنطقة. وتحدثت مصادر محلية عن استمرار القتال في المدينة خاصة في المعلا وخور مكسر قرب الميناء التجاري الرئيسي وكذلك شمال المدينة حول معسكر للجيش والمطار حيث اندلعت اشتباكات شرسة على مدار الأيام الماضي. وذكرت مصادر في المقاومة الجنوبية التي تقاتل الحوثيين وقوات صالح إن 4 من أفرادها قتلوا في اشتباكات بينما سقط 15 قتيلاً في صفوف المقاتلين المتحالفين مع إيران. إلا أن مصادر من المقاومة قالت إن تعزيزات وصلت للحوثيين من الضالع وأبين. واستقبلت فنادق في حي المنصورة نازحين من المعلا وخور مكسر. أما محافظة شبوة فقد شهدت مقتل عدد من الحوثيين إثر المواجهات العنيفة التي أدت الى تدمير عدد من المعدات العسكرية في منطقة بيحان. جبهة أبين كانت ساخنة أيضاً، حيث استولت قبائل الواحدي على جبل عكد الذي يطل على مدينة معين بعد أن كبدت ميليشيا الحوثي وصالح خسائر في الأرواح والعتاد، كما استولت القبائل على 15 مركبة حاملة مدافع رشاشة و3 دبابات.
وفي محافظة مأرب شرق اليمن، سيطر رجال القبائل على مرتفعات تباب بمديرية صرواح، وأفادت الأنباء بأن هذه المرتفعات كانت تحت سيطرة الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع، وأن المواجهات التي وصفت بالأعنف بين الجانبين لا تزال مستمرة. من جهتها، نقلت وكالة الأناضول عن مصادر قبلية في المنطقة أن قتلى وجرحى سقطوا في مواجهات عنيفة بين رجال القبائل ومسلحي الحوثي في محافظة مأرب. من جهة أخرى، قالت مصادر محلية إن المقاومة الشعبية صدت هجوماً للحوثيين في مدينة الضالع، مشيرة إلى أن قوة حوثية حاولت التقدم نحو معسكر 33 لكن المقاومة أجبرتها على التراجع. وفي الحديدة غرب البلاد، قالت مصادر إن قتلى وجرحى سقطوا في صفوف الحوثيين إثر استهداف المقاومة الشعبية لمسلحين تابعين للحوثي. في غضون ذلك، قال سكان بالعاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين إن طائرات حربية من التحالف الذي تقوده السعودية قصفت قاعدة الديلمي العسكرية في صنعاء. وأضافوا أن الطائرات استهدفت أيضاً معسكراً للقوات الموالية للرئيس السابق في أرحب شمال العاصمة. سياسياً، أعلن النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي العام، «حزب صالح»، أحمد عبيد بن دغر، التزام حزبه قرار مجلس الأمن رقم «2216»، بكل بنوده وأحكامه والقرارات الأخرى ذات الصلة»، داعياً الحوثيين إلى «سحب ميليشياتهم من المناطق التي سيطروا عليها وتسليم سلاحهم».
كما أعلن حزب الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، التزامه بكل ما يتضمنه القرار الأممي ومنه «التأكيد على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وبقية المؤسسات الدستورية الأخرى ورفض الانقلاب عليها».
وأكد الحزب في تصريح صحافي، التزامه بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، داعياً الحوثيين - وفقاً لقرار مجلس الأمن - إلى وقف العمليات العسكرية. في سياق متصل، أكدت مصادر مقرّبة من رئيس مجلس النواب اليمني، يحيى علي الراعي، القيادي في «حزب صالح»، أن الراعي أعلن تأييده للشرعية الدستورية المتمثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية.
وقالت المصادر إن رئيس مجلس النواب تواصل مع قيادات التحالف العربي وأبلغهم أنه مؤيد للشرعية برئاسة الرئيس هادي، وأعلن انشقاقه عن جناح الرئيس المخلوع.
وقال مراقبون إن إعلان الراعي انشقاقه عن المخلوع صالح من حزب المؤتمر يعد ضربة أخرى قاصمة بعد توالي الانشقاقات في قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام.
وفي تطور آخر، مددت مصر، لفترة 3 أشهر التفويض بإرسال عناصر من القوات المسلحة المصرية للدفاع عن الأمن القومي وأمن الخليج والبحر الأحمر ومضيق باب المندب.
ووافق مجلس الوزراء المصري، في اجتماعه أمس، برئاسة المهندس إبراهيم محلب، على طلب وزارة الدفاع مد مدة إرسال بعض عناصر القوات المسلحة خارج حدود الدولة للدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي في منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر وباب المندب، حيث تمت الموافقة على مد هذه المدة 3 أشهر أو لحين انتهاء المهمة القتالية أيهما أقرب.
إنسانياً، يقف سكان صنعاء في طوابير عند نافورات المياه والمخابز ومحطات الوقود في أحدث علامة على وجود أزمة إنسانية متدهورة في البلاد، حيث يعاني السكان من انقطاع الكهرباء ونقص المياه.