عواصــم - (وكالات): بعــد 6 أسابيع من الغارات الجوية للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية بدأت تتعزز فرص الهدنة الإنسانية في اليمن إذ أبدى المتمردون الحوثيون استعدادهم لـ «التعاطي بإيجابية» في رد على إعلان الرياض، كما وافق حلفاؤهم عليها، بينما تواصل القوات المسلحة السعودية قصف كل تحركات أرتال وعربات مليشيات جماعة الحوثي قرب الحدود مع اليمن، كما ترد بالمدفعية الثقيلة على مصادر إطلاق النار في المناطق المتاخمة لمنطقتي جازان ونجران جنوب السعودية. في غضون ذلك، أعلنت السعودية وصول طلائع القوة الماليزية المشاركة في العمليات العسكرية لدعم الرئيس عبدربه منصور هادي بمواجهة الحوثيين في اليمن، مشيرة إلى أن عدد الدول التي باتت مشاركة في التحالف الذي تقوده الرياض ارتفع إلى 12.
ومن دون الإشارة مباشرة إلى إعلان السعودية هدنة إنسانية تبدأ غداً، أعلن الحوثيون استعدادهم لـ»التعاطي بإيجابية» مع جهود «رفع المعاناة» في اليمن، وفق ما نقلت محطة المسيرة التابعة لهم.
في المقابل وافقت القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والمتحالفة مع الحوثيين على اقتراح الرياض هدنة من 5 أيام تبدأ غداً. ويأتي ذلك بعد ساعات على قصف طائرات التحالف العسكري بقيادة السعودية منزل الرئيس السابق في صنعاء وبعد ليلة ثانية من الضربات المكثفة على مواقع الحوثيين في معقلهم الرئيس في صعدة شمال البلاد. وجاء في بيان للمجلس السياسي للمتمردين «سنتعاطى بإيجابية مع أي جهود أو دعوات أو خطوات إيجابية وجادة من شأنها رفع المعاناة».
وأضاف البيان «كما نشيد بجهود الدول الشقيقة والصديقة في رفع المعاناة عن الشعب اليمني»، في ما بدا إشارة إلى روسيا التي قدمت اقتراحاً لوقف إطلاق النار بداية الشهر الحالي لمجلس الأمن الدولي من دون أن تنجح في تمريره.
ونقلت الوكالة اليمنية للأنباء «سبأ» عن العقيد الركن شرف غالب لقمان المتحدث باسم القوات المسلحة الحليفة للحوثيين أنه «بناء على مساعي بعض الدول الشقيقة والصديقة في إيجاد هدنة إنسانية يتم خلالها فك الحصار والسماح للسفن التجارية بالوصول إلى الموانئ اليمنية وفتح المجال للمساعدات الإنسانية، فإننا نعلن موافقتنا على الهدنة الإنسانية التي تبدأ غداً».
وأعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن الهدنة الإنسانية الجمعة الماضي بدعم من واشنطن التي أمنت بدورها المساعدة اللوجستية للتحالف العسكري ضد الحوثيين.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأمريكي جون كيري في باريس الجمعة الماضي، أكد الجبير أن «الهدنة ستنتهي في حال لم يلتزم الحوثيون وحلفاؤهم بالاتفاق».
أما كيري فشدد على الهدنة ستبدأ غداً «شرط أن يوافق الحوثيون على عدم حصول أي قصف أو إطلاق نار أو تحرك للقوات أو مناورات لإعادة التمركز، أو أي نقل للأسلحة الثقيلة». وأكد أنها «التزام قابل للتجديد»، وفي حال صموده فإنه «يفتح الباب أمام احتمال تمديده». وكانت اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه صالح، أصدرت بياناً «رحبت فيه بالهدنة». وبالرغم من تخليه عن السلطة في فبراير 2012 إثر سنة من التظاهرات الدامية ضد حكمه، يتمتع صالح بتأثير كبير على القوات المسلحة وهو متهم بتسهيل سيطرة الحوثيين على صنعاء وأنحاء أخرى من اليمن خلال 2014 و2015. وشكلت تلك القوات هدفاً أساسياً للحملة الجوية التي سقط ضحيتها أكثر من 1400 قتيل، الكثير منهم من المدنيين، بحسب الأمم المتحدة.
وتأتي موافقة القوات الموالية لصالح على الهدنة التي ستؤدي إلى تعليق الضربات الجوية المستمرة منذ أكثر من 6 أسابيع، بعد ساعات على استهداف مقاتلات التحالف العسكري منزل الرئيس السابق في صنعاء. ولا يعتقد أن صالح كان موجوداً في منزله أثناء الغارتين. وكان مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات على صالح وابنه بسبب دعمهما للمتمردين وتقويض المرحلة الانتقالية منذ تخليه عن السلطة.
وشنت طائرات قوات التحالف لليلة الثانية على التوالي غارات مكثفة على صعدة معقل الحوثيين في الشمال بعدما كانت أعلنتها منطقة عسكرية برغم دعوات المنظمات الإنسانية لتجنب المدنيين الذين لم يستطيعوا الفرار قبل المهلة التي مُنحت لهم وانتهت مساء الجمعة الماضي.
واعتبرت الرياض أن المتمردين تخطوا «الخطوط الحمراء» بعد قصف استهدف مناطق سكنية حدودية في المملكة.
