عمّان - (سي إن إن): أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن نظام الرئيس بشار الأسد لم يستهدف تنظيم الدولة «داعش» في بداية تشكله على الأراضي السورية»، معتبراً أن «بين التفسيرات لذلك رغبته في إظهار قوة أسوأ منه بظل الموقف الدولي المناهض لدمشق»، متهماً «التنظيم باستغلال الشباب المسلم لتنفيذ عمليات انتحارية في تكتيكاته الحربية»، بينما دعا العاهل الأردني «للتواصل مع العشائر السورية ومعالجة مشاكل سنّة العراق من أجل مواجهة التنظيم بالبلدين».
وقال العاهل الأردني في حوار مع قناة «سي إن إن»، حول مصدر «داعش» وكيفية تأسيسه «هذا هو السؤال الجوهري، أعني أن هناك الكثير من نظريات المؤامرة تتردد هنا وهناك، لكن لا توجد إجابة واحدة محددة، من وجهة نظر الأردن، فقد رأينا عصابة «داعش» قبل عامين تقريباً تتشكل في الرقة، شمال سوريا، والتي تعد مقرها الرئيس».
وتابع «ما كان مثيراً للاهتمام أنه بينما كانت تتشكل وتقوى، لم يتعرض لها أحد، فالنظام كان يقصف الجميع إلا «داعش»، وهو الأمر الذي أثار الكثير من الاستغراب، لماذا كان يسمح لهم بتعزيز وجودهم؟ كان أحد التفسيرات بشكل واضح أنه بوجود إدانة دولية للنظام، فقد كان هناك سعي إلى إيجاد طرف أسوأ منه في منظوره، بحيث يميل الرأي العام إلى النظام، وقد نجحوا في ذلك».
وعن رأيه العسكري بأسلوب «داعش» القتالي قال العاهل الأردني «من الجانب التكتيكي، فإن ما يفعلونه هو أمر محزن للغاية، إذ إن هناك الكثير من الشباب المسلم المحبط في جميع أنحاء العالم، وكما تعلم، يأتي الكثير منهم من خلفيات فقيرة مخدوعين بالادعاء الكاذب لـ «داعش» بالخلافة الإسلامية، التي لا علاقة لها بتاريخ الإسلام الحنيف».
أما عن المعركة الأيديولوجية بمواجهة التنظيم، قال عاهل الأردن «إذا قلنا إنهم يمثلون واحداً بالمائة من الإسلام، فإنه لا يجب علينا أن نكون الضحايا بسبب هذه الفئة القليلة. سوف يفشلون، فأصحاب الادعاءات الباطلة يفشلون دائماً، والإسلام الحق هو ما يبقى، لكن لا يمكننا أن نكون الضحية، وأن تتخذنا بقية المجتمعات الدولية عدواً». وختم بالقول «ما نطلبه هو أن يقف معنا أتباع الأديان الأخرى والمجتمعات في جميع أنحاء العالم، أن يقفوا مع المسلمين الذين يخوضون هذه المعركة، وأن يكونوا شركاءنا في هذه القضية، وسوف ننتصر بشرط أن نتوحد، هذه معركة الأجيال، وحرب عالمية ثالثة بمفاهيم أخرى، وسوف نخرج منتصرين إذا وضعنا خلافاتنا جانباً، وابتعدنا عن خطاب الكراهية، وتجنبنا الوقوع في الفخ الذي نصبه المتطرفون بمنحهم قوة لا يملكونها».