المعارضة تحشد قواتها لمواجهة قوات الأسد و«حزب الله» في القلمون
الأسد: الجيش سيساعد جنوداً محاصرين على مشارف جسر الشغور
واشنطن: لا بد من رحيل الأسد من أجل تسوية مشكلة «داعش»
خبير عسكري: فرنسا زودت المقاتلين المعارضين في سوريا بالأسلحة سراً




عواصم - (وكالات): اعتبر الرئيس بشار الأسد في ظهور علني نادر له في دمشق أمس أن خسارة معركة في الحرب لا تعني الهزيمة، وذلك في أول إقرار ضمني له بسلسلة الخسائر التي تعرضت لها قواته خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال الأسد خلال زيارة إلى مدرسة بمناسبة «عيد الشهداء»، «نحن اليوم نخوض حرباً لا معركة»، مضيفاً «نحن نتحدث ليس عن عشرات ولا مئات بل نتحدث عن آلاف المعارك ومن الطبيعي في هذا النوع من المعارك والظروف (...) وطبيعة كل المعارك أن تكون عملية كر وفر ربح وخسارة صعود وهبوط كل شيء فيها يتبدل ما عدا شيء وحيد هو الإيمان بالمقاتل وإيمان المقاتل بحتمية الانتصار». وبرر الأسد انتكاسات لحقت بالجيش في الآونة الأخيرة بأنها جزء من طبيعة الحرب. وقال إن قواته ستتوجه إلى بلدة جسر الشغور الواقعة بمحافظة إدلب التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة لمساعدة جنود محاصرين على مشارفها.
وكان مقاتلون إسلاميون من بينهم مسلحو جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا قد سيطروا الشهر الماضي على بلدة جسر الشغور ليقتربوا بذلك من محافظة اللاذقية السورية التي تسيطر عليها الحكومة.
وذكر الأسد أن القوات السورية تشن حرباً دون هوادة وتحقق مكاسب لكنها اضطرت في بعض المرات للتراجع عندما استدعى الموقف. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارك تشتد حول المستشفى الواقع على المشارف الجنوبية الغربية لجسر الشغور حيث يحاصر مقاتلو المعارضة قوات الحكومة ومقاتلين متحالفين معها.
في السياق ذاته، تسود حالة من الترقب منطقة القلمون مع تصاعد التهديدات بمعركة وشيكة، فيما ذكرت تقارير أن مناوشات تدور حالياً في المنطقة بين فصائل المعارضة وقوات من «حزب الله» الشيعي اللبناني.
وأطلق تجمع «واعتصموا بحبل الله»، التابع للجيش الحر في سوريا، بالتعاون مع جبهة النصرة، معركة وصفت بـ«الاستباقية» ضد ميليشيات «حزب الله» المرابطة في منطقة القلمون، بريف دمشق، وقوات الأسد، تحت اسم «الفتح المبين»، فيما أشارت مصادر في المعارضة إلى تشكيل غرفة عمليات لـ»جيش الفتح» في القلمون على غرار إدلب.
ويضم تجمع «واعتصموا بحبل الله»، الذي تأسس في نهاية الشهر الماضي، أبرز فصائل الجيش الحر في القلمون، وهي لواء الغرباء، وكتائب السيف العمري، ولواء نسور دمشق، ورجال القلمون. وتأتي المعركة التي أطلقتها المعارضة، رداً على الحملة الإعلامية لحزب الله اللبناني، التي تمهد لـ«معركة القلمون الكبرى»، والتي يهدف من خلالها إلى «السيطرة على كامل مناطق المعارضة في القلمون».
