قال رسول الله صل الله عليه وسلم : «إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض» كما قال الرسول الكريم من «ترضون خلقه ودينه» ولم ينطق بالمال والجاه والوظيفة وكم يملك وما هي سيارته؟
يا أيتها الأم الفاضلة ويا أيها الأب الفاضل، أعيدوا النظر إلى قلوب بناتكم اللواتي يبكين دماً وحسرة على أعمارهن وشبابهن الذي ذهب سدى بسبب غلاء المهر!! لقد أصبحت البنت كقطع الذهب والماس واللؤلؤ حيث لا يستطيع الرجل الاقتراب منها. فقط تتلألأ عيناه ويرتعش قلبه.
كيف يصنع الرجل مجتمعه الخاص به؟ وكيف له أن يبني أجيالاً جديدة تنور المستقبل؟ هنا تبدأ المشكلة، عندما يذهب الشاب لخطبة بنت أعجبته، يطلب عليه مهر يعادل سعر سيارة!! لماذا كل هذه التعجيزات؟ هل هو سائق أم زوج؟!
أيها الأعزاء، ألا تعلمون بأن الزواج ستر للمرأة والرجل، حيث قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «ما بني بناء في الإسلام أحب إلى الله من التزويج». مثلما أن الدين يسر وكذلك الزواج يسر. هذه التعقيدات تمتد إلى ما بعد المهر، وقد يأتي دور الأم لتطلب «عرساً في فندق وسفراً لشهر العسل وحفل استقبال وسكناً خاصاً»! لم كل هذا التبذير؟ أهو موظف حكومي أم مدير؟ أهو رجل يعرف بأخلاقه وسماته أم مجرد رجل أعمال ثري؟
للأسف الشديد أنتم لا تنظرون إلى مستقبل بناتكم. كيف لها أن تعيش في وسط زحمة الديون، وكيف لها العيش على راتب تنهشه القروض ولم يتبق شيء من راتبة إلا القليل، ألم تنظروا إلى هذا اليوم؟ لا بد من الابتعاد عن التباهي بالمهر والعرس والاتجاه للتفكير بمستقبلها.
أختصر كلماتي بقول الله تعالى (ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً 49) سورة الكهف. ومقولة «كما تدين تدان» أي كما تجازي تجازى أي تجازى بفعلك وبحسب ما عمل. لابد من تيسير الزواج خصوصاً في وقتنا الحاضر، فالزواج أصبح حلم كل شاب.
وأعيد وأكرر، اتقوا الله في بناتكم وارحموا من طلب الستر والحلال، فنحن في زمن الزلات وكثر المعاصي، ارحموا أبناءكم من شر الشهوات، ولا تجعلوا للشيطان فجوة ليفسد أبناءكم وبناتكم الطاهرات، الله الله بالتيسير والمهر القليل. الزواج تعارف وتشارك بين الأعراف والأخلاق والسمات الحسنة وليس للمال والتباهي والضرب على الفؤاد بعد انتهاء مراسيم الزواج لتنهشهم مخالب الديانة والمقرضين.
علياء العميري
فريق البحرين للإعلام التطوعي