عواصم - (وكالات): أعلنت السعودية أمس أنها "تتشاور مع شركائها في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، لوقف ضرب بعض المناطق بهدف إفساح المجال أمام نقل المساعدة الإنسانية"، فيما أكد وزير خارجية السنغال مانكير ندياي أن "بلاده سترسل 2100 جندي إلى السعودية للانضمام إلى التحالف"، مضيفاً أن "التحالف يسعى للدفاع عن المقدسات في مكة والمدينة".
وفي وقت حذرت الأمم المتحدة من "كارثة إنسانية" في اليمن، قال وزير الخارجية السعودي الجديد عادل الجبير أمس في بيان أن الرياض "بصدد التشاور مع أعضاء التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن لإيجاد مناطق محددة داخل اليمن لإيصال المساعدات الإنسانية، يتم فيها وقف العمليات الجوية كافة وفي أوقات محددة للسماح بإيصال هذه المساعدات". وحذر المتمردين الحوثيين من "استغلال وقف العمليات الجوية في هذه المناطق، أو منع وصول المساعدات إليها، أو محاولة استغلالها لتحقيق مآربها". وأكد أن المملكة "سوف تتعامل مع أي انتهاكات باستئناف القصف الجوي لأي تحركات عدوانية تعيق هذه الجهود الإنسانية". وقال أيضاً إن السعودية "تعتزم إنشاء مركز موحد على أراضيها مهمته تنسيق كافة جهود تقديم المساعدات بين الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية المعنية، والدول الراغبة في تقديم المساعدات للشعب اليمني، بما في ذلك تمكين الأمم المتحدة من إيصال المساعدات" كما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
وقد أدى النزاع إلى مقتل أكثر من 1200 شخص وإصابة أكثر من 5 آلاف وفقاً لأرقام المستشفيات اليمنية. لكن هذه الحصيلة قد تكون أكبر من ذلك بحسب مسؤولين في الأمم المتحدة.
كما تقدر الأمم المتحدة اعداد النازحين بنحو 300 ألف شخص في حين يعاني 7.5 ملايين يمني، أي ثلث السكان تقريباً، من مضاعفات الحرب، منذ انقلاب الحوثيين وقوات صالح على السلطة الشرعية.
ميدانياً، شنت مقاتلات قوات التحالف غارات جديدة استهدفت مواقع المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس علي عبدالله صالح شرق ووسط اليمن، بينما تحرز المقاومة الشعبية في مدينة عدن جنوب البلاد تقدماً على أكثر من جبهة. وقالت مصادر قبلية إن 5 غارات لطيران التحالف، استهدفت مواقع للحوثيين في منطقة "الزور" بمديرية صرواح غرب محافظة مأرب شرق البلاد.
وفي محافظة إب وسط البلاد، أفاد شهود عيان بأن غارات جوية استهدفت مواقع في قرية المسقاة بمديرية السدة، وذكر الشهود أن الغارات دمرت منزل قيادي حوثي في القرية، بينما تتواصل الانفجارات مع استمرار تحليق الطيران في المنطقة.
إلى ذلك، قالت مصادر عسكرية لقناة "العربية" إن أفراد قوات الأمن الخاصة في منطقة شبان بالمحافظة منعوا ميليشيات الحوثي الانقلابية من اقتحام المعسكر.
من جهة أخرى، أفادت مصادر في عدن بأن المقاومة الشعبية في المدينة تحرز تقدماً على أكثر من جبهة، وبالأخص في المطار، حيث تضيّق الخناق على ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع.
وأعلن المتحدث باسم المقاومة الشعبية في عدن علي الأحمدي "تطهير" مطار المدينة من مسلحي الحوثي وقوات صالح بعد معارك استمرت أياماً.
وقال الأحمدي، إن طيران التحالف شن غارات مكثفة على المواقع التي كان يتحصن فيها الحوثيون وحلفاؤهم بالمطار.
ويأتي الإعلان عن سيطرة المقاومة على مطار عدن بعدما قالت قيادة المقاومة إن القوات المتمردة على هادي باتت محاصرة تماما داخل صالات المطار ومكاتبه.
