أوجه كلامي ونصيحتي من خلال هذه السطور للمطلقات والأرامل ومن فاتهن شيء من قطار الزواج (كما يقال)، ولأكون صريحاً جداً وواقعياً سأترك ما هو مفروض، وسأبتعد عن المثالية قدر الإمكان.
هذا الموضوع يتعلق بمستقبل هذه الشريحة الكبيرة من المجتمع وهي شريحة منسية في أغلب المجتمعات، لذا أتمنى أن أوفق في توصيل فكرتي والتي ربما يرفضها البعض لصعوبة تنفيذها أو لمخالفتها عرف البلد.
أقول وأخص بالذكر هذه الشريحة الغالية علينا إن مستقبلك أيتها المطلقة أو الأرملة والتي فاتها شيء من قطار الزواج بيدك أنت وبمحرك الفكر في عقلك، فمن الممكن علاج أي مفهوم خاطئ في المجتمع، المهم أنك تكونين قوية وجريئة وذات إرادة وصلابة في الرأي.
الثقافة البالية التي ترعرعت عليها منذ عشرات السنين حول مفهوم (لا ما باتزوج.. أبي أعيش حق اعيالي.. ما أبي أضيعهم.. ما أبي أحد غريب يغربلهم.. لا أنا كبيرة!! من يبيني؟!) مفهوم بالٍ وأثبت فشله.
ونسينا أو تناسينا أن الزواج ستر وغطاء وقوة للمرأة، فظل رجل أفضل من الوحدة والكآبة والتعب، خاصة وأن الأبناء سوف يكبرون، وسوف تبقين وحيدة في نهاية المطاف.
لماذا تحكمين على نفسك بالوحدة والعذاب وبهذه المعاناة؟! لماذا تواجهين الحياة وحدك؟! بل لماذا تحرمين نفسك من حقوقك وخصوصياتك وفطرتك التي فطرك الله عليها؟!
وأيضاً أوجه كلامي الخاص للتي فاتها شيء من قطار الزواج، فأقول وبملء فمي، لا تنتظري الرجال يطرقون باب منزلك (صعب هالأيام) اطلبي أنت الزواج، نعم.. لا تتعجبي من هذا الكلام، مثل ما فعلت أمنا خديجة رضي الله عنها وطلبت هي الزواج من الرسول عليه الصلاة والسلام.. بالرغم من كبر سنها وصغر سن الرسول الكريم!! وكذلك مثل ما فعل أمير المؤمنين عمر لما خطب لابنته حفصة وهي مطلقة.
فلا ضرر من البحث عن الزوج الصالح، ولا ضرر من أن يقوم ولي الأمر بالمبادرة والبحث.
عزيزتي المرأة، ابحثي أنت عن زوج صالح، وبطريقة شرعية، ولا تعيشي في الوحدة، ولا تجعلي من نفسك ضحية.
إن مفتاح التغيير بيدك يا سيدتي، فهل يمكنك نزع الغبار عن نفسك، لتعيشي حياتك في ظل شرع الله، بلا ندم أو حسرة.
عيسى الكواري