اكتفى برشلونة بالتعادل السلبي على ملعب مضيفه إيه سي ميلان الإيطالي في القمة المثيرة التي جمعتهما، الأربعاء، بـ«سان سيرو» في ذهاب ربع نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا. ورأف العملاق الكتالوني بحال خصمه «اللومباردي» الذي عانى من غيابات متعددة في صفوفه حيث لجأ للعب بطريقة دفاعية ووضع أولوية عدم استقبال شباكه لأهداف رغم سيل الهجمات المتتالية من ليونيل ميسي ورفاقه، ليبقي أصحاب الأرض على حظوظهم في مباراة الإياب الأسبوع المقبل بمعقل البلاوجرانا في «كامب نو». لم يكن ميلان في حاجة لفترة لجس النبض، فكان عازمًا على تسجيل هدف مبكر لإرباك حسابات الضيف الكتالوني، وكاد أن ينجح في مبتغاه في الدقيقة الثالثة لولا رعونة الثنائي كلارنس سيدورف وروبينيو في هجمة مزدوجة، فالهولندي المخضرم سدد تصويبة غير متقنة في جسد المدافع جيرارد بيكيه على بعد خطوات من مرمى فيكتور فالديس، وبعدها مباشرة تراءت الكرة للمهاجم البرازيلي في وضعية انفراد لكنه سدد بغرابة في السماء. لكن رد البرسا كان قاسيًا، فلجأ أفضل لاعب في العالم ميسي إلى استخدام ألاعيبه في تفكيك دفاع الروسونيري بالمراوغة والتسديد من بعيد وتمرير كرات حاسمة لزملائه، وكاد زميلاه سيدو كيتا وداني ألفيش أن يفتتحا التهديف في محاولتين متتاليتين لولا عدم اتقان اللمسة الأخيرة أمام مرمى كريستيان أبياتي. وطالب لاعبو البرسا بركلة جزاء للتشيلي أليكسيس سانشيز بعد عرقلة من أبياتي في الدقيقة 16 وبعدها بدقيقتين سجل ميسي هدفًا غير شرعي من وضعية التسلل. واشتدت الإثارة حين أمسك أصحاب الأرض بدفة المباراة مجددًا حين أهدر زلاتان إبراهيموفيتش فرصة العمر من انفراد تام بمرمى فالديس، لكن الأخير تألق في التصدي لتسديدة أرضية ضعيفة من الهداف السويدي في الدقيقة 20. أظهر ميلان رهبة كبيرة من حامل اللقب في الشوط الأول، فانكمش دفاعيًا أمام مرماه ليمنح الفرصة للضيوف بتملك الكرة والاستحواذ المطلق عليها، فيما اكتفى العملاق اللومباردي بالهجمات المرتدة على استحياء. وفي مستهل الشوط الثاني واصل البرسا سيطرته وتهديده لمرمى أبياتي، وهذه المرة كانت المبادرة بتسديدة بعيدة المدى من أندريس إنييستا لكنها مرت بجوار القائم بقليل. ولكن مع مرور دقائق الشوط تسربت السيطرة من البرسا ليصبح الفريق اللومباردي أكثر خطورة. وبغرابة شديدة أهدر البديل الهولندي أوربي إيمانويلسون هدفًا كان في المتناول في الدقيقة 68 حين تسلل من الرقابة الدفاعية وأصبح في مواجهة ثنائية مع فالديس لكن رهبة الموقف جعلته يفقد صوابه ويبتعد بالكرة خارج منطقة الجزاء بعد ضغط الدفاع. ولعب أنتونيني مجدداً دور المنقذ فشتت من على خط المرمى تسديدة الهدف القاتل من سرجيو بوسكيتس قبل أربع دقائق من نهاية الوقت الأصلي. ثم وجه تشافي تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء في الثواني الأخيرة لكنها ضلت طريق المرمى، ليطلق بعدها الحكم صافرة الختام.