وفي عدن أيضاً، أفاد شهود عيان بأن الحوثيين قصفوا الأحياء السكنية في منطقتي المنصورة وخور مكسر بقذائف الدبابات، مما ألحق أضراراً جسيمة بالأبنية السكنية والممتلكات. وفي الوقت نفسه، قالت مصادر إن غارات للتحالف استهدفت القوات المتمردة في ميناء عدن ومصنع الغلال في ضاحية المعلا. وفي مدينة تعز جنوب غرب اليمن، تمكنت المقاومة الشعبية في جبل صبر من السيطرة على 3 مواقع عسكرية استراتيجية تطل على المدينة.
وتشهد شوارع مدينة تعز حالة شلل شبه تام، جراء النقص الحاد في المشتقات النفطية وفرارِ معظم الأهالي إلى الأرياف بسبب الوضع الأمني المقلق.
وتسود مدنَ محافظة مأرب حالةٌ من الهدوء الحذر، عقب مواجهات عنيفة اندلعت بين "المقاومة الشعبية" والحوثيين، تركّزت في صرواح غرب المحافظة.
في غضون ذلك، قُتل 8 من ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس اليمني المخلوع في هجوم للمقاومة الشعبية أسفر عن تدمير مركبة عسكرية في مدخل اللواء 15.
وفي تطور آخر، أكدت مصادر محلية في محافظة أبين مصرع أحد أبرز القيادات الميدانية لجماعة الحوثي المسلحة، والذي لقي مصرعه في محافظة أبين عصر أمس، حسبما ذكرت شبكة "بويمن" الإخبارية.
وذكرت مصادر أن العقيد خالد مجاهد الحيدري -أحد شيوخ منطقة الجبل بمحافظة عمران- قتل في معارك دارت بين المقاومة الشعبية وميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
وينتمي العقيد الحيدري إلى منطقة الجبل بمحافظة عمران، وهو نجل شيخ الجبل الشيخ مجاهد عزيز الحيدري.
يذكر أن الحيدري يعد من الشخصيات الرئيسة التي أسقطت محافظة عمران بيد الحوثي، وشارك في اجتياح العاصمة صنعاء في سبتمبر العام الماضي، ولقي مصرعه في محافظة أبين أمس.
من ناحية أخرى، قصفت القوات السعودية مواقع للحوثيين قرب قطاع الحرث في جازان على الحدود السعودية اليمنية، بعد إطلاق الحوثيين قذائف هاون.
من جهة أخرى، تظاهر مئات السكان في المكلا ضد تنظيم القاعدة الذي يسيطر على كبرى مدن محافظة حضرموت، جنوب شرق اليمن، منذ منتصف الشهر الماضي، بحسب شهود عيان. وانطلقت التظاهرة من أحد المساجد بعد أن حاول أحد عناصر القاعدة الاعتداء على إمام المسجد خلال صلاة العشاء، وفقاً للمصدر. ووجه عنصر القاعدة مسدسه إلى الإمام مهدداً إياه بالقتل إذا لم يتوقف عن انتقاد المجموعة الجهادية التي تتحكم بمختلف أوجه حياة سكان المكلا، بحسب توضيحات الشهود.
وردد المتظاهرون هتافات "لا قاعدة لا حوثي ياجنوبي صح النوم" كما نددوا بخالد باطرفي، الذي يعتبر زعيم تنظيم القاعدة في المدينة.
يذكر أن باطرفي تمكن من الفرار من سجن المكلا المركزي مع نحو 300 آخرين عقب اقتحام عناصر القاعدة السجن الشهر الماضي.
سياسياً، رحب مجلس الوزراء السعودي برئاسة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتعيين إسماعيل ولد شيخ أحمد مبعوثاً جديداً للأمين العام للأمم المتحدة إلى الجمهورية اليمنية، متمنياً له التوفيق والنجاح في مهامه ومساعيه.
في غضون ذلك، ذكرت وسائل الإعلام السعودية أن الرياض ستبدأ إجراءات لتصحيح أوضاع اليمنيين المقيمين على أراضيها بطريقة غير نظامية تطبيقاً لوعد التحالف الذي تقوده السعودية بـ "إعادة الأمل" إلى اليمن.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن بيان مشترك لوزارتي الداخلية والعمل أنه سيتم تصحيح أوضاع المقيمين بطريقة غير نظامية "بمنحهم تأشيرات زيارة لمدة 6 أشهر قابلة للتمديد". وأضاف البيان أنه سيسمح لهم "بالعمل وفق ما لدى الجهات المختصة من ضوابط، ويكون العمل بهذا الإجراء لمدة شهرين من تاريخ بدء التصحيح".
