وزير الخارجية السعودي: القمة تركز على 3 محاور تتضمن التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات الإقليمية ومنها التدخلات الإيرانية
الهدف من القمة الانتقال بالعلاقات القوية والاستراتيجية بين دول المجلس وأمريكا لمستوى أعلى
خادم الحرمين لم يكن بوارد توجيه رسالة توبيخ للإدارة الأمريكية بعدم حضور القمة
أوباما يهاتف خادم الحرمين لبحث تحضيرات قمة «كامب ديفيد»
الرياض - (وكالات): أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن «القمة الخليجية الأمريكية التي ستعقد بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي والرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض وفي منتجع كامب ديفيد اليوم وغداً ستركز على التحركات العدوانية من جانب إيران في المنطقة»، مضيفاً «نرى دعماً إيرانياً لمنظمات إرهابية وتسهيلاً لأعمال منظمات إرهابية لذلك سيكون التحدي هو في كيفية تنسيق الجهود الخليجية الأمريكية بشكل جماعي من أجل مواجهة هذه التحركات العدوانية من جانب إيران».
وأوضح أن «القمة ستركز على 3 محاور رئيسة هي التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات الإقليمية، ومن ضمنها التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة»، مؤكداً أن «مشاركة ولي العهد السعودي وولي ولي العهد السعودي في حدث خارج السعودية في نفس الوقت أمر غير مسبوق، ودليل على الأهمية التي توليها المملكة للقمة».
وبين أن «الهدف من القمة هو الانتقال بالعلاقات القوية والاستراتيجية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية إلى مستوى أعلى».
وأشار إلى «تعزيز التعاون العسكري بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج العربي، وهذا يتضمن تسهيل نقل التقنية والسلاح والتدريب والتمارين المشتركة وتعزيز القدرات العسكرية لدول الخليج، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات الفنية في هذا السياق».
وتابع الجبير أن «المحور الثاني يتناول مكافحة الإرهاب ومناقشة المزيد من الإجراءات لتعزيز العلاقات الثنائية في هذا الجانب، كما يتعلق المحور الثالث بكيفية مواجهة التحديات الإقليمية وكيفية المضي قدماً في ما يتعلق بالأوضاع في لبنان وسوريا والعراق واليمن وليبيا وتعزيز جهود الجانبين بخصوص تحقيق الاستقرار في هذه الدول، وكيفية مواجهة تدخلات إيران في شؤون المنطقة في كل من لبنان وسوريا واليمن وفي أماكن أخرى من المنطقة».
وأضاف «نرى دعماً إيرانياً لمنظمات إرهابية وتسهيلاً لأعمال منظمات إرهابية، لذلك سيكون التحدي هو في كيفية تنسيق الجهود الأمريكية الخليجية بشكل جماعي من أجل مواجهة هذه التحركات العدوانية من جانب إيران».
وأشار إلى أن «الجانب الأمريكي سيقدم للجانب الخليجي شرحاً عن مباحثات الملف النووي الإيراني».
وقال إن «مجالات المحادثات خلال القمة، وهي الشؤون الأمنية والعسكرية والمحاور الأخرى التي أشرت إليها، هي من مسؤوليات ولي العهد ووزير الداخلية المسؤول عن الأمن ومكافحة الإرهاب ووزير الدفاع المسؤول عن الشؤون العسكرية، وعقد القمة يعبر عن الاتفاق بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بنقل العلاقات بين أمريكا ودول الخليج العربي إلى مستوى مختلف».
وذكر أن «القمة ستركز على استكشاف وسائل تعزيز العلاقات الأمريكية الخليجية ونقلها إلى مستوى أعلى مما كانت عليه في الماضي»، مشيراً إلى «توقعه بوجود مجموعات عمل ضمن القمة تعمل على عدد من القضايا مثل العسكرية والأمنية ونقل التقنية وتكثيف التدريبات العسكرية والتمارين المشتركة».
وأضاف «لدى المملكة العربية السعودية علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1945 وتزداد قوة ومتانة مع الوقت ولا يوجد لدينا شك في التزام الولايات المتحدة الأمريكية بأمن المملكة العربية السعودية».
وفي رد على سؤال عن طرق مواجهة التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة، أوضح وزير الخارجية «كلا الجانبين السعودي والأمريكي ينظر إلى أفضل ما يمكن أن يقوما به معاً لمواجهة أنشطة إيران السلبية في الشرق الأوسط، وما الذي يمكن أن نقوم به لمواجهة ما تقوم به إيران في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن، لدينا بعض الأفكار التي سنقدمها، وأنا متأكد من أن الإدارة الأمريكية لديها أيضاً بعض الأفكار التي ستقدمها في قمة كامب ديفيد».
وقال إن القمة ستركز على الصراع في سوريا والعراق والقتال في اليمن.
وشدد الجبير في مقابلة مع قناة «سي إن إن» الأمريكية على أن «خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لم يكن بوارد توجيه رسالة توبيخ للإدارة الأمريكية بعدم حضور قمة كامب ديفيد، بل إن الظروف المتصاعدة في اليمن أوجبت ذلك»، مؤكداً أن «التزام أمريكا بالعلاقات مع السعودية صلب كالصخر ولم يتبدل»، رافضاً «الدخول في تفاصيل حول إمكانية طلب وضعية حليف من خارج حلف شمال الأطلسي «الناتو»».
وتابع الجبير «لقد شرحنا الوضع إذ إننا أعلنا عن هدنة إنسانية، وخادم الحرمين يريد الحرص على نجاح الهدنة ودخول المساعدات إلى اليمن بفعالية وجدية كما أنه سيقوم بافتتاح لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي يشرف على تنسيق جهود إغاثة اليمن ولذلك جاء القرار بأن الوقت غير مناسب لسفره، وستتمثل السعودية بولي العهد الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، إلى جانب ولي ولي العهد ووزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان».
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجرى مباحثات هاتفية مع العاهل السعودي، وذلك بعد إعلان الرياض أن الملك قرر عدم المشاركة في قمة كامب ديفيد.
وقال بن رودس مستشار الرئيس الأمريكي إن أوباما والعاهل السعودي تباحثا في «القمة المقبلة».
بدوره نفى المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست ما أشيع عن أن عدول الملك السعودي عن المشاركة في قمة الرياض هدفه توجيه رسالة إلى واشنطن.
من جهتها أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» بأنه خلال الاتصال «أكد القائدان على تطلعهما لتحقيق نتائج إيجابية في قمة كامب ديفيد وأن تؤدي إلى نقلة نوعية في العلاقات بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة».
وأضافت «واس» أن العاهل السعودي والرئيس الأمريكي عبرا «عن أملهما في أن تؤدي مباحثات 5+1 مع إيران إلى منعها من الحصول على السلاح النووي»، وأبديا «تطلعهما للاجتماع في وقت قريب من أجل التشاور والتنسيق حيال الأمور ذات الاهتمام المشترك».
كما أكدا، بحسب واس، على «متانة وعمق العلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين البلدين الصديقين (...) وحرصهما على بذل المزيد من العمل من أجل تكريسها وتعزيزها على كافة المجالات».
كما نقلت الوكالة السعودية عن الرئيس الأمريكي «ترحيبه باستقبال» الأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان و«تأكيده على التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن أمن المملكة من أي اعتداء خارجي».
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أعلن في وقت سابق أن قرار العاهل السعودي عدم حضور قمة كامب ديفيد ليس مؤشراً إلى أي خلاف مع الولايات المتحدة.