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قد توعد بمعالجة الوضع في منطقة القلمون السورية بشكل جذري، حسب قوله. ورفض نصر الله خلال كلمته الأسبوعية تحديد زمان أو تفاصيل العملية التي ستتم في هذه المنطقة الحدودية مع لبنان. وأوضح أن هذه المجموعات تشكل خطراً على لبنان وتعتدي على الجيش اللبناني وتستمر باحتجاز الجنود اللبنانيين، وتهدد بقتلهم كما تقوم بقصف لبنان، على حد زعمه. في السياق ذاته، قال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري إن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يريد تنفيذ مهمة لا أخلاقية في القلمون.
وانتقد الحريري نصر الله في عدة تغريدات على موقع تويتر، بعد كلمة ألقاها زعيم حزب الله مساء أمس الأول. وقال زعيم تيار المستقبل «يقول نصر الله إن الذهاب إلى حرب القلمون أمر محسوم، وهو من يرسم حدود العملية وزمانها ومساحتها لأنها تكليف أخلاقي ووطني وديني».
وأضاف «نقول له أنت تكلف نفسك بمهمة لا أخلاقية ولا وطنية ولا دينية. أنت تتلاعب بمصير لبنان على حافة الهاوية»، مشيراً إلى أن نصر الله «يتعامل مع الحدود اللبنانية جنوباً وشرقاً وبقاعاً وشمالاً كأراض مملوكة لحزب الله يتحرك فيها على هواه ويبيع ويشتري الحروب كما يشاء».
وجاءت كلمة نصر الله التي علق عليها الحريري، بعد مقتل 3 من «حزب الله» بينهم قياديان، هما علي عليان وتوفيق النجار، في مواجهات بمنطقة القلمون بريف دمشق الغربي، في حين تحدثت مصادر الحزب عن مواجهات داخل الأراضي اللبنانية.
وفي الحسكة، شمال شرق سوريا، قتل 16 عنصراً من قوى الأمن الكردية في هجوم انتحاري نفذه انتحاريون في تنظيم الدولة «داعش»، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي محافظة القنيطرة جنوباً، نجح مقاتلو المعارضة على رأسهم جبهة النصرة في طرد «جيش الجهاد» المؤيد لـ «داعش» من كل المنطقة المحيطة بمعبر القنيطرة بعد 9 أيام من المعارك. ووثق المرصد مقتل 78 مقاتلاً من الطرفين منذ بداية المعركة.
من ناحية أخرى، أعلنت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور أن مشكلة تنظيم الدولة «داعش» في سوريا ومناطق أخرى من الشرق الأوسط لن يلقى حلاً طالما أن الأسد في السلطة.
وتابعت «من الأسباب التي تجعل المقاتلين الإرهابيين الأجانب يتدفقون إلى سوريا أنهم يريدون القتال ضد الأسد وأنهم يرونه يشن هجمات بالبراميل المتفجرة والكلور. لا يمكن الفصل بين الأمرين».
من جهة أخرى يؤكد كتاب بعنوان «في كواليس الدبلوماسية الفرنسية» يصدر في 13 مايو الجاري أن فرنسا سلمت أسلحة قتالية لمقاتلي المعارضة السورية في 2012 وذلك رغم الحظر الأوروبي الساري منذ عام 2011. وصرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لمؤلف الكتاب كزافييه بانون خلال مقابلة في مايو 2014 «لقد بدأنا عندما تأكد لنا أن الأسلحة ستكون في أيد أمينة. وفي ما يتعلق بالأسلحة الفتاكة، فإن أجهزتنا قامت بعمليات التسليم». وأضاف بانون وهو خبير في الشؤون الدبلوماسية والعسكرية أن فرنسا سلمت مقاتلي المعارضة المناهضة لنظام الأسد مدافع من عيار 20 ملم ورشاشات من عيار 12.7 ملم وقاذفات صواريخ وصواريخ مضادة للدبابات. وتابع بانون أن عمليات التسليم التي بدأت في الربع الثاني من عام 2012 لم تكن منتظمة وكانت تهدف إلى مساعدة المقاتلين أكثر منه إلى إحداث تأثير لتغيير مجرى المعارك.