من ناحية أخرى، أكد المغرب والإمارات خلال زيارة للعاهل المغربي الملك محمد السادس إلى أبوظبي أمس أن "البلدين يتشاركان وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية ويدعمان الجهود الإقليمية والدولية في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة".
من جهته، قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إن القوات الخاصة التي تقاتل ميليشيا الحوثي في عدن هي قوات يمنية نشرت هناك قبل أسبوعين بعد إعادة تدريبها في دول خليجية عربية نافيا أن تكون قوات أجنبية.
وأضاف ياسين "إنها مجموعة من القوات اليمنية، ??دربناها ونرسلها لتنظيم الأشياء، ندرب المزيد حالياً ونرسل المزيد". من ناحية أخرى، أكد ياسين أن صالح ما زال يرغب في مغادرة اليمن لكن دول الخليج لن تلبي شروطه التي قال إنها تتضمن اصطحاب المئات من أتباعه ومنحه معاشاً.
وأضاف عبد الله "إنه طماع، إنه يطلب الكثير من الأموال ويطلب الكثير من الأتباع". وكانت حكومة هادي قررت عقد مؤتمر بين الجماعات السياسية اليمنية يوم 18 مايو الجاري في الرياض لكن الحوثيين وصالح رفضوا ذلك مما يعني عدم إتاحة الفرصة لإجراء محادثات سلام.
لكن ياسين قال إن عدة شخصيات بارزة من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي ينتمي إليه صالح وصلت إلى الرياض وتعهدت بالولاء لحكومة هادي مما يزيد من عزلة الرئيس السابق.
وقال ياسين إن من بين هذه الشخصيات وزير الاتصالات السابق أحمد بن داغر ومحمد الشايف أحد زعماء قبيلة بكيل وسلطان البركاني الأمين العام السابق لحزب المؤتمر الشعبي العام وحاكم صنعاء السابق عبد القادر هلال.
وأضاف أن موالين آخرين لصالح فروا أيضاً من اليمن وتخلوا عن رئيسهم السابق لكنهم لم يذهبوا إلى الرياض. وأوضح أن رئيس البرلمان اليمني يحيى الراعي اتصل بهادي ليعلن الولاء له وأنه يعيش في مكان غير معلوم.
وقال إن اللواء علي محسن الأحمر والذي كان من الشخصيات القوية ذات يوم في الجيش اليمني وذهب إلى السعودية العام الماضي مع تقدم الحوثيين لم يجر أي اتصالات مع حكومة هادي.
في أثناء ذلك أعدت حكومة هادي قائمة بأسماء نحو 50 سياسياً يمنياً مرتبطين بصالح وتتهمهم الحكومة بارتكاب جرائم حرب في الفترة التي سيطر فيها الحوثيين على صنعاء العام الماضي.
وقال ياسين "من يأتون إلى الرياض واياديهم ملطخة بالدماء اليمنية يجب ألا يعتقدوا أن وصولهم إلى هنا سيعفيهم من كل جرائمهم السابقة".
وقد كشفت مصادر مقربة من الرئيس هادي عن حدوث مزيد من الانشقاقات في صفوف قيادات حزب "المؤتمر الشعبي العام"، الذي يتزعمه صالح. ووفقاً لقناة "العربية"، يوجد 15 شخصية قيادية حالياً في العاصمة السعودية الرياض بعد أن غادرت صنعاء، لحضور مؤتمر الحوار اليمني المقرر منتصف الشهر الجاري في الرياض.
وفي وقت لاحق، أعلن الرئيس اليمني أن مؤتمر الحوار بين الأطراف اليمنية سيعقد في 17 مايو الجاري بالرياض.
وفي إيران، نقلت وكالة تسنيم للأنباء عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله إن طهران لن تسمح للقوى الإقليمية بتعريض مصالحها الأمنية مع اليمن للخطر وذلك في أقوى اعتراف حتى الآن بالتورط الإيراني في شبه الجزيرة العربية، بينما أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، أن إيران هي التي صنعت الجماعة الحوثية في اليمن بقوله إن "المقاومة اليمنية"، ويقصد جماعة الحوثي في اليمن، تعتبر اليوم آخر إنجاز للثورة الإيرانية، وإن "الحوثيين يتخذون من الثورة الإيرانية نموذجاً لمقاومة النظام المتسلط"، على حد تعبيره.