الرياض - (وكالات): أعلن خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «إنشاء مركز للأعمال الإغاثية لإغاثة الشعب اليمني ومركزه الرياض، بالتعاون مع الأمم المتحدة»، مؤكداً في كلمته في افتتاح أعمال القمة التشاورية لدول مجلس التعاون الخليجي بالرياض أمس أنه «وجه بتصحيح أوضاع اليمنيين في المملكة العربية السعودية».
واختتمت في العاصمة السعودية أمس أعمال القمة التشاورية لدول مجلس التعاون والتي ناقشت العديد من الملفات على الساحتين الإقليمية والعربية وفي مقدمتها الأزمة اليمنية، بحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كضيف شرف القمة. ورحب العاهل السعودي في كلمته خلال افتتاح القمة بالرئيس الفرنسي، مؤكداً أن «مواقف فرنسا تجاه المنطقة العربية إيجابية». واستذكر خادم الحرمين في كلمته «مآثر الملك الراحل عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، ودوره في رفعة مجلس التعاون».
وبدأ العاهل السعودي، الاجتماع بتلميح يكاد يكون واضحاً إلى إيران التي تعد البلد الخصم الرئيس إقليمياً لدول الخليج. ودان الملك سلمان التهديد الخارجي الذي يرمي إلى بسط السيطرة والهيمنة على المنطقة من خلال التحريض الطائفي. وشدد الملك سلمان على أن «منطقتنا تتعرض لأطماع خارجية، وقرار التدخل في اليمن جاء لوقف التدهور، وعمليات «عاصفة الحزم» حققت أهدافها». مشيراً إلى أن «عملية «إعادة الأمل» ترتكز على قرار مجلس الأمن الأخير». وتابع خادم الحرمين «نعلن تأسيس مركز للأعمال الإغاثية مركزه الرياض»، مشيراً إلى أنه «سنستمر في جهودنا لدعم اليمن بالإمكانات كافة». وأوضح الملك سلمان «حان الوقت لتطبيق مبادرة السلام العربية، وندعو الدول الكبرى لوضع قواعد صارمة تحول دون انتشار السلاح النووي، ونؤكد على عدم وجود أي دور لنظام الأسد في مستقبل سوريا، والقضية الفلسطينية ستبقى هي القضية الرئيسة والمركزية».
من جهته، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إن «التحديات التي تواجه دول الخليج هي ذاتها التي تواجهها فرنسا»، مشيراً إلى أن «المنطقة تواجه أطماعاً من دول خارجية»، مشدداً على أن «بلاده تقف إلى جانب الجهود التي تقوم بها دول مجلس التعاون الخليجي وأنها تريد أن تكون حليفاً قوياً وشريكاً ذا مصداقية لتلك الدول».
وقال هولاند في خطابه أمام القمة التشاورية لدول مجلس التعاون إن «فرنسا تؤكد دعمها للقوة العربية التي شكلتها دول المجلس في قمتها الأخيرة لأن الأخطار التي تواجهها هي نفسها التي تؤرق فرنسا».
وأضاف هولاند أن «فرنسا ستعمل? بقوة لإرساء الاستقرار في ?اليمن?»، داعياً إلى «تطبيق قرار مجلس الأمن الأخير حول اليمن دون تأخير»، مشيراً إلى أن «التهديدات التي تواجه الخليج تواجه باريس أيضاً».?
وتابع «اتفقت مع خادم الحرمين على تطوير اتفاقات الدفاع بيننا، وسنعمل على مساعدة المعارضة السورية المعتدلة». وأشاد الرئيس الفرنسي? «بدعوة العاهل السعودي الأطراف اليمنية للحوار في الرياض».
وقال «اتفقنا على ترقية اتفاق الدفاع إلى أعلى مستوى مع خادم الحرمين»، وأشار إلى أنه فعل نفس الشيء مع قطر التي زارها في اليوم السابق.
وأضاف هولاند أن «فرنسا تريد أن تكون حليفاً قوياً وشريكاً ذا مصداقية لدول المجلس»، موضحاً «نحن نفعل ذلك عن طريق توفير أحسن التكنولوجيا وتوفير السلاح الفعال».
وأكد هولاند أنه «يريد شراكة قوية مع دول المجلس، مؤكداً «استقلال فرنسا وسيادتها، مما يجعلها بلداً يمكن الوثوق به، ويعول عليه لأنه يقف عند التزاماته مهما تطلب الأمر».
وقال «أود أن أعمل على تعميق الشراكة معكم على كل المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وأن نريد تعميق الثقة بيننا».
وأشار إلى «تطابق السياسات فيما يتعلق بالأزمات العربية»، قائلاً «نحن نقف في سوريا إلى جانب المعارضة المعتدلة ولا نألو جهداً في مساعدتها وجمعها ودعمها من أجل السلام»، مضيفاً أن «فرنسا شريك في التحالف الذي يقاتل في العراق وأنها تسعى إلى وحدة العراقيين».
وأوضح هولاند أن بلاده تدفع إلى الوصول إلى اتفاق في ليبيا لعودة الاستقرار وإبعاد شبح الإرهاب، كما إنها تقف إلى جانب دول مجلس التعاون من أجل دعم الشرعية في اليمن وضمان «تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الذي شاركنا في صياغته». وعرج الضيف على الملف الإيراني، فقال «نعلم أن إيران جزء من مشاغلكم وأن أي اتفاق معها يجب أن يكون قابلاً للتطبيق والتحقق منه»، موضحاً أن «أي اتفاق يجب أن يمنع حصول إيران على السلاح النووي».
وقال إن «إيران يجب أن تتعهد بأنها لن تسعى للحصول على سلاح نووي، وأن حظر الأسلحة على إيران يجب أن يتواصل»، مضيفاً أن «فرنسا لا يمكن أن تقبل أن يكون أي اتفاق مع إيران سبباً لزعزعة الأمن في المنطقة».
يشار إلى أن الرئيس الفرنسي يشارك في القمة الخليجية كضيف شرف.
ويعد هولاند أول زعيم غربي يحضر قمة خليجية منذ قيام مجلس التعاون الخليجي عام 1981.ووصل هولاند إلى الرياض قادماً من الدوحة، حيث حضر أمس الأول مراسم التوقيع على صفقة بيع 24 طائرة فرنسية مقاتلة من طراز «رافال» لقطر بقيمة 7 مليارات دولار.وحال وصوله العاصمة السعودية، عقد هولاند جلسة مباحثات رسمية مع الملك سلمان بن عبد العزيز تناولت تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.وسبق القمة اكتمال وصول الزعماء والقادة إلى العاصمة السعودية، إذ وصل الوفد البحريني برئاسة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، والوفد الكويتي برئاسة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، والوفد القطري برئاسة أمير قطر الشيخ تميم آل ثاني، والوفد الإماراتي برئاسة نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والوفد العماني برئاسة ممثل السلطان قابوس بن سعيد، شهاب بن طارق.وكان في استقبالهم فور وصولهم إلى مطار الرياض، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، وعدد من المسؤولين السعوديين. وتسبق قمة الرياض القمة المرتقبة بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي والرئيس الأمريكي باراك أوباما في كامب ديفيد.