أكتب هذه الكلمات لكي نعي ونعلم أهمية الزواج وقيمته، وأهمية أن يكون سكنى للإنسان كما جاء في القرآن الكريم، احرص أخي الكريم على أن تجعل من بيتك جنة تشتاق إليها إذا ذهبت إلى العمل، أو في سفر خارج البلاد أو أي رحلة، تعلم أن يكون بيتك جنة مليئة بالورد والحب والتفاهم.
هذه رسالة بسيطة موجهة بصفة خاصة إلى كل زوج وزوجة سيطرت عليهما تطورات العصر الحديث وتحكمت في مجريات حياتهما، لأنهما استخدماها بطريقة خطأ فأصبحت البيوت ناراً مشتعلة تحرق كل ألوان السعادة الزوجية وتطفئ شمعتها وتهدم أساسها.
انتبه لأبغض الحلال عند الله ولا تستسهل الطلاق، احرص على أن يكون بيتك ذا رؤية مستقبلية وواجهة حقيقية لصد كل خطر قادم.
ثمة أمور شائكة تؤثر سلبياً على العلاقة بين الزوجين وتسبب الطلاق، فهو قضية اجتماعية بين زوج وزوجته حالت بينهما الظروف في استمرار الحياة بينهما مما يسبب الفراق بالمعروف ولا أحد ينكر أن هناك من يتحمل عبء الطلاق.
إن المتضرر الأكبر من الطلاق هي المرأة لما يسببه لها من جرح أليم وشرخ لا يطيب بسهولة، وما يخلفه لها من مشاكل نفسية مزمنة طويلة العمر لا تنسى بسهولة.
إن الطلاق يسبب ضرراً كبيراً للأطفال على حسب أعمارهم إن كانوا رضعاً أو أطفالاً أو مراهقين. لو تأملنا الوضع حالياً، ويؤكد أن الرجل في الغالب هو من يفرض الطلاق على المرأة وبشروطه التي يمليها حين يضيق عليها ويسيء معاملتها ويهدر حقوقها، وفي النهاية توافق لتتخلص من هذا الظلم، فمن هذه الشروط مثلاً أخذ الأطفال وحرمانهم من أمهم أو التنازل عن حقوقها.
ولو تأملنا إحصائيات الطلاق نجدها لافتة للنظر، فحالة طلاق واحدة تحدث في كل 3 زيجات، وفي المقابل ثمة كثير من النساء في انتظار مستقبلهن، فهن يخشين من نفس المصير لأنه لا يوجد حل جذري وصارم لتلك القضية.
نحن بحاجة إلى إنشاء ثلاثة أقسام خاصة داخل محكمة الأسرة، الأول للمحافظة على حقوق المطلقات والثاني للعناية بالأطفال من أبناء المطلقات والقسم الأخير بالإرشاد لكل شاب وشابة مقبلين على الزواج بعمل دورات تدريبية لهما لمدة شهر قبل الزواج إذا أمكن ذلك.

الناشط الاجتماعي
صالح بن علي