وتحدث سكان عن 15 غارة في كافة أنحاء محافظة صعدة. وكانت طائرات التحالف والمدفعية السعودية استهدفت بلدة مران أمس الأول معقل زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي. في الوقت ذاته، تواصل القوات المسلحة السعودية قصف كل تحركات أرتال وعربات مليشيات جماعة الحوثي قرب الحدود مع اليمن، كما ترد بالمدفعية الثقيلة على مصادر إطلاق النار في المناطق المتاخمة لمنطقتي جازان ونجران جنوب السعودية.
وتستمر المناوشات في مناطق مختلفة من الشريط الحدودي، حيث تنشط في الحدود ذات التضاريس الجبلية وخلال النهار، بينما تهدأ وتيرتها في المناطق الصحراوية وبعد غروب الشمس.
وقالت مصادر إن المدن ذات الكثافة السكانية جنوب السعودية تعيش وضعاً آمناً، موضحة أن القذائف التي تنطلق بين حين وآخر من الجانب اليمني تسقط في مناطق غير مأهولة.
وفي منطقة جازان، تحدث عمليات إطلاق نار متبادل بشكل متقطع وعنيف بين القوات السعودية وميليشيات الحوثيين بمناطق حجلة والرميح وجبل دخان. وكانت نجران تعرضت الأربعاء الماضي لسقوط 10 قذائف، حيث أصيبت دورية أمنية واستشهد قائدها، كما أصيبت سيارة مدنية مما أسفر عن استشهاد 4 أشخاص وإصابة 11 آخرين، بينما سقطت بعض القذائف في مدرسة ابتدائية وسجن ومقر قوة نجران الأمنية.
وردت القوات السعودية آنذاك باستهداف مواقع للحوثيين قرب الحدود المشتركة بواسطة طائرات الأباتشي، كما شن طيران التحالف الذي تقوده الرياض غارات على مقار للمسلحين في مدينة صعدة - معقل جماعة الحوثي - شمال اليمن مما تسبب في مقتل عدد من المسلحين.
وأمس، استهدفت طائرات تحالف إعادة الأمل لواء عسكرياً للحوثيين في أبين جنوب البلاد، في الوقت الذي أحرزت فيه المقاومة الشعبية تقدماً في الجنوب، وخاصة في تعز.
وقال شهود لوكالة الأناضول إن قوات التحالف شنت عدة غارات على مقر اللواء «15 مشاة» التابع للجيش الموالي للحوثيين بمديرية زنجبار. من جهة أخرى، أعلنت السعودية أمس وصول طلائع القوة الماليزية المشاركة في العمليات العسكرية لدعم الرئيس عبدربه منصور هادي بمواجهة الحوثيين في اليمن، مشيرة إلى أن عدد الدول التي باتت مشاركة في التحالف الذي تقوده الرياض ارتفع إلى 12.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن طلائع القوة الماليزية «وصلت إلى القواعد الجوية السعودية للمشاركة في تحالف دعم الشرعية في اليمن الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضمن مرحلة إعادة الأمل».
وبذلك تصبح ماليزيا الدولة الـ 12 في التحالف بعد السنغال التي أعلنت مشاركتها الأسبوع الماضي في التحالف عبر إعلان وزير خارجيتها مانكير ندياي للبرلمان السنغالي.
وأوضحت وزارة الدفاع السعودية أن مركز عمليات التحالف يجري تحضيراته لانضمام القوة الماليزية والسنغالية وطبيعة المهام التي ستوكل إليهما بمشاركة دول التحالف.
وأعلنت السنغال مطلع الشهر الجاري عن إرسال 2100 جندي لـ»حماية المقدسات الإسلامية» في السعودية. وبات الوضع الإنساني مقلقاً في اليمن، وفي ذات السياق، أعلن برنامج الأغذية العالمي أن سفينة تابعة للأمم المتحدة محملة بالوقود وصلت إلى اليمن بعد توقف توزيع الأغذية في بعض مناطق البلاد التي تشهد حرباً، بسبب نفاد الوقود.
ورست السفينة المحملة بـ 300 الف ليتر من الوقود والمعدات في ميناء الحديدة غرب اليمن على أن تصل سفينة ثانية في وقت لاحق كما قال البرنامج في بيان.
وكان البرنامج أعلن في 30 أبريل الماضي أن النقص في الوقود سيرغمه على وقف تدريجي لعمليات توزيع الأغذية في حين أن الوضع الإنساني يتفاقم.
وقال البرنامج إن وصول سفن جديدة «يمثل طوق نجاة لضحايا النزاع المدنيين». وقال برنيما كاشياب مدير البرنامج لليمن إن «هذا التقدم سيسمح لنا بالوصول إلى مئات آلاف الأشخاص الذين هم بحاجة ماسة إلى مساعدة غذائية». وأوضح أن «كمية أكبر من الأغذية والوقود متوقعة في الأيام المقبلة».
وسيوزع الوقود «على أكثر من 50 من الشركاء في المجال الإنساني» في الحديدة والعاصمة صنعاء. ويتوقع البرنامج زيادة عمليات التوزيع في المناطق الأكثر تضرراً «فور البدء بتطبيق وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية غداً».