مراكز قيادة الحوثيين في صعدة تحت نيران التحالف
غارات التحالف تستهدف مراكز التحكم والسيطرة التابعة للمتمردين ببني معاذ
تدمير مصنع للألغام بصعدة القديمة وقصف مجمع الاتصالات بالمثلث
ضرب مركز قيادة الميليشيات بمذاب الصفراء
القوات السعودية تعلن كل طرق صعدة الرئيسة متاحة أمام المدنيين للمغادرة
قوات التحالف تعلن كل صعدة هدفاً عسكرياً
من الساعة 7 مساء الأمس
عواصم - (وكالات): شنت طائرات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» غارات على معاقل المتمردين الحوثيين في صعدة ومران شمال اليمن، بعدما دخل قرار قيادة التحالف تحويل المدينتين إلى منطقة استهداف عسكري حيز التنفيذ أمس، رداً على قصف المتمردين مناطق حدودية في المملكة.
وأظهرت صور تدمير مركز وبرج الاتصالات في صعدة بعد قصفه من قوات التحالف، كان تستخدمه جماعة الحوثي مقراً عسكرياً. وأفادت مصادر بأن قوات التحالف دمرت مقرين لقيادة الحوثيين، في منطقتي ضحيان ومذاب الصفراء شمال صعدة. وأشارت المصادر إلى أن طيران التحالف شن قصفاً هو الأعنف في مديريات رازح وشدا والظاهر وجبل ذي نمر بالمحافظة على الحدود مع السعودية. كما دكت طائرات التحالف مواقع المتمردين ودمرت مجمع حكومي حوله الحوثيون لمستودع أسلحة في الملاحيظ.
وكانت قيادة التحالف الذي تقوده السعودية دعت عبر منشورات أسقطتها طائراتها المدنيين إلى الإسراع بمغادرة صعدة، قبل الساعة السابعة مساءً، وقالت إن الطرق الرئيسة في صعدة ستتاح لمغادرة المدنيين حتى غروب شمس أمس. وأكدت أن كل صعدة هدف عسكري اعتباراً من الساعة السابعة مساء أمس. وكانت مصادر عسكرية سعودية قد أعلنت في وقت سابق أن مواقع الحوثيين في صعدة ستتعرض لقصف مستمر طيلة 24 ساعة من دون توقف. ونقلت القناة الإخبارية السعودية عن المتحدث باسم تحالف عملية «إعادة الأمل» العميد الركن أحمد عسيري قوله «وجهنا رسالة إلى أشقائنا المواطنين اليمنيين من خلال مختلف الوسائل الإعلامية بأن يبتعدوا عن المليشيات الحوثية والمعسكرات العسكرية التي تتحصن فيها حفاظاً على سلامتهم».
وأوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن طائرات التحالف شنت غارات على «مركزين للتحكم والسيطرة تابعين للمليشيات الحوثية ببني معاذ، ودمرت مصنعاً للألغام بصعدة القديمة». كما أكدت «قصف مجمع الاتصالات في المثلث بصعدة» المجاورة للسعودية.
وتابع المصدر أن الطائرات قصفت «مركزاً للقيادة الحوثية بمذاب الصفراء شمال صعدة، ودمرت مقر قيادة للحوثيين بمديرية ساقين بصعدة». إلى ذلك، قصف التحالف مدينة عدن التي تشهد مواجهات بين المتمردين وأنصار الرئيس هادي.
وقال مسؤولون إن 12 متمرداً قتلوا في الغارات في حين قتل 3 من أنصار هادي و3 مدنيين في معارك. وفي محافظة شبوة جنوب شرق اليمن، قالت مصادر محلية إن طائرات التحالف شنت 5 غارات جوية على الأقل في محيط مطار مدينة عتق وفي المدينة نفسها.
يذكر أن الحوثيين انطلقوا من صعدة في يوليو 2014 للسيطرة على مناطق واسعة وسط وغرب اليمن بينها العاصمة صنعاء.
وبدا التحالف العربي الذي يضم 9 دول في 26 مارس الماضي حملة جوية ضد الحوثيين ومن يحالفهم من أجل منعهم من السيطرة على اليمن إثر طلب من الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي.
لكن النزاع امتد إلى خارج حدود اليمن مع قصف المتمردين منطقة نجران السعودية المجاورة حيث استشهد 10 أشخاص الأسبوع الحالي، كما استشهد 12 جندياً سعودياً خلال تبادل لإطلاق النار على الحدود مع اليمن.
وضاعف الحوثيون في الأيام الاخيرة قصف الأراضي السعودية بعد أن كانت هجماتهم تستهدف المواقع العسكرية.
وقبل شن الغارات، كان المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري أعلن أن «المعادلة اختلفت (...) لكن المواجهة أصبحت تستهدف السعودية. سوف يختلف أسلوب التعامل مع المليشيات الحوثية التي ارتكبت أحد أهم أخطائها خلال الفترات الماضية».
وأكد أن «الاعتداء لم يكن له هدف عسكري بل كان يستهدف المواطن السعودي والمساكن حيث إن هدفه القتل لمجرد القتل».
وأضاف عسيري أن التحالف والقوات السعودية ستتخذ «الإجراءات التي تكون كفيلة بردع هذا العمل سواء بالنسبة للأشخاص الذين خططوا لهذا العمل أو المواقع التي انطلقت منها هذه العمليات والمدن التي تؤوي قادة من نفذوا هذا وخططوا له». ويتزامن التصعيد الجديد مع إعلان السعودية بمناسبة زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اقتراحاً لوقف النار مدته 5 أيام من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للسكان العالقين في النزاع الذي أدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص وعشرات آلاف الجرحى غالبيتهم من المدنيين، بحسب الأمم المتحدة.
ورحب كيري بالاقتراح، داعياً المتمردين إلى قبوله. ولم يصدر أي رد عن المتمردين. لكنهم لم يردوا أيضاً على اقتراح سعودي سابق حول وقف القتال لفترة محددة في اليمن حيث تصف الأمم المتحدة الأوضاع الإنسانية بأنها «كارثية».
إنسانياً، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» من أن القيود المفروضة على الاستيراد إلى اليمن تعيق إلى حد كبير العمليات الإنسانية وتعرض حياة آلاف الأطفال للخطر. وقال المتحدث باسم «يونيسيف» في جنيف كريستوف بوليراك «قد تنفد المحروقات خلال أسبوع. إذا استمرت القيود المفروضة على الواردات التجارية للأغذية والمحروقات فستؤدي إلى عدد أكبر من القتلى مما يخلفه الرصاص والقنابل خلال الأشهر المقبلة».
وقالت «يونيسيف» إن استمرار النقص في المحروقات والأغدية في اليمن سيهدد أكثر من 120 ألف طفل بشكل مباشر بسوء التغذية الحاد خلال الأشهر الثلاثة المقبلة بالإضافة إلى 160 ألف طفل كانوا يعانون أصلاً من سوء التغذية الحاد قبل نحو شهر.
وبسبب انهيار القطاع الصحي، يخشى أن يصاب نحو مليونين ونصف مليون طفل دون الخامسة بأمراض تسبب الإسهال، مما يهدد حياتهم، وفق «يونيسيف».
كما تهدد أمراض مثل التهاب الرئة والحصبة 1.2 مليون طفل بعد وقف حملات التلقيح في العديد من المراكز الصحية في مختلف مناطق البلاد، بحسب بوليراك.