السعودية تؤكد أهمية التزام الحوثيين بالهدنة الإنسانية
عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين بشبوة وتعز
انفجارات قوية إثر غارة على مخزن أسلحة قرب صنعاء
اللجان الشعبية الموالية للشرعية تتصدى للميليشيات في اليمن
زوارق صيد تنقل الحوثيين إلى عدن عبر البحر



عواصم - (وكالات): يواصل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية الضغط العسكري على المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، عبر قصف مواقع المتمردين في عدة مدن، فيما أرسلت الرياض تعزيزات من «القوة الضاربة» إلى حدودها مع اليمن، تمثلت في دبابات محملة بشاحنات عسكرية، بعد ساعات من تبادل عنيف للقصف المدفعي بين القوات السعودية والمقاتلين الحوثيين، بينما قتل مقيم باكستاني وأصيب 9 بينهم طفلة في قصف حوثي بقذائف على منطقة نجران السعودية، عشية بدء سريان هدنة مؤقتة لإيصال المساعدات الإنسانية للسكان.
وهزت انفجارات قوية العاصمة اليمنية صنعاء إثر غارة جوية للتحالف أصابت مخزناً للأسلحة والذخيرة تابعاً للتمرد الحوثي. واستهدفت الغارة المخزن الواقع في جبل نقم المطل على الأحياء الشرقية لصنعاء.
وقصفت طائرات التحالف مواقع الحوثيين في صعدة شمال البلاد، في حين يستمر القتال في عدن بين المتمردين و»المقاومة الشعبية» المؤيدة للرئيس الشرعي المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي.
وقال مصدر عسكري يمني إن «مقاتلات التحالف تساند المقاومة الشعبية على الأرض في التقدم نحو المدخل الشرقي لعدن والسيطرة عليه فيما تدور اشتباكات في حي العريش وغازي علوان المطلان على ساحل ابين».
كما ذكر المصدر أن مقاتلات التحالف استهدفت عربات عسكرية للحوثيين وحلفائهم في منطقة عدن.
كما قامت طائرات التحالف بسبع طلعات متتالية وقصفت مواقع للحوثيين قرب عتق كبرى مدن محافظة شبوة الجنوبية. وقصفت طائرات التحالف أيضأً مواقع المتمردين في تعز جنوب غرب البلاد وفي مأرب شرق صنعاء وفي حجة شمالاً والبيضاء غرباً.
كما استهدفت الغارات مبنى السجن المركزي في منطقة سناح بمحافظة الضالع الجنوبية، وهو مبنى حوله الحوثيون إلى ثكنة عسكرية لهم.
وكثف التحالف الغارات على معاقل الحوثيين في صعدة بشكل خاص لليلة ثالثة على التوالي. وكان التحالف صعد الضربات على المنطقة التي تعتبر معقل الحوثيين، منذ استهداف الأراضي السعودية انطلاقاً من صعدة.
وأظهرت صور تلفزيونية خاصة لقناة «الحدث»، وصول تعزيزات من القوة الضاربة في الجيش السعودي إلى الحدود مع اليمن، وبالتحديد في منطقة نجران.
وبحسب الصور المرفقة، فإن تلك القوة عبارة عن سرب كامل من المعدات العسكرية، والعناصر العسكرية في طريقها إلى أخذ مراكزها على الحدود لحمايتها من اعتداءات ميليشيات الحوثي، وكان آخرها أمس، بعد سقوط قذائف عشوائية على منطقة نجران، ونتج عنها مقتل مقيم باكستاني، وإصابة 9 بينهم طفلة.
وقال قائد وحدة القوة الضاربة في مداخلة مع قناة «الحدث»، إن من استهدف نجران لا يعلم فظاعة ما ارتكبه، وإن عناصر القوة معنوياتهم عالية.
وقال المتحدث الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة نجران إن فرق الدفاع المدني باشرت في «تمام الساعة 7:30 من صباح أمس بلاغاً عن تعرض مدرسة ومنزل سكني بجوارها في مدينة نجران لمقذوفات عسكرية من داخل الأراضي اليمنية». وأضاف «نتج عن ذلك استشهاد مقيم باكستاني تغمده الله بواسع رحمته، وتعرض طفلة سعودية و3 مقيمين من جنسيات مختلفة للإصابة، حيث تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، كما تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة الأوضاع وفق الخطط المعتمدة لذلك».
بينما ذكر الدفاع المدني في جازان تعرض أحياء سكنية بقرى حدودية بمحافظة الحرث لمقذوفات عسكرية من داخل الأراضي اليمنية، نتج عنه وفاة مواطن وتعرض آخر و3 مقيمين للإصابة تم نقلهم للمستشفى.
وفيما يتعلق بالمعارك على الأرض، أفادت مصادر بمقتل وإصابة العشرات من الحوثيين في شبوة خلال معارك مع المقاومة الشعبية التي تمكنت من استعادة السيطرة على منطقة المصينعة غرب عتق.
كما أفادت المصادر بمقتل وإصابة 15 من مسلحي الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في اشتباكات في تعز. وقالت تقارير إن المقاومة الشعبية في مدينة تعز سيطرت على مناطق جديدة كانت تحت سيطرة الحوثيين بينها شارع المرور ومبنى البحث الجنائي ومواقع عسكرية في المنطقة.
