الانتهاء من تخطيط مدينة الملك عبدالله الطبية الربع الأخير من العام الحالي889 طالباً وطالبة سعوديين يدرسون في البحريننظام «النقطة الواحدة» في البحرين طور الدراسة وتخصيص المنطقةمشاريع سعودية في البحرين لتعزيز السياحة العائلية والترفيهية والتعليميةالمستثمرون السعوديون يشعرون بأريحية في الاستثمار بالبحرينكتبت - نور القاسمي:توقع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى البحرين د.عبدالله آل الشيخ مباشرة العمل الفعلي في مشروع جسر الملك حمد خلال العامين المقبلين، كاشفاً أن البحرين ستشهد قريباً مشروعات واستثمارات تعزز السياحة العائلية والترفيهية والتعليمية من مستثمرين سعوديين من القطاع الخاص، وأن البحرين ستطبق خدمة «النقطة الواحدة» قريباً.وأكد السفير د.عبدالله آل الشيخ، في حوار مع «الوطن»، أن مشروع جسر الملك حمد اليوم في طور الدراسات الهندسية والفنية، وأن المناقصة أُرسيت على مكتب استشاري عالمي لدراسة الجدوى الاقتصادية وطريقة ربط السعودية والبحرين، وفي طور الانتهاء حالياً من التصاميم الهندسية والفنية للمشروع.وقال إن حكومتي البحرين والمملكة العربية السعودية حريصتان على ربط الشعبين اقتصادياً، إضافة إلى الروابط الأخرى التي لا تخفى على أحد، كالروابط الاجتماعية، والسياسية، والجغرافية، والعادات والتقاليد واللغة المشتركة.وبين أن الحكومتين ارتأتا أن يكون رابط الاقتصاد رابطاً أساسياً وجوهرياً ليعم الرغد والرخاء بين المواطنين، موضحاً أن الموافقة على إنشاء هذا الجسر جاءت من مشروع منظمة سكة الحديد الخليجية التي تربط دول مجلس التعاون ببعضهما البعض، مبيناً أنه تم البدء في العمل فيها في شمال المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، وجنوب دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة، على أن يبدأ العمل في الجانب المختص بعمان قريباً، ولأن يكون هذا الجسر هو ناقل لسكة الحديد ويتضمن مساراً للعربات فيه.ويعتبر جسر الملك حمد خطوة جديدة يشهدها مشروع القطارات الخليجي بعد إعلان خادم الحرمين الشريفين، إلى أن يربط المملكتين، البحرين بالسعودية، إضافة إلى جسر الملك فهـــــد القائم حالياً، والذي يربط البلدين ببعضهما برياً، الجسر الذي تبلغ التكلفة التقديرية لإنشائه خمسة مليارات دولار من المقرر أن تنتهي الدراسات المخصصة له مع نهاية العام الجاري على أن يتم التنفيذ خلال العام المقبل، ويتوقع أن يربط هذا المشروع الدمام السعودية بمدينة البديع البحرينية، يقدر طوله بخمسة وعشرين كيلومتراً بموازاة جسر الملك فهد القائم حالياً، ويشمل الجسر الجديد إضافة إلى مساري القطارات المخصصة للركاب والبضائع، مساراً ثالثاً للمركبات، في حين يرتبط قطار جسر الملك حمد بعد إتمامه بشبكة القطارات الخليجيــــة التي مــــنـ المقــرر أن تبدأ من الكويت مروراً بمدن عدة شرق السعودية، فالبحرين وقطر والإمارات وصولاً إلى سلطنة عمان بأطوال إجمالية تتجاوز الألفي كيلومتر.دعم الطلبة البحرينيينوقاـل السفير د.عبدالله آل شيـــخ إن سفارة المملكة العربية السعودية تقدم عدداً من البعثات للراغبين من الطلبـــة البحرينيين في الدراسة فـــي المملكة العربية السعودية سنوياً، عن طريق تقديم الطلبات في السفارة ويتم التواصل فيها مع وزارة التربية والتعليم البحرينية للتنسيق، مبيناً أنهم في الآونة الأخيرة أرسلوا عددا كبيراً من الطلبة إلى جامعة الملك سعود، وجامعة الإمام محمد بن سعود للدراسات الإسلامية وغيرها من الجامعات.