لندن - (وكالات): أبدت صحيفة «ذي إندبندنت أون صنداي» اهتماماً بشأن مواجهة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة «داعش»، وأشارت إلى أن التنظيم يحتفظ بقوته الهجومية ويسيطر على مساحات شاسعة في كل من سوريا والعراق، وذلك على عكس ما يصوره الأمريكيون بأنه في حالة تراجع.
فقد نشرت صحيفة «ذي إندبندنت» مقالاً للكاتب باتريك كوكبيرن أشار فيه إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» نشرت خريطة لتظهر أن تنظيم الدولة في حالة تراجع، وذلك بعد الضربات الجوية لقوات التحالف الدولي التي أتاحت المجال لتقدم المليشيات العراقية على الأرض حيث استعادت بعض الأجزاء من بعض المناطق. وأضاف الكاتب أن الخريطة غضت الطرف عن حال تنظيم الدولة الذي يتقدم في سوريا نحو وحول العاصمة السورية دمشق، وأنها لا تعبر بالتالي عن الحقائق على الأرض، ولكنها تعكس التفاؤل الكاذب لتحركات القوى الغربية في الشرق الأوسط.
وأشار الكاتب إلى أن محاولات الغرب إيضاح أن تنظيم الدولة في حالة تراجع ما هي سوى محاولة من جانب البنتاغون حظيت بتغطية إعلامية لتظهر أن «دولة الخلافة المعلنة» فقدت نحو 25% من أراضيها منذ تقدمها الكبير في العام الماضي. وأضاف الكاتب أن البنتاغون حاول بالمراوغة إقناع الناس أن تنظيم الدولة يتراجع، وأن العديد من وسائل الإعلام نشرت الخريطة ورددت ما يصوره الأمريكيون على أنه نجاح للضربات الجوية التي تدعم القوات العراقية والكردية في العراق. وأشار إلى أن الغرب اعتبر استعادة القوات العراقية أجزاء من مدينة تكريت شمال العراق مؤشرا للانتصار، وأنها ستكون قادرة في المستقبل على استعادة مدينة الموصل شمال العراق ومحافظة الأنبار غرب البلاد.
وأضاف أن «داعش» لم يضع سوى مئات من قواته للدفاع عن مدينة تكريت التي هاجمتها قوات الحشد الشعبي بأكثر من عشرين ألفاً.
ولفت إلى أن تنظيم الدولة مازال يحتفظ بقوته الهجومية، وأنه قادر على شن هجماته على مناطق واسعة كما فعل ضد مصفاة بيجي النفطية شمال العراق، وضد غيرها من الأهداف في مناطق أخرى.
كما تساءل الكاتب عن مدى قدرة الجيش العراقي على إعادة بناء نفسه، وذلك في أعقاب استيلاء تنظيم الدولة على مناطق شاسعة في العراق، موضحاً أن الحكومة العراقية تستعين بقوات الحشد الشعبي لتعزيز الجيش الذي لا يمكنه بمفرده إلحاق الهزيمة بـ«داعش».