كما استمرت قوات اللجان الشعبية الموالية للرئيس الشرعي المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي في التصدي لمحاولة المتمردين التقدم في عدة مناطق، حيث أفيد بمقتل 11 حوثياً وتدمير دبابة في كمين بمدينة الضالع.
وأفاد شهود عيان من مدينة عدن بأن زوارق صيد قدمت من ساحل عمران تنقل متمردين حوثيين وصلت إلى ساحل حُقات في عدن، وأضاف الشهود أن الميليشيات المتمردة تواصل توافدها عبر البحر إلى المدينة.
في الأثناء، تواصلت الاشتباكات في أحياء كريتر وخور مكسر والمعلا، وقصفت المقاومة الشعبية مواقع الحوثيين في عدن.
من جانب آخر حققت المقاومة الشعبية تقدماً إلى مثلث العند في لحج بعد معارك عنيفة مع المتمردين، سقط خلالها عشرات المتمردين. وفي عدن وتعز تقوم ميليشيات الحوثي وصالح بقصف الأحياء السكنية، وتقتل المدنيين، وتهدم المنازل السكنية، فيما تجري اشتباكات عنيفة في بعض أحياء عدن وتعز. في غضون ذلك، حذرت الحكومة اليمنية موظفي الدولة من مغبة التعاون مع ميليشيات الحوثي في العبث بالمؤسسات وأجهزة الدولة وتوظيفها لأهدافها الانقلابية.
وفي مأرب، تمكنت المقاومة الشعبية من قتل وإصابة العشرات من ميليشيات الحوثي وصالح، وتدمير آليات عسكرية وأسلحة إثر مواجهات عنيفة في منطقة صرواح غرب محافظة مأرب، كما سيطرت المقاومة على عدة مواقع في جبهة صرواح. في الأثناء تشهد الجبهة الشمالية في منطقة مجزر مواجهات بالأسلحة الثقيلة، وذكرت مصادر أن المقاومة الشعبية دمرت عربة كاتيوشا ودبابة تابعة للحوثيين.
سياسياً، أكدت السعودية أهمية الالتزام بالهدنة الإنسانية التي ستبدأ اليوم باليمن لضمان تكثيف العمليات الإغاثية وسرعة تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني.
وشدد مجلس الوزراء السعودي الذي عقد برئاسة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمس، على أهمية التزام المتمردين بالهدنة الإنسانية، لضمان تكثيف العمليات الإغاثية وتقديم المساعدات لليمنيين.
وأعرب المجلس عن الترحيب بعقد مؤتمر الرياض تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي لكافة الأطراف اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره.
وشدد المجلس على البيان الصادر عن اللقاء التشاوري لـ 15 لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وما أكد عليه من مساندة للتدابير العاجلة التي اتخذتها الحكومة اليمنية لمعالجة الوضع الإنساني الصعب والخطير الذي نتج عن الممارسات غير المسؤولة للميليشيات الحوثية وميليشيات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ودعوة للمجتمع الدولي إلى الإسراع في تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للجمهورية اليمنية.
وشدد مجلس الوزراء على مضامين كلمة العاهل السعودي في حفل افتتاح الدورة الـ 22 للمجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وما اشتملت عليه من تأكيدات من أن السعودية لم يكن لديها من غرض في «عاصفة الحزم»، التي لقيت تأييداً عربياً وإسلامياً ودولياً واسعاً، سوى نصرة اليمن والتصدي لمحاولة تحويله إلى قاعدة تنطلق منها مؤامرة إقليمية لزعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة.
واستنكر مجلس الوزراء الاعتداء الذي تعرضت له مدينتا نجران وجيزان من الميليشيات الحوثية باستخدام صواريخ «الكاتيوشا» وبعض الراجمات التي استهدفت المساكن والمزارع والمدارس والمناطق الخدمية، منوهاً بالعمليات التي نفذتها القوات المسلحة السعودية بمشاركة قوات التحالف رداً على التهديد الذي تعرضت له المدينتان، ولمنع المعتدين من الاقتراب من حدود المملكة.
من جهة أخرى حذرت الحكومة اليمنية منتسبي الجهاز الإداري للدولة من مغبة التعاون مع ميليشيات الحوثي في العبث بالمؤسسات وأجهزة الدولة والعمل معها، وتوظيف أجهزة الدولة لأهدافها الانقلابية، مؤكدة أنه سيتم محاسبة كل من يعبث بمؤسسات الدولة، ويسهل للميليشيات السيطرة على مقدرات البلاد.
وتأتي هذه التطورات عشية هدنة إنسانية أعلنها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الجمعة الماضي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين، وذلك بدعم من واشنطن التي تؤمن بدورها المساعدة اللوجستية للتحالف العسكري ضد الحوثيين.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأمريكي جون كيري في باريس، أكد الجبير أن «الهدنة ستنتهي في حال لم يلتزم الحوثيون وحلفاؤهم بالاتفاق».
وأكد الحوثيون استعدادهم لـ»التعاطي بإيجابية» مع جهود «رفع المعاناة» في اليمن، وفق ما نقلت قناة «المسيرة» التابعة لهم.