فرحة كبيرة عاشها منتسبو المؤسسات العامة والخاصة بمناسبة اليوم العالمي للعمال، حيث احتفلت مؤسساتهم بهذه المناسبة تكريماً لهم وتقديراً لإسهاماتهم في تطور مؤسساتهم وارتقائها.
ونحن أيضاً نشيد بتلك السواعد المخلصة لمؤسساتها ووطنها، والداعمة لخطط التنمية والتطوير، بل المنفذة لها وصولاً لإنجازها، لتفخر في نهاية المطاف بما قدمت من خلال قدراتها ومهاراتها وأدائها.
وهنا نستذكر دور المسؤولين الذين يدعموننا كموظفين ويرفعون من قدراتنا ويمنحوننا فرص التمكين والتدريب الكافي لرفع كفاءتنا، ويشركوننا في عمليات التخطيط والتطوير وصنع القرار، ويؤسسون بيئة أسرية تجمعنا كموظفين على المودة بعيداً عما يعكر صفو العمل ويعيق الأداء، بل يعلمون جاهدين لرفع إنتاجيتنا وجودة مخرجاتنا وأدائنا المتقن، ولا يبخلون علينا كموظفين بما يرفع من عزائمنا مراعين الجوانب الاجتماعية في حياتنا.
وفي المقابل نستذكر دور أولئك المسؤولين الذين لا ينشغلون سوى بمصالحهم الخاصة وبما يحققونه لذواتهم، فتجد الواحد منهم يفعل كل ما بوسعه للإضرار بزملائه من أجل إبعادهم عن منافسته على منصب ما ليصعد على أكتافهم ويظفر به، ولكونه يقتات على بيئة التشتت والشللية والطائفية تجده يعمل على إشعالها بل إذكائها، ويتمرس في التنصت على زملائه لنقل أحاديثهم وما يخالجهم لرئيسه تقرباً له لكسب وده وترقيته لمنصب لا يحمل مؤهلاته ولا يتمتع بقدراته، بل الأسوأ أنه يستدرج زملاءه للإيقاع بهم من أجل توريطهم من جهة وفوزه بمحبة رئيسه وإبراز ولائه له من جهة أخرى، وإن دمر سلوكه هذا من حوله فلا يبالي مادام يحقق مبتغاه المادي والوظيفي.
هذا المسؤول لا يعيش سوى في بيئة المؤامرات والجوسسة وافتراء الحكايا وتشويه السمعة، لذلك ما أن يُعين عليه رئيساً لا تنطلي عليه تلك الألاعيب والسلوكيات الشاذة الرخيصة، تجده يتوه في أروقة المؤسسة ساعياً لكسب ود الزملاء محاولاً استجداء رضاهم لنسيان ماضيه المخزي، بل يتظاهر بدور المدافع عن حقوقهم ويتشدق بالآيات والأحاديث النبوية بعد أن تسبب في أذاهم بل وفصلهم من أعمالهم.
لذا تجد هذا النوع ينقلب في هذه الحالات على رئيسه لعدم قدرته على لعب دور البطانة السيئة له، كما ينقلب على زملائه الذين يفوقونه إمكانيات ومهارات لعدم قدرته على مجاراتهم، بل تراه ينضح بخوفه من أي مشروع تطويري أوعملية تغيير في هيكلية المؤسسة أو تحسين لجودة عملياتها وذلك يقيناً منه بتدني قدراته وخشية انكشافها.
ولهذا المسؤول ومن على شاكلته نقول «اتق الله» ولا تكن خالداً في غيك وظلمك، فما تلوثت به يداك في ماضيك كافية لتحمّلك وزر من أضررت بهم وبأسرهم ما حييت، فضلاً عن الإضرار بعملك ووطنك. فليس كل مسؤول يستحق موقعه خاصة إن كان قد بلغه بسلوكه المنحرف.إنها أمانة في العنق يوم تعرض على ربك بصحيفتك التي سوف تتمنى بأنك لم تملأها بخزيك.
جيهان الحسيني
970x90
970x90