تستضيف البحرين خلال الفترة من 5 إلى 7 مايو الحالي أعمال «الدورة الثانية للمنتدى العربي رفيع المستوى حول التنمية المستدامة»، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وبمشاركة نحو 200 من الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين العرب المعنيين بالتنمية المستدامة وممثلي المنظمات والوكالات التابعة للأمم المتحدة وبنوك التنميـة العربيـــة وجامعـــة الدولــة العربية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بقضايا التنمية المستدامة.
وقالت الجهات المعنية بالمنتدى في بيان أمس إن النتدى يتضمن «تدشين تقرير الأهداف الإنمائية للألفية للبحرين 2015، متضمناً مستوى الإنجاز لكل هدف من الأهداف الإنمائية للألفية وإبراز التقدم الحاصل في تحقيق هذه الأهداف التي تم رسمها في إعلان الأمم المتحدة للتنمية لسنة 2000 والتي تخص القضاء على الفقر المدقع وتعميم التعليم الابتدائي وتعزيز المساواة ومكافحة الأمراض مع ضمان بيئة مستدامة وفي إطار شراكة عالمية من أجل التنمية».
ومن المقرر أن يتطرق المنتدى، بحسب البيان، إلى موضوعات أهمها «التحديات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، لاسيما في ظل استمرار الصراعات في المنطقة العربية، بهدف تعزيز الحق في التنمية والكرامة الإنسانية، والآليات التي يجب اتباعها لرصد التقدم المحرز في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية، ومناقشة أهمية توطيد التعاون والشراكة بين الحكومات والمنظمات الإقليمية ووكالات الأمم المتحدة، ودراسة سبل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، ودور المؤسسات والقطاع الخاص في تعزيز مسار الحوكمة وإعادة توجيه الأسواق نحو التنمية المستدامة».
وشدد البيان على أن «استضافــة البحريــن لفعاليات المؤتمر المهم يؤكد حضور المملكـة الفاعـــل والاستراتيجـــي ضمـــن المنظومة العربية والدولية في مجال التنمية المستدامة بما لدى البحرين من تاريخ مشرف من الانجازات الدولية على مستوى التنمية المستدامة».
واضاف البيان أم من أبرز المنجزات «منح صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان ال خليفة جائزة الأهداف الإنمائية للألفية من قبل منظمة الأمم المتحدة في العام 2010م تقديراً لإسهامات سموه في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، وكذلك تخصيص سموه في عام 2007 «جائزة خليفة بن سلمان للمستوطنات البشرية» من أجل تمكين برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية من تنفيذ خططه الخاصة بالتنمية الحضرية المستدامة وخاصة في البلدان النامية».
وأشار إلى أن استضافة المنتدى «ترجمة لتأكيدات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء المتواصلة بأن العمل الدولي المشترك يعد خياراً استراتيجياً لا يمكن التراجع عنه لتحقيق حياة أفضل للشعوب، وأهمية أن يعمل الجميع من أجل وضع رؤية استراتيجية لمرحلة ما بعد الأهداف الإنمائية، إذ أكد سموه في العديد من التصريحات أن البحرين تشارك المجتمع الدولي اهتمامه بقضايا التنمية المستدامة وتضعها في مقدمة أولوياتها، وتسعى جاهدة إلى ترجمة الرؤى الطموحة في هذا الصدد إلى برامج عمل ومشروعات تنفذها على أرض الواقع لتوفير الخدمات الضرورية التي تكفل لمواطنيها سبل العيش الكريم في بيئة صحية ومستدامة».
وذكر البيان بتصريح للمنسق المقيم للأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مملكة البحرين بيتر غروهمان أعرب فيه عن تقدير الأمم المتحدة لسمو رئيس الوزراء على تفضله برعاية هذا الحدث الدولي الكبير، مؤكداً «التزام سموه القوي بتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، والمتمثل في جائزة الأمم المتحدة للأهداف الإنمائية للألفية عام 2010، فإن رعايته لأعمال المنتدى العربي رفيع المستوى للتنمية المستدامة، يؤكد دعمه وحكومة البحرين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المستقبل ليس في البحرين فقط بل على المستوى الدولي».
ويعد المنتدى فرصة للوزراء وممثلي القطاعات المتعددة لتحديد الأولويات من أجل تعزيز التعاون الإقليمي والدولي بهدف تبنّي نهج متكامل للتنمية المستدامة في المنطقة العربية.
يقدّم المنتدى فرصة لبلورة موقف تشاوري عربي حول المسائل التي مازالت على جدول أعمال المفاوضات المرتبطة بخطة التنمية لما بعد 2015، والرفع من مستوى التنسيق للإسهامات العربية في مختلف المسارات الدولية التي ستصبّ نتائجها في خطة ما بعد 2015. ويشكّل التقرير الإقليمي والمتضمن الرسائل الأساسية التي ستخرج عن المنتدى جوهر الموقف العربي الذي سوف يرفع بدوره إلى المنتدى السياسي رفيع المستوى في دورته الثالثة والتي ستعقد بنيويورك من 26 يونيو إلى 8 يوليو 2015. ومن المنتظر أن تشكل نتائج المنتدى مادة أساسية تقدم للمجتمع الدولي خلال قمة الأمم المتحدة المزمع عقدها في سبتمبر القادم حيث سيتم تحديد أهداف خطة التنمية العالمية للسنوات قادمة.
وتضم قائمة المشاركين في المؤتمر عدداً من الشخصيات الدولية من بينهـــم ريما خلف الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا «الإسكوا» في بيروت التابعة للأمم المتحدة، السيد إبراهيم ثياو مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ونائب المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة للبيئة، الدكتور محمد بن إبراهيم التويجري، الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في جامعة الـدول العربيــة، الدكتــورة سيمــا بحــوث، المدير المساعد ومدير المكتب الإقليمــي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وينظــــم المنتــــدى اللجنـــة الاقتصاديـــة والاجتماعية لدول غرب آسيا «الإسكوا» وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة بالتعاون مع جامعة الدول العربية.