كتبت - مروة العسيري:
طالب برلمانيون باستحداث مكتب في مجلسي النواب والشورى ينظم العلاقات البرلمانية مع الخارج، لافتين إلى أن الأهداف المحققة من الوفود البرلمانية المتوجهة للخارج ليست بالمستوى المطلوب خاصة بعد الأزمة.
وارتأى البرلمانيون في لقاء بديوانية جمعية الصحافيين، ضرورة رسم خطة استراتيجية لتحديث طريقة عمل مجلسي النواب والشورى، والتركيز على أهمية توطيد العلاقات مع صناع القرار في الدول المتقدمة.
ولفت رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني إلى ارتباط أحزاب في البرلمانات العالمية بسياسات دول أو هيمنة نشطاء، مبيناً «إنه وصلت للنواب برقية من دولة أوروبية لتأجيل زيارتنا لهم، وتبين بعدها أن الضغط جاء من أحزاب موجودة في تلك الدولة عبر نشطاء بالبحرين».
وقال الظهراني إن هناك وفد آخر في جنيف، والمشاركون أعجبهم موقف من إحدى النائبات في مجلس برلماني أوروبي، وبنية طيبة من أحد المشاركين بالوفد، أشاد بها عند عودته إلى البحرين، وخلال ساعة اتصلت به، وقالت له «أنت ذبحتني أنت حرقتني لماذا تذكر اسمي؟».
وأكدت عضو مجلس الشورى جميلة سلمان «أن الوفود المسافرة للخارج تعمل بجد واجتهاد، ولكن ما تحققه من أهداف قد لا يتناسب ووضع البحرين».
اقترحت سلمان على مجلسي النواب والشورى إعادة النظر في طريقة العمل الخارجي وبناء العلاقات البرلمانية الدولية، موضحة «أن وجود مكتب علاقات عامة دولية في المجلسين بات ضرورة لا مجال للتغاضي عنها، خاصة أن الهدف الأساس من مشاركة الوفود بشكل عام بناء العلاقات مع الشخصيات المؤثرة على الرأي العام في دولها».
واستدركت «هذه العلاقة تنتهي بين الشخص والنواب أو أعضاء الوفد بمجرد رجعوهم من السفر، وغالباً ما يكونون مشغولين في لجان المجلس والعمل التشريعي بعد رجوعهم من السفر».
ودعت سلمان إلى إنشاء المكتب واختيار الموظفين المناسبين للعمل فيه، وإعداد خطة استراتيجية واضحة ورفده بالموازنات المناسبة لتحقيق أهدافه.
واعتقدت سلمان «أن الموازنات الحالية يراها البعض مبالغ فيها وأنه لا يوجد هدف من وراء سفر البرلمانيين، ولكن بتحديث وتطوير طريقة العمل والاستراتيجيات قد تكون هذه الكلفة قليلة مقارنة بكم الأهداف المحقق».
وأضافت «أزمة البحرين أثبتت أهمية هذه العلاقات، بعد أن استغل من يدعي المعارضة هذه القنوات التي أتاحها البرلمان لبناء علاقات مع أعضاء في البرلمانات الأوروبية هم أنفسهم كانوا ينظمون ندوات مسيئة ومشوهة لصورة البحرين، وهذا ما شهدناه من خلال مشاركتنا في عدة محافل دولية».
ولخصت المشكلة الأساسية لهذه الوفود البرلمانية في عدم استمرار العلاقات المكونة بين البرلمانيين البحرينيين والشخصيات المتعرف عليها، داعية لجان الصداقة بمجلس النواب إلى إبراز منجزاتها العملية على صعيد سفراتها للخارج.
وأوضحت سلمان «أن لجان الصداقة بمجلس الشورى شكلت ولكنها لم تمارس عملها بعد، وتباشر هذه اللجان أعمالها في الدور المقبل».
واعتبر النائب عادل المعاودة في إحدى الجلسات الماضية تقارير الزيارات البرلمانية مهمشة، وأنها لا تأخذ وقتها المستحق إذ دائماً ما تدرج في ذيل الجدول رغم أهميتها، فيما نبه نواب آخرون إلى ضرورة تفعيل جهاز الإعلام بالمجلس لإيضاح ما يتم في إطار الزيارات الرسمية.
من جانبه قال النائب د.جمال صالح «إن السفرات البرلمانية ضرورية وتحقق عدة أهداف، فالتواصل مع البرلمانات والهيئات الخارجية بحد ذاته مكسب، وإيصال رسائل الشعب البحريني عن طريق من انتخبوه إلى الخارج ضروري خصوصاً لمساندة السفارات في عملهم».
واقترح جمال صالح خفض كلفة السفرات بتقليل عدد أعضاء الوفد المشارك وتحديد النائب المناسب للسفر، ممن لديه المهارة في اللغة وقدرة التواصل مع البلد المستضيف.
وأضاف صالح «على سبيل المثال أنا سافرت مرة واحدة فقط خلال سنتين، وكان الوفد مكوناً من 3 نواب وإداريين اثنين».
وأعرب عن اعتقاده أن «أن نجاح أي زيارة يتطلب الترتيب المسبق وتزويد الوفد بكافة المعلومات اللازمة عن طريق موظفين مختصين بالعلاقات الدولية»، داعياً إلى تزويد صناع القرار في الدول المستضيفة بنتائج مراكز الدراسات والبحوث لتساعدهم على اتخاذ القرار المناسب وتكوين صورة صحيحة عن البحرين مزودة بالوثائق والمعلومات والأرقام الصحيحة».