ممارسة الرياضة وتناول الألياف أبرز طرق الوقاية من السكري
لابد من إجراء الفحوصات المخبرية لمعرفة وظائف الكلى والكبد ومستوى الكوليسترول بالدم
السكري يؤثر سلباً على القلب ويسبب تصلب الشرايين التاجية والدماغية



حاورها - وليد صبري:
كشفت استشاري طب العائلة وأخصائية أمراض السكري، بوزارة الصحة، ومستشفى رويال البحرين، د. أمل الغانم عن أن «%75 من المرضى المصابين بالسكري في البحرين يعانون من الضعف الجنسي ومشاكل في الانتصاب»، محذرة من «ارتفاع نسبة الإصابة بالمرض في المملكة، خاصة لدى فئة الأطفال، نتيجة العامل الوراثي، والضغوط النفسية، واتباع عادات غذائية غير صحية».


وأضافت د. الغانم في حوار لـ «الوطن» أن «هناك مجموعة من الطرق والوسائل لابد من اتباعها للوقاية من الإصابة بالمرض، أبرزها ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة إلى ساعة، من 3 إلى 5 مرات أسبوعياً، وتناول الوجبات الصحية الغنية بالألياف والخضراوات، وتجنب تناول الأغذية التي تحتوي على النشويات والسكريات والدهون، إضافة إلى ضرورة تجنب الضغوط النفسية».
وأوضحت أن «هناك نوعين من المرض، الأول، نتيجة عدم إفراز هرمون الأنسولين من البنكرياس، ويحتاج المريض في تلك الحالة إلى إبر الأنسولين، أما النوع الثاني فهو نتيجة زيادة الوزن، حيث تحدث مقاومة لعمل الأنسولين في الجسم، رغم أن معدله ربما يكون طبيعياً في الدم، لكن وجود كميات كبيرة من الدهون تؤدي إلى إعاقة عمل الأنسولين، ولذلك من الممكن أن تكون معدلات الأنسولين في الجسم طبيعية، لكن الدهون تعيق عملها ولا يستفيد منها الجسم، وفي حالات أخرى، تكون معدلات إفراز هرمون الأنسولين من خلايا البنكرياس «بيتا» قليلة، وبالتالي يمكن أن يصاب المريض بالسكري نتيجة النوع الأول أو الثاني أو الاثنين معاً».
وفي رد على سؤال حول أبرز العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالسكري، أفادت د. الغانم بأنها «تتضمن العامل الوراثي، وتغيير نمط الحياة، مثل قلة المشي، وقلة ممارسة الرياضة، وتناول الغذاء غير الصحي، خاصة الذي يحتوي على الدهون والسكريات والنشويات، إضافة إلى الضغط النفسي، والتقدم في العمر، كما إن الأشخاص فوق سن الـ40 معرضون لخطر الإصابة بالسكري، ولذلك ننصحهم بالكشف المبكر في محاولة لاحتواء أخطار المرض».
وقالت إن «أغلب مرضى السكري الذين يتعرضون لهبوط معدل السكري بالدم هم ممن يستخدمون الأنسولين»، موضحة أن «تناول جرعة زائدة من الدواء تؤدي إلى انخفاض معدل السكري في الدم، ولذلك لابد من تناول الغذاء، وممارسة الرياضة بانتظام إلى جانب تناول الأدوية في مواعيدها، وبالكميات التي يحددها الطبيب المختص».
وفي رد على سؤال حول المضاعفات الجنسية التي يسببها السكري على المريض، أفادت د. الغانم بأنها «أجرت دراسة واستبيان على 100 شخص بين سن الـ30 وسن الـ70، وأخذت 100 عينة منهم، وكانت النتيجة أن 75% من المرضى المصابين بالسكري وجدت أنهم يعانون من الضعف الجنسي، ولديهم مشاكل في الانتصاب، سواء بسيط أو متوسط أو كامل»، موضحة أن «هناك أسباباً لذلك منها، عامل الإصابة بالمرض، والسن، والضغط، والكوليسترول، والوزن».
ورأت د. الغانم أن «ضبط معدل السكري في الدم يعالج الضعف الجنسي ومشاكل الانتصاب، فكلما ضبطنا معدل السكري والضغط والكوليسترول كلما استطاع المصــاب بالسكـــري الحفـــاظ علــى قوتــه الجنسية».
وتابعت «يتسبب ارتفاع نسبة السكري بالدم?? مع مرور الوقت في تلف الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى اضطرابات تدفق? ?الدم، ومن ثمّ اضطرابات الانتصاب، ولعل أفضل علاج يتمثل في ضبط نسب السكري بالدم من خلال? ?المواظبة على قياسه، كما إن اتباع أسلوب حياة صحي له تأثير إيجابي،? ?ويشمل ذلك المواظبة على ممارسة الرياضة والأنشطة والحركة والتغذية? ?الصحية وإنقاص الوزن».?
وفي رد على سؤال حول أبرز النصائح للسيطرة على السكري وضمان حياة أفضل، نصحت د. الغانم «المريض بأن يتقبل المرض، ولابد من إجراء الفحوصات المخبرية لمعرفة وظائف الكلى والكبد ومستوى الكوليسترول في الدم، والالتزام بتناول الأدوية في مواعيدها بدقة، وعدم تغيير كمية الدواء إلا بإشراف الطبيب المختص».
وأوصت «بضرورة خفض الوزن، وتناول الوجبات الصحية، وممارسة الرياضة من نصف ساعة إلى ساعة من 3 إلى 5 مرات أسبوعياً، والإقلاع عن التدخين، والعناية بالقدمين، وزيارة طبيب العيون بشكل دوري ومنتظم، والسيطرة على مستوى السكري بالدم، والوقاية من عوامل الأخطار البيولوجية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وزيادة نسبة الدهون، والوزن، والسمنة، والابتعاد عن السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، مثل التدخين، والنظام الغذائي غير الصحي، والخمول البدني».
وأجملت د. الغانم أبرز أعراض الإصابة بالسكري، في «الشعور بالعطش، وفقدان الوزن، وكثرة التبول، وزغللة بالنظر، والإحساس بالتعب من أقل مجهود، وعدم وضوح الرؤية»، وقالت إنه «في مرحلة ما قبل السكري لا تظهر هذه الأعراض».
ولفتت إلى أن «أكثر أعضاء الجسم تأثراً بالإصابة بالمرض وإهمال علاجه، هي الأوعية الدموية الدقيقة والكبرى، حيث يتعرض المريض إلى الاعتلال ونزيف في شبكية العين، وقصور بالكلى والفشل الكلوي، ومشكلات بالقلب والجهاز العصبي والهضمي، إضافة إلى مشكلات في القدمين فيما يعرف بأمراض «القدم السكرية»».
وذكرت أن «المرض يؤثر سلباً على القلب ويسبب تصلب الشرايين التاجية والدماغية ونقص التروية الطرفية بأعراضها السريرية، مثل احتشاء عضلة القلب ونقص التروية الشريانية، والسكتة الدماغية».
وقالت إن «ارتفاع معدل السكري في الدم يؤدي إلى ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية والكوليسترول ما يتسبب في تجمع الدهون حول الكبد».
وأوضحت د. الغانم أن «المراكز الصحية تقدم خدمات نوعية مميزة للمواطنين والمقيمين المصابين بالسكري، جعلها تقترب من أن تكون مستشفيات أكثر من كونها عيادات صغيرة موزعة على محافظات البحرين، إضافة إلى افتتاح عدة عيادات مثل عيادات الأمراض المزمنة والتغذية وعيادات السكري، ما أسهم في إحداث نقلة مميزة على مستوى الخدمات الصحية المقدمة».
وأكدت أن «وزارة الصحة أولت مرض السكري جل اهتمامها، وسعت لتطوير السياسات والإجراءات الخاصة بالعناية بالمرضى، وتحسين جودة العلاجات اللازمة للعناية بالسكري من خلال خدمات الرعاية الشاملة للأطفال والبالغين المصابين، وتقديمها من قبل فريق صحي مختص في أمراض الغدد الصماء والسكري».
وقالت إن «المراكز الصحية بها أخصائيون سكري على أعلى مستوى، إضافة إلى توفر كافة أنواع الأدوية التي تعالج المرض، فضلاً عن برامج التوعية والتثقيف الصحي»، لافتة إلى أن «50% من مرضى السكري في البحرين لا يتناولون الأدوية بانتظام نتيجة نقص التوعية والتثقيف الصحي».
وحذرت د. الغانم من «زيادة نسبة الإصابة بالمرض في البحرين، خاصة لدى فئة الأطفال، والمصابين بالسمنة نتيجة اتباع نظام غذائي غير صحي، والإكثار من تناول السكريات والدهون والنشويات».
وأوضحت أنه «في حالة المرضى الذين لديهم استعداد وراثي، لابد من إجراء فحص مبكر»، مشيرة إلى أن «بعض الدراسات تتحدث عن ضرورة عدم تأخير استخدام الأنسولين خاصة لدى المصابين بالمرض لسنوات طويلة حتى لا تظهر مضاعفات السكري مبكراً، وبوجه77 عام، إن تأخير استخدام الأنسولين يؤثر سلباً على صحة مريض السكري». وشددت د. الغانــم علــى «ضرورة تناول الفواكــه والخضراوات والألياف خاصة خلال وجبتي الغداء والعشاء»، موضحة أن «الألياف تبطئ امتصاص السكر من الأمعاء».
ونصحـــت د. الغانم مرضى السكري «بضرورة اتباع تعليمات الطبيب المختص خاصة إذا كان مريض السكري يتابع في أحد المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة»، مشددة على «ضرورة الانتظام في إجراء التحاليل اللازمة خاصة تحاليل الصائم والمفطر، وتحليل السكري التراكمي». وأشارت د. الغانم إلى أن «المعدل الطبيعي للسكري يكون أقل من 7 ملليمول لكل لتر، لكن إذا بلغ معدل السكري أكبر من 8 ملليمول لكل لتر، فإن ذلك يعد مؤشراً على إصابة الشخص بالسكري».
وقالت إن «هناك دراسات تحدثت عن أن شرب القهوة يحمي من الإصابة بالسكري خاصة عند شرب كوبين من القهوة لا يحتويان على سكر»، مضيفة أنها «تنصح مرضى السكري بتناول الشاي دون إضافة سكر إليه»، مؤكدة أن «من يعانون من نقص فيتامين «د»، أكثر عرضة للإصابة بالسكري دون غيرهم».