قالت رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن الإبداع البحريني الأدبي استطاع على مدى عقود، وحتى اليوم، أن يبرز للبحرين، أسماءً أدبية ساهمت في إثراء المشهد الفكري في العالم العربي، فيما احتفت كل من هيئة البحرين للثقافة والآثار، وهيئة شؤون الإعلام وأسرة الأدباء والكتاب، بالشاعر الراحل عبدالرحمن رفيع عبر أمسية في الصالة الثقافية أمس، تكريماً لإبداعاته.
وأكدت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، خلال الأمسية بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والثقافية والإعلامية ومحبي الشاعر الراحل، أن البحرين فقدت برحيل الشاعر الكبير عبدالرحمن رفيع، قامة أدبية اتّخذت من الجمال طريقاً وأسلوباً للكتابة والحياة، مشيرة إلى أن النتاج الإبداعي للشاعر سيتذكره التاريخ وستبقى أفكاره وكلماته محفورة في ذاكرة الوطن.
وأوضحت أن الشاعر عبدالرحمن رفيع، استطاع أن يرفع بإبداعه وقدرته على التجديد في عالم الكلمة اسم البحرين عالياً.
وأضافت «اليوم نحتفي بشاعر وإنسان أثرى بالحب الذي حمله في قلبه للناس والبحرين حياتنا، أماكننا وتراثنا الشعري»، مؤكدة أن للشعر والشعراء دوراً بارزاً في إثراء الحراك الثقافي البحريني الذي يلقى احتراماً وتقديراً من قبل المتلقّين في كافة الدول العربية والعالم.
وقال وزير شؤون الإعلام عيسى الحمادي إن تكريم المبدعين يقع على عاتق كافة الجهات الرسمية، مضيفاً «يسعدنا أن نشارك في إحياء تكريم الراحل شاعر البحرين عبدالرحمن رفيع الذي نستذكر مناقبه وما قدمه من إبداع كي يضع اسم البحرين عالياً في كافة المحافل.
وأضاف عيسى الحمادي أن تاريخ البحرين الحديث يفخر أن يضع بصمة الشاعر الراحل في سجله الذهبي والذي تسهر عليه قيادة حكيمة تعمل على دعم الفن بشتى أشكاله.
بدوره، قال إبراهيم بوهندي في كلمة أسرة الأدباء والكتاب: «في هذه الأمسية لا نؤبِّنُ عبدالرحمن رفيع وإنّما نحتفي به لأن مثله ذكراهُ الجميلةُ لا تغادر وطنه مهما تباعدت عن يومِ رحيله الأيامُ والسنون»، مؤكداً أن روح الشاعر تتجلى في المفردات الأصيلةِ والصور الحيّةِ التي تُجسِّد حركةَ الحياةِ في التنقُّلِ بين أجيال الزمنِ الجميل وما بعدها.
وأشار بوهندي إلى أن الشاعر عبدالرحمن رفيع لن يغيب لأنه لم يكن بعيداً عن محيطه بما كان يستوحيه في تجاربه الشعرية، وليس في قصائده الشعبية فقط، بل في شعره العمودي الفصيح وفي قصيدة التفعيلة التي بدأت الكتابة بها قبل الشعراء الآخرين على مستوى الحركة الأدبية الحديثة في البحرين.
وعبّر عن تشرف الحركة الأدبية البحرينية أن يقترن اسمها باسم الشاعر رفيع، متوجّهاً له بالتقدير على إسهاماته الأدبية التي أثرت المشهد الثقافي البحريني ضمن مسيرته الإبداعية الخالدة.
وأعرب رئيس أسرة الأدباء والكتاب عن شكره لهيئة البحرين للثقافة والآثار، هيئة شؤون الإعلام وكل العاملين على إنجاح «هذه الفعالية المهمة».
الحضور في الصالة الثقافية، والذي بدأ بالتوافد قبل موعد الاحتفالية، كان على موعد مع إبداعات الشاعر وبعض من كلماته التي خطّها بيده مصحوبة بأشعار مسجلة بصوته وذلك ضمن معرض في بهو الصالة، كذلك استمع الجمهور إلى موسيقى أغنية «خضر نشلج» من عزف مجموعة من فرقة البحرين للموسيقى التي أضافت على الحفل لوناً مختلفاً لتترك في الحاضرين أثراً جميلاً مشابهاً لذلك الأثر الذي تصنعه كلمات رفيع.
أما الشاعران حسن كمال ود.عبدالله منصور، فألقيا أشعاراً في الشاعر الراحل عبدالرحمن رفيع، حيث أهدى الشاعر حسن كمال كلمات قصيدته لصديق حياته ورحلته الإبداعية الشاعر رفيع.
وقدمت هيئة شؤون الإعلام فيلماً وثائقياً عن حياة الشاعر الكبير وسيرته الاجتماعية، ومسيرته الإبداعية وحضوره الإعلامي.