عواصم - (وكالات): رعى خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في قصر اليمامة بالرياض أمس، حفل تأسيس «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، ووضع حجر الأساس للمقر الدائم للمركز بالرياض، معلناً «تخصيص مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية لهذا المركز إضافة إلى ما سبق أن وجّه به من تخصيص ما يتجاوز مليار ريال استجابة للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني». من ناحية أخرى أعلنت السعودية أمس أن منطقتين جنوب المملكة تعرضتا لقصف بقذائف من شمال اليمن الخاضع لسيطرة المتمردين الحوثيين في خرق للهدنة الإنسانية التي دخلت حيز التنفيذ مساء أمس الأول.وضاعف العاهل السعودي المساعدة الإنسانية إلى اليمن لتبلغ 540 مليون دولار في اليوم الأول من الهدنة الإنسانية. وصرح الملك سلمان «نعلن عن تخصيص مليار ريال «266 مليون دولار» للعمليات الإنسانية» في اليمن، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية، موضحة أن المبلغ يضاف إلى 274 مليون دولار كانت السعودية تعهدت بها إلى الأمم المتحدة.وأضاف خادم الحرمين «سيكون هدفنا ورسالتنا السعي جاهدين لجعل هذا المركز قائماً على البُعْد الإنساني بعيداً عن أي دوافع أخرى بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الإغاثية الدولية المعتمدة، وحرصاً منا على إخواننا في اليمن الشقيق، وفي إطار عملية «إعادة الأمل» فسيُولي المركز أقصى درجات الاهتمام والرعاية للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني العزيز على قلوبنا جميعاً». ودشن الملك سلمان المركز، وسط حضور الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ونائبه الدكتور خالد بحاح، إضافة إلى كبار المسؤولين السعوديين.
وبدأ تطبيق الهدنة الإنسانية في اليمن مساء أمس الأول بمبادرة من السعودية التي تقود منذ 26 مارس الماضي حملة عسكرية ضمن تحالف يضم عدة دول عربية في مواجهة الحوثيين .في غضون ذلك، أعلنت السعودية أن منطقتين جنوب المملكة تعرضتا لقصف بقذائف شمال اليمن الخاضع لسيطرة المتمردين الحوثيين، في خرق للهدنة الإنسانية التي دخلت حيز التنفيذ مساء أمس الأول.
وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع أنه «في تمام الساعة العاشرة صباحاً سقطت مقذوفات في منطقتي نجران وجازان» بدون أن توقع إصابات مضيفاً «كما تم رصد رماية قناصة من قبل عناصر الميليشيا الحوثية».
وأضاف أن «موقف القوات المسلحة السعودية كان ضبط النفس التزاماً بالهدنة الإنسانية التي قررتها قوات تحالف «عملية إعادة الأمل»» ودخلت حيز التنفيذ أمس الأول.
وهو أول حادث مسلح تعلن عنه الرياض منذ بدء العمل بالهدنة في الضربات الجوية التي يشنها التحالف بقيادة السعودية ضد الحوثيين منذ 26 مارس الماضي لمنعهم من مواصلة السيطرة على كافة الأراضي اليمنية، استجابة لطلب من الرئيس الشرعي المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي. وتستمر الهدنة الإنسانية في اليمن على الرغم من تقارير تحدثت عن خروقات ارتكبتها مليشيات جماعة الحوثي بقصفها عدة مدن يمنية، وسقوط قذائف في منطقتي نجران وجازان السعوديتين الواقعتين على الحدود مع اليمن.وقالت مصادر إن مليشيات الحوثيين قصفت في الساعات الأولى للهدنة - التي بدأت الساعة 11 مساء أمس الأول بتوقيت مكة المكرمة - بالأسلحة الثقيلة أحياء سكنية في مدينة تعز جنوب اليمن.
وقالت تقارير إن دبابة لميليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح قصفت عدداً من الأحياء في تعز من موقع تمركزها في محيط مبنى الأمن السياسي بمنطقة صينة.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر يمنية قولها إن الحوثيين قصفوا بالدبابات والقذائف مناطق عدة في تعز مثل جبل صبر وجبل الشماسي وحي الروضة، في محاولة لاستعادة السيطرة على معسكر جبل العروس الذي سيطرت عليه المقاومة الشعبية في وقت سابق.
وفي محافظة مأرب شرق البلاد ذكرت مصادر أن الحوثيين أطلقوا النار على مواقع المقاومة في مديريتي صرواح ومجزر، وأضافت المصادر أن المقاومة اضطرت للرد، وأن اشتباكات تدور بشكل متقطع بين الجانبين.
أما في عدن جنوب اليمن، فذكر مصدر في المقاومة الشعبية أن الحوثيين أطلقوا النار باتجاه المدينة في حي دار سعد، وحاولوا التقدم باتجاه البريقة غرب المدينة.
من جهة أخرى أفادت مصادر بأن ميليشيا الحوثي والقوات الموالية لصالح قصفت أحياء سكنية في مدينة الضالع جنوب اليمن، وقد تزامن ذلك مع وصول مئات المقاتلين من قبائل أرحب وبني حشيش وصريم للقتال مع الحوثيