السعودية: الهدنة الإنسانية قابلة للتمديد في حال التزم الحوثيون
المدفعية السعودية ترد على قصف حوثي لحدودها
معارك عنيفة بين المقاومة الشعبية والمتمردين في الجنوب
الأمم المتحدة تحضر لعملية إنسانية واسعة النطاق باليمن مع بدء الهدنة
مبعوث الأمم المتحدة من صنعاء: سنبحث الهدنة وإجراء الحوار
التحالف: سقوط الطائرة المغربية باليمن يعود لخلل فني أو بشري
واشنطن تطالب إيران استخدام مركز الأمم المتحدة بجيبوتي لتوصيل المساعدات لليمن
مقتل قياديين قاعديين بغارة لطائرة دون طيار
عواصم - (وكالات): قصفت طائرات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» مواقع للمتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في عدة مدن بينهما مخزن للأسلحة في صنعاء، كما أفادت مصادر إعلامية متطابقة بسقوط قذائف أطلقتها ميليشيات حوثية على مدينة جازان السعودية، على الحدود مع اليمن، في حين ردت المدفعية السعودية على مصادر النيران بالمثل، قبل ساعات من دخول هدنة إنسانية من 5 أيام حيز التنفيذ أعلنت عنها السعودية.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن «وقف إطلاق النار في اليمن لمدة 5 أيام لإيصال المساعدات الإنسانية في اليمن قابلة للتمديد إذا نجحت، وإذا لم ينخرط الحوثيون وحلفاؤهم في أنشطة عدائية»، بينما حذرت وزارة الدفاع الأمريكية، إيران من أي «لعبة خطرة» قد تهدد الهدنة الإنسانية في اليمن. وتستعد الوكالات الإنسانية التابعة للاأمم المتحدة للقيام بعملية إنسانية واسعة النطاق في اليمن مع دخول الهدنة حيز التنفيذ. ووصل مبعوث الأمم المتحدة الجديد إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى صنعاء قبل ساعات من دخول الهدنة حيز التنفيذ، إثر 7 أسابيع من الغارات المكثفة ضد مواقع الحوثيين والمعارك الدامية في اليمن. وقال إنه وصل إلى اليمن للإعداد للهدنة وإطلاق المحادثات السياسية المتعثرة بين أطراف الصراع اليمني.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» التي يسيطر عليها الحوثيون عن ولد الشيخ قوله «إننا مقتنعون أنه ليس هناك حل للمشكلة اليمنية إلا من خلال الحوار الذي يجب أن يكون يمنياً». وقبل وصوله إلى صنعاء قام المبعوث الأممي بجولة شملت خصوصاً السعودية التي تقود تحالفاً عربياً يشن منذ 26 مارس الماضي عملية عسكرية ضد الحوثيين. وكان مبعوث الأمم المتحدة التقى الجمعة الماضي في الرياض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي لجأ إلى السعودية في مستهل العملية العسكرية.
وشنت مقاتلات التحالف العسكري غارات جوية جديدة ضد مواقع للحوثيين وحلفائهم في حين استمرت المعارك بين هؤلاء ومناصري الرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي الموجود في الرياض. واستهدفت طائرات التحالف مجددا مخزن اسلحة للحوثيين في جبل نقم، وهو مرتفع يشرف على شرق العاصمة، ما أدى إلى سلسلة انفجارات.
وقال سكان في صنعاء إن 3 ضربات جوية أصابت وحدات للجيش موالية للحوثيين إلى الشمال من العاصمة وأمكن رؤية عمود من الدخان. وكانت الغارات الأولى استهدفت المخزن عصر أمس الأول. في هذه الأثناء، أفادت مصادر إعلامية متطابقة بسقوط قذائف أطلقتها ميليشيات حوثية على مدينة جازان، على الحدود مع اليمن، في حين ردت المدفعية السعودية على مصادر النيران بالمثل.
واستهدف طيران التحالف قواعد عسكرية ومخازن سلاح تابعة للحوثيين وحلفائهم. وتواصلت الاشتباكات بين المقاومة الشعبية والقوات المتمردة على الرئيس عبد ربه منصور هادي في عدن وتعز جنوبا ومناطق أخرى، مخلفة مزيداً من القتلى بين المسلحين والمدنيين.
كما تجدد القصف العنيف من طيران التحالف لمواقع الحوثيين في محافظة صعدة شمال اليمن. واستهدفت غارات التحالف تجمعات للحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في المجمع الحكومي بمديرية سناح في الضالع، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات منهم حسب سكان. وشملت الغارات مواقع لهم في تعز جنوباً، بالإضافة إلى معسكر ومخزن سلاح في الحديدة غربا. كما شمل القصف الجوي تجمعات وخطوط إمداد الحوثيين في مدينة عدن جنوب البلاد.
وعلى الأرض، تواصلت الاشتباكات في مدينتي تعز وعدن، وسط قصف متصاعد من الحوثيين وحلفائهم للمناطق التي تدافع عنها المقاومة الشعبية. وفي عدن، لم تنقطع المعارك بين المتمردين ومناصري هادي خلال الليل. وأعلن مصدر في الإغاثة عن مقتل 6 أشخاص، بينهم 5 مدنيين، وإصابة 52 آخرين في المدينة.
وأشار مسؤول في الإدارة المحلية إلى خشيته من عدم الالتزام بالهدنة في عدن نظراً لتفاقم هجمات الحوثيين.
وقتل العشرات من الحوثيين ومناصري هادي خلال الساعات الـ24 الماضية في معارك عنيفة في محافظتي الضالع وشبوة الجنوبيتين، وفق مصادر محلية.
وفي تعز، جنوب غرب البلاد، قتل 5 مدنيين في قصف مدفعي طال متجراً ومنزلاً وجامعاً، بحسب ما قالت مصادر طبية ومحلية. وأعلنت السعودية الجمعة الماضي عن هدنة إنسانية من 5 أيام لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى شعب أثقلت الحرب كاهله. وردت القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح وحليفة الحوثيين موافقتها على الهدنة لرفع المعاناة عن الشعب اليمني. وهو السبب ذاته الذي تطرق له الحوثيون في معرض ردهم غير المباشر على الهدنة الإنسانية إذ أعربوا عن استعدادهم «للتعاطي بإيجابية» مع جهود رفع المعاناة.
وبانتظار دخول الهدنة حيز التنفيذ، أعلنت الأمم المتحدة أنها تستعد للقيام بعملية إنسانية واسعة النطاق في اليمن. ومن المقرر سريان وقف إطلاق النار في الساعة 11 مساء بالتوقيت المحلي للسماح بدخول شحنات الغذاء والدواء للبلاد التي تقول جماعات الإغاثة إنها تواجه كارثة إنسانية. وقال المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أدريان إدواردز إن طائرات تستعد للإقلاع من دبيو تقل 300 طن من الحشايا والأغطية ومواد الخيام. وأضاف في إفادة صحفية في جنيف «بدأت المفوضية الترتيبات الأخيرة لعملية إغاثة إنسانية جوية كبيرة إلى صنعاء والتي من المقرر أن تجري خلال الأيام المقبلة إذا سرى اتفاق وقف إطلاق النارالمقترح وصمد».
وصرح برنامج الأغذية العالمي عن استعداده «لتقديم حصص غذائية طارئة لأكثر من 750 ألف شخص في المناطق المتضررة من جراء النزاع».
وكان برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، أعلن في 30 أبريل الماضي أن النقص في المحروقات أرغمه على أن يوقف تدريجياً عمليات توزيع المواد الغذائية.
ومنذ ذلك الحين رست سفينة محملة بنحو 250 ألف لتر من المحروقات والتجهيزات في ميناء الحديدة غرب اليمن. وهناك سفينة ثانية، موجودة في المياه الدولية وتنقل 120 ألف لتر من المحروقات، تنتظر التمكن من أن ترسو في الميناء. وخلال أبريل الماضي، استطاع برنامج الأغذية العالمي مساعدة 1.1 مليون شخص في اليمن. في السياق ذاته، نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن قائد بحري قوله إن سفناً حربية سترافق سفينة شحن متوجهة إلى ميناء الحديدة اليمني الواقع تحت سيطرة مقاتلي الحوثي المتحالفين مع طهران. وأبحرت سفينة الشحن الإيرانية شهد التي ترفع العلم الإيراني وقد تعترض طريقها سفن قوات التحالف ضد الحوثيين بقياد السعودية.
وحذّرت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» مما وصفتها بأي «لعبة خطرة» من إيران قد تهدد وقف إطلاق النار في اليمن، كما دعت واشنطن طهران إلى توجيه سفينة الشحن الإيرانية التي تقول إيران إنها تحمل مساعدة إنسانية لليمن، إلى مركز توزيع تابع للأمم المتحدة في جيبوتي. وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيف وارن إنه «إذا حرّك الإيرانيون السفينة إلى ميناء في جيبوتي عبر قنوات الأمم المتحدة فسيكونون قد فعلوا الشيء الصحيح، و«غير ذلك لن يكون صحيحاً». من جهته، قال المتحدث باسم قوات التحالف العميد الركن أحمد عسيري إن سقوط الطائرة المغربية باليمن يعود لخلل فني أو بشري، نافياً إسقاطها من قبل الحوثيين.
من ناحية أخرى، أكد عسيري أن «قوات التحالف لن تسمح لأية سفينة بالوصول إلى اليمن دون تنسيق مع التحالف»، مضيفاً أنه «بإمكان إيران إرسال مساعداتها لليمن عبر الأمم المتحدة»، لافتاً إلى أن «التحالف يمنح التصاريح للمساعدات بالتنسيق مع الأمم المتحدة».
على صعيد آخر، استغل تنظيم القاعدة الفوضى التي تعم اليمن واستولى في أبريل الماضي على مدينة المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت. أما الولايات المتحدة فأكدت أنها مصممة على الاستمرار في محاربة االقاعدة في جزيرة العرب الذي تعتبره الأكثر خطورة بين فروع التنظيم المتطرف. وفي هذا الصدد، قال مسؤول حكومي محلي في مدينة المكلا إن غارة جوية لطائرة بدون طيار «استهدفت مركبة لتنظيم القاعدة أسفرت عن مقتل 4 من أعضاء التنظيم بينهم قياديان»، كما سقط 6 جرحى بحسب قوله.
وقتل القياديان في التنظيم مأمون حاتم زعيم التنظيم في محافظة أب ومحمد صالح الغرابي قيادي أمني ميداني، وفق المصدر. من جهة ثانية، أعلنت «اليونيسكو» أن «خسائر جسيمة» وقعت في البلدة القديمة في صنعاء المصنفة ضمن التراث العالمي.