أما حول عدد الطلبة السعوديون الذين يكملون دراستهم في البحرين فأضاف أن عددهم حالياً بلغ 889 طالباً وطالبة، منهم 435 طالباً، و454 طالبة، والمبتعثين الذين تنفق عليهم الدولة بلغ عددهم 500 طالب وطالبة، أما من يدرس على حسابه الخاص فعددهم 389، موضحاً أن 769 طالب بكلاريوس، و90 طالب ماجستير، و6 طلبة دكتوراة، منهم 388 طالباً في جامعة الخليج العربي، و352 في جامعة البحرين و125 في الجامعة الملكية للبنات.وبين أن المملكة العربية السعودية في الملحقية الثقافية بالسفارة تتكفل بصرف مكافأة شهرية للطالب ورسوم الجامعة وتأمين طبي إضافة إلى تذاكر سفر سنوية ومكافأة للمرافقين للطالبات المبتعثات، أو زوجات الطلبة المبتعثين وأولادهم.وأكد السفير السعودي أن من أكبر الأقسام في السفارة السعودية في أي بلد كان هو قسم شؤون السعوديين، حيث إن السفارة تدعمهم وتقدم لهم التسهيلات في جامعاتهم أو أعمالهم أو خدماتهم الحكومية في الدولة المستضيفة، وتعنى السفارة بجميع مشكلات المواطنين الإدارية والاجتماعية والشخصية حتى، لتشكل السفارة منزلاً لجميع السعوديين.مدينة الملك عبدالله الطبيةوأوضح أن المشاريع بين البلدين لم تتوقف، ولن تتوقف مستقبلاً مستشهداً بالـــدور الكبير الذي قدمه الصنــدوق السعودي لدعم المشاريع في البحرين، وبمشروع مدينة الملك عبدالله الطبية، التي هي من أحلام المغفور له بإذنه تعالى الملك عبدالله بن عبد العزيـــز آل سعود، وتحظى بمتابعة دقيقة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بعدما تبرع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الذي تبرع بقطعة أرض تبلغ مساحتها حوالي مليون متر مربع لبناء الجامعة، والمملكة العربية السعودية بأكثر من مليار دولار لبناء هذا الصرح الطبي، شاكراً للبحرين على كل التسهيلات والدعم الذي قدمته لإنشاء وتسهيل هذا المشروع.وبيــن أنه تـــم توقيــع عقـــد مــــع شــــركة «سعـــــــودي كونسلــــــت» لاستشـــــارات والتصاميم الهندسية، على أن ينتهي من مرحلة التخطيط في الربع الأخير من هذا العام ويباشر العمل بعدها.وفكرة إنشاء المدينة الطبية جاءت لتجسد التعاون الخليجي المشترك بتوجيه من عاهل المملكة العربية السعوديـــة الملك عبدالله بن عبدالعزيـــز آل سعـود ببناء هذه المدينة، وهو مشروع حيوي واستراتيجــي تنبثق منه عدة محــاور أولها خدمة التعليم الطبي ورفع نسبة التعليم في المنطقة وثانيها دعم العمل الخليجي المشترك للمساهمة الجماعية، وينبثق المحور الثالث من دعم عاهل المملكة العربية السعودية للخدمات الإنسانية والصحية والتي يستفيد منها جميع المواطنين وأبناء الخليج العربي، وستتكون هذه المدينة من مستشفى بطاقة استيعابية تتراوح من 200 إلى 300 سرير ومبنى لكلية الطب ومركز للأبحاث ومركز تدريب، إضافة إلى سكن خاص بالعاملين في المستشفى والطلبة والخدمات المساندة.