محال بالنسبة لمن باع حبه أن يتحاشى الوقوع في ذلك الفخ، إنها هي النفس الأمارة مستقر الشر تحاول أن تزين لك حل الخروج من مشكلة الخوف فتحول انتباهك عما هو الموجود في داخلك إلى ما بإمكانك أن تفوز به في خارجك، وهذا ليس بحل حقيقي للمشكلة لكنه يبدو وكأنه يريحك لقليل من الوقت.
قد يمنحك التحكم بالأشياء وفرض قوتك نوعاً من الرضى المؤقت وإحساساً قصيراً بأنك المحبوب والمقدر، قد يخفف ألمك لبرهة من الوقت، لكنه فقط لوقت قصير ثم عليك أن تغمض عينك من جديد لتتغاضى عن الحل الحقيقي.
حالما تختبر الفراغ والشك كإشارة لنهاية هذه الليلة، ستفكر بمواجهة جميع مشاعرك وعواطفك التي كانت تختبئ في الظلام، لأنها هي الأشياء الخفية التي تجعلها أضدادها مرئية . وأنت حينما تكتشف حقيقة ما تشعر به بدلاً من اختبار ما هو مفروض عليك الشعور به، ستستعيد عفويتك وأمانتك، ذلك الجزء المفقود فيك، فهذه الأحاسيس والمشاعر المكبوتة هي بوابة الدخول لذاتك، أن معانقتك لأحاسيسك ومشاعرك الحقيقية هي من يضع قدمك على بداية طريق الرحلة، طريق هجرتك اتجاه وعي أساس بنيانه هو القلب.
ستكون أنت مراقباً لأفكارك وعواطفك التي تتقاذف في داخلك في كل اتجاه حيث لن تدعها تمر دون سؤال، وهذا الذي سيمنح وعيك الوحدة والثبات، ولتفتح الستار تدريجياً عن نوافذ غرفتك المظلمة فتظهر أمامك جميع عواطفك ومخاوفك وجهاً لوجه، اللاتي كانت ليس بإمكانك السيطرة عليها وكانت تزرع الشك والاضطراب في طريقك، تحاول جرح قلبك، فلا تجزع إن هي فعلت وإلا فكيف للنور أن يتسلل إلى قلبك لينبض من جديد.

علي العرادي
أخصائي تنمية بشرية