الرياض - (وكالات): قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن «الرياض اقترحت أمس وقف إطلاق النار لمدة 5 أيام في اليمن لأغراض إنسانية» مشترطاً «التزام الحوثيين بها في كامل أرجاء اليمن وليس بمناطق محددة»، موضحاً أن «ذلك يتوقف على موافقة الحوثيين وحلفائهم على إلقاء السلاح أيضاً».
وعقد وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الأمريكي جون كيري، أول لقاء رسمي منذ توليه منصبه الجديد في 29 أبريل الماضي، ظهر أمس، في الرياض حيث بحثا إعلان هدنة في اليمن لمدة 5 أيام. وتناول اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى استعراض تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية. وقال الجبير في مؤتمر صحافي، مع كيري «اقترحنا أن يكون هناك وقف لإطلاق النار لمدة 5 أيام للتنسيق مع المنظمات الدولية لإيصال المساعدات الإغاثية للأشقاء في اليمن على أن يلتزم الحوثيون وحلفاؤهم بذلك وألا يقوموا بأعمال عدوانية في اليمن خلال هذه الفترة التي سيتم تحديدها قريباً بإذن الله بأدق تفاصيلها».
وشدد الجبير على أن «العدوان الحوثي يصعب من إغاثة اليمنيين، ولابد من ضمانات بألا ينتهك الحوثيون الهدنة الإنسانية»، مرحباً «بجهود الأمم المتحدة لجمع الأطراف اليمنية في أي مكان».
وقال وزير الخارجية السعودي إنه «بحث مع كيري التدخلات الإيرانية في المنطقة والمساعدات الإنسانية إلى اليمن». وشدد الجبير على أن «إيران لا يمكنها لعب دور في الملف اليمني»، موضحاً أن «دور طهران كان سلبياً للآن من خلال تسليح الحوثيين ودعمهم».
وأشار الجبير إلى أنه «لم يكن هناك اتصالات مع الحوثيين حول وقف إطلاق النار».
وتابع «أطلعت وزير الخارجية الأمريكي على حرص المملكة العربية السعودية في إيصال المساعدات الإنسانية لليمن، وتبرع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بمبلغ 274 مليون دولار، استجابةً لنداءات الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية لليمن، كما أطلعته على توجيهات خادم الحرمين الشريفين في إنشاء مركز الرياض لتنسيق الأعمال الإغاثية، ولكن للأسف حرص خادم الحرمين الشريفين، وحرص المملكة العربية السعودية على إيصال المساعدات للأشقاء في اليمن كان أمراً صعباً، بسبب استمرار العمليات العسكرية والعدوان الذي يقوم به الحوثيون وحلفاءهم في اليمن».
من جهته، أعلن كيري «تأييد بلاده للمؤتمر السياسي اليمني في الرياض، ومبادرة السعودية بالإعلان عن هدنة إنسانية لمدة 5 أيام»، موضحاً أن «وقف إطلاق النار هو الهدف الكبير للمجتمع الدولي».
وقال كيري إن «بلاده تؤيد عقد مؤتمر الرياض لإيجاد حل سلمي في اليمن».
وأضاف أن «أمريكا ستبذل كل الجهود لوقف تدفق الأسلحة إلى اليمن التزاماً بقرار الأمم المتحدة»، موضحاً أن «وقف إطلاق النار مشروط بموافقة الحوثيين والتزامهم ونحثهم على الالتزام لعدم فقدان هذه الفرصة».
ولفت كيري إلى أنه «لا توجد أي محادثات بين واشنطن والرياض حول تدخل عسكري بري في اليمن».
وذكر أن «بلاده ترحب بوقف إطلاق النار الذي يهدف إلى دعم جهود إيصال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني إلى جانب دعم عملية الحوار والتوصل لحل سلمي».
وتابع «نحث الحوثيين بقوة على عدم انتهاك الهدنة الإنسانية، وسنضاعف جهودنا لوقف تدفق السلاح إلى اليمن وفق قرار مجلس الأمن»، مشيراً إلى أنه «إذا وافق الحوثيون على وقف النار فإن الهدنة ستكون قابلة للتمديد».
وحول لقائه الرئيس اليمني قال كيري «أكدت للرئيس هادي على الحاجة لمفاوضات تشمل كافة الأطراف».
وفي الشأن الإيراني، قال كيري «نشعر بالقلق من أفعال إيران التي تسعى لزعزعة استقرار المنطقة، خاصة في العراق واليمن وغيرها من الأماكن».
ووصل وزير الخارجية الأمريكي إلى الرياض مساء أمس الأول لبحث «هدنة» محتملة في العمليات العسكرية في اليمن. ووصل كيري إلى العاصمة السعودية آتياً من جيبوتي والتقى بعيد وصوله ولي العهد السعودي محمد بن نايف بن عبدالعزيز. كما بحث خادم الحرمين الشريفين في مكتبه في قصر اليمامة في الرياض، أمس مع وزير الخارجية الأمريكي الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.
واستعرض الملك سلمان مع كيري الموضوعات المشتركة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وحضر الاستقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
كما اجتمع وزير الخارجية الأمريكي مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في الرياض أمس.