عواصم - (وكالات): جدد طيران التحالف العربي أمس غاراته على مواقع عسكرية يسيطر عليها الحوثيون في العاصمة صنعاء، وذلك في وقت تتواصل فيه الاشتباكات بين جماعة الحوثي والمقاومة الشعبية بمناطق مختلفة من اليمن، بينما أفاد التلفزيون السعودي الرسمي نقلاً عن الدفاع المدني أن قذائف جديدة سقطت على منطقة نجران أمس دون أي يؤدي ذلك إلى أي خسائر. وأفادت مصادر وشهود عيان بأن طيران التحالف جدد أمس غاراته على مواقع عسكرية يسيطر عليها الحوثيون في العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة غرب البلاد.
وقال شهود وسكان محليون في صنعاء لـ»الأناضول» إن مقاتلات التحالف شنت غارات جوية استهدفت موقع «فج عطان» الذي يضم ألوية الصواريخ في الجنوب الغربي للعاصمة، مما أحدث انفجارات عنيفة سمع صوتها في أماكن بعيدة، وذلك وسط إطلاق كثيف للمضادات الأرضية.
وفي الحديدة غرب اليمن، قال شهود عيان لـ «الأناضول» أيضاً إن مقاتلات التحالف استهدفت بخمس غارات جوية مواقع للدفاع الجوي والطيران في مطار الحديدة العسكري.
في هذه الأثناء اندلعت اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية ومسلحي الحوثي في منطقة دار سعد بمدينة عدن جنوب اليمن. ويأتي ذلك بينما اتسعت موجة النزوح في عدن في ظل ظروف إنسانية صعبة ومقتل عشرات النازحين بفعل قصف الحوثيين.
وفي نفس السياق اندلعت اشتباكات عنيفة بمنطقة الزنقل غرب تعز، حيث تصدت المقاومة الشعبية لمحاولات الحوثي وقوات صالح التقدم نحو مواقع تسيطر عليها المقاومة بالمنطقة.
كما شهدت عدة أحياء مواجهات بين الجانبين كان أعنفها بحي الجمهوري حيث أطلقت قوات الحوثيين قذائف من قلعة القاهرة باتجاه الحي، مما أصاب عدة مساكن مدنية بأضرار بالغة.
وقصف الحوثيون وقوات صالح أحياء أخرى بالمدينة أبرزها المسبح والروضة وجولة المرور، مما أوقع قتلى وجرحى من المدنيين، وفقاً لمصادر محلية بتعز.
إلى ذلك أفاد التلفزيون السعودي الرسمي نقلاً عن الدفاع المدني أن قذائف جديدة سقطت على منطقة نجران دون أي يؤدي ذلك إلى أي خسائر.
وقالت السعودية في وقت سابق إن كل الخيارات مفتوحة بما في ذلك العمليات البرية لوقف هجمات يشنها المقاتلون الحوثيون بقذائف مورتر على بلداتها الحدودية.
ولوقف القصف الحوثي نفذت ضربات في محافظة صعدة معقل المقاتلين المتحالفين مع إيران والواقعة قرب الحدود اليمنية السعودية وميناء ميدي الصغير.
وقال المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري «ممكن أن نكرر نفس عدد الطلعات القديمة التي نفذناها في عاصفة الحزم، عمل بري ممكن، جميع الخيارات مفتوحة لمنع ممارسات الميليشيات من القتل والخراب».
وقالت مصادر إن ميليشيات الحوثي قصفت منشآت في نجران بعدما أطلقت صواريخ وقذائف مورتر على المدينة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين مما أسفر عن مقتل 8 أشخاص.
وفي وقت سابق، طالبت الحكومة اليمنية مجلس الأمن الدولي بتدخل عسكري بري «لإنقاذ اليمن»، متهمة المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح المتحالفة معهم بارتكاب «فظائع».
وقال السفير اليمني في الأمم المتحدة خالد اليماني في رسالة إلى مجلس الأمن «نحض المجتمع الدولي على التدخل سريعا بقوات برية لإنقاذ اليمن، خاصة عدن وتعز».واتهمت الحكومة اليمنية في رسالتها المتمردين الحوثيين بارتكاب «فظائع» بينها استهداف مدنيين أثناء محاولتهم الفرار من البلاد، مشيرة إلى أنها «تدعو المنظمات الإنسانية الدولية إلى توثيق هذه الانتهاكات الهمجية ضد سكان عزل». واتهمت الرسالة الحوثيين خصوصاً بـ «استهداف كل ما يتحرك في مدينة عدن» وبمنع فرق الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى السكان و»بإطلاق قذائف المدفعية الثقيلة على عائلات تحاول الفرار من أحياء محاصرة» في عدن.
وأضافت الرسالة أن «الحكومة ستستخدم كل الوسائل لملاحقة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق صالح أمام القضاء الدولي بصفتهم مجرمي حرب».
وقتل 86 شخصاً كانوا يحاولون الهرب عبر البحر من القتال المستعر في عدن عندما أصابت قذائف الحوثيين عوامة ورصيفاً في ميناء للصيد في المدينة، بحسب ما أفادت مصادر طبية. في السياق ذاته، حذرت 22 منظمة إنسانية ناشطة في اليمن من أنها قد تعلق مساعداتها العاجلة في حال لم تفتح فوراً الممرات البرية والبحرية والجوية للسماح بالتزود بالوقود.