الرياض - (العربية نت): جدد قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمتهم الخليجية التشاورية، التي عقدت بالعاصمة السعودية الرياض أمس «دعوتهم لجميع اليمنيين لقبول دعوة الرئيس عبدربه منصور هادي، لبدء حوار ينهي الأزمة الراهنة في البلاد، بعد سيطرة المتمردين الحوثيين وميليشيات الرئيس السابق علي عبدالله صالح على السلطة في صنعاء، فيما أكدوا على «تأسيس علاقة طبيعية مع إيران على أساس عدم التدخل».
وقال وزير الخارجية القطري، خالد العطية، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، خلال مؤتمر صحافي في ختام أعمال قمة الرياض، إن «الدول الخليجية تأمل في تأسيس علاقات طبيعة مع إيران، على أساس حسن الجوار وعدم التدخل».
وبينما لفت إلى إعلان خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، عن تأسيس مركز في الرياض لتنسيق عمليات الإغاثة في اليمن، فقد أكد العطية أن قرار مجلس الأمن الأخير بشأن الأزمة اليمنية، يضع مسؤولية دعم الشرعية في الدولة العربية على عاتق المجتمع الدولي.
واعتبر الوزير القطري مشاركة الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في القمة الخليجية، دليلاً على دعم فرنسا للعمليات التي قامت بها قوات التحالف، الذي تقوده السعودية، لاستعادة الشرعية في اليمن، بعد استيلاء جماعة «الحوثي»، المدعومة من إيران، على السلطة في صنعاء.
كما لفت العطية إلى أن القمة الخليجية الأمريكية المقبلة، المقرر عقدها في منتجع «كامب ديفيد» بالولايات المتحدة، في 13 مايو الحالي، سوف تتطرق إلى مناقشة عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها ملف البرنامج النووي الإيراني، إضافة إلى الأزمة السورية. وأعلن العطية في البيان الختامي للقمة الخليجية التشاورية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي عن «مؤتمر للمعارضة السورية يقام في الرياض لرسم ملامح مرحلة ما بعد الأسد، والتأكيد على حل سياسي في سوريا بما يحقق رغبات الشعب».
وعبر البيان عن «تطلع زعماء الخليج للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 13 و14 مايو الحالي في أمريكا، وأن تسهم المباحثات في تعزيز العلاقات الوثيقة مع أمريكا في ظل التطورات والأحداث الجارية، وبما يعزز أمن واستقرار المنطقة.
وأشار البيان إلى «تأكيد قادة الخليج على مساندتهم للتدابير العاجلة التي تتخذها الحكومة اليمنية لمعالجة الوضع الإنساني الصعب والخطير الذي نتج عن الممارسات غير المسؤولة للميليشيات الحوثية وميليشيات الرئيس السابق علي عبدالله صالح».
وجدد قادة الخليج «عزمهم على مواصلة الجهود لدعم التنمية في الجمهورية اليمنية واستكمال ما تم اتخاذه من خطوات وإجراءات نحو تعزيز التكامل والشراكة بين منظومة مجلس التعاون واليمن»، مؤكدين «دعم دول المجلس لجميع الجهود لاستكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، تعزيزاً لأمن اليمن واستقراره».
وعبر قادة دول مجلس التعاون الخليجي من خلال القمة عن «مساندتهم جهود الحكومة العراقية من أجل المصالحة الوطنية، وتخليص العراق من تهديد تنظيم الدولة «داعش»، وتحقيق المشاركة الكاملة لجميع مكونات الشعب العراقي، عبر التطبيق الكامل لبرنامج الإصلاحات الذي تم الاتفاق عليه في الصيف الماضي».
وشددوا على «التعامل بكل عزم وحزم مع ظاهرة الإرهاب الخطيرة والحركات الإرهابية المتطرفة»، مثمنين جهود الدول الأعضاء في هذا الشأن على كافة الصعد، وأشادوا «بقدرة الأجهزة الأمنية بدول المجلس وما حققته من عمليات استباقية لقطع دابر هذه الآفة الخطيرة»، مؤكدين على «ضرورة وأهمية التعاون بين كافة دول العالم لمحاربة ظاهرة الإرهاب، والتزام دول المجلس بالاستمرار في المشاركة في التحالف الدولي لمكافحة «داعش».