وأشار إلى أن المركز الطبي الجامعي يحتوي على عيادات طبية في مجالات متخصصة يعمل بها نخبة متميزة من أعضاء هيئة التدريس من كلية الطب في جامعة الخليج العربي إضافة إلى خبرات طبية خليجية ودولية وتجهيزات طبية تقنية متقدمة لتقديم مستوى عال ونوعية متميزة من الخدمات الصحية، حيث يعتبر هذا المركز باكورة أولى أعمال مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية ومقره الأولي في مبنى مركز الجوهرة للطب الجزيئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية في دورين بمساحة إجمالية قدرها ثمانية آلاف متر مربع وسوف يحتوي المركز على 51 عيادة طبية في تخصصات مختلفة، ومختبرات طبية وأقسام أشعة مجهزة بأحدث التقنيات الطبية، بالإضافة إلى مركز جراحات اليوم الواحد.العلاقات البحرينية السعوديةوأشاد السفير السعودي بعمق العلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين الشقيقين (المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين) ووصفها بأنها «علاقات أخوية تاريخية ضاربة جذورها في عمق التاريــخ، تحظى بدعم واهتمام وحــرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وأخيه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وحكومتيهما الرشيدتين».وقال إن السفارة هي عبارة عن وسيط ما بين حكومة وأخرى، قاصداً هنا أنه سفير بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة البحرين، مؤكداً أن البلدين الشقيقين يحرصان على تعزيز وتوطيد آفاق التعاون المشترك بينهما في مختلف المجالات المتعددة.مشروع النقطة الواحدة وقال السفير آل الشيخ إنه يأمل خلال عام واحد، أن يتم تطبيق مشروع النقطة الواحدة في البحرين، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية قــد بدأت بتطبيــق خدمــة «النقطة الواحدة» فــي جسـر الملــك فهد، وأن هذا التطبيق اختصر نقاط العبور في منطقة الخدمات من 4 نقاط إلى نقطة واحدة لتوفير الوقت على المسافرين مقارنة بالإجراءات التي يُعمل بها حالياً، واليوم أصبح إنهاء الإجراءات للعبور من المملكة العربية السعودية إلى البحرين سهلة ولا يحدث فيها أي تعطيل أو تأخير في نقاط الجسر التي تتمثل في الجمارك والجوازات، خصوصاً أنه تم فتح جميع المسارات خلال اليومين الماضيين لتفادي وقوع الازدحام.وقال إن التطبيق في البحرين طور التنفيذ، حيث إن الشركة المسؤولة حالياً في مرحلة دراسة البيئة وتخصيص المنطقة، مؤكداً أن جميع الإمكانيات والموارد المالية والبشرية جاهزة فور الانتهاء من التخطيط.استثمار القطاع الخاص السعوديوبشر سفير خادم الحرمين الشريفين بأن البحرين ستشهد قريباً مشروعات واستثمارات من مستثمرين من القطاع الخاص من المملكة العربية السعودية، وأن السفارة في البحرين ترعى هذه الاستثمارات وتتلقى عدداً كبيراً من المشاريع المرغوب إقامتها في البحرين لتعزز السياحة العائلية والترفيهية والتعليميـــة فـــي المملكـــة وتخـــــدم المواطنين والمقيمين والسياح من وإلـى البحرين، وأضاف أن المستثمريــن السعوديين يشعرون بأريحية في الاستثمار في البحرين لما وجدوه من تعاون وتيسير من قبل الحكومة البحرينية لهم.الحج والعمرةوطمأن السفير السعودي كافة الحملات البحرينية لتنظيم الحــج والعمـــرة بـــأن البحرين ستحظى بتسهيلات خاصة لهذه المواسم، على أن تبقى حصصها كما تم الاتفاق عليه سابقاً نظراً لأعمال التوسعة في المشاعر المقدسة، حرصاً من خادم الحرمين الشريفين في خدمة زوار بيت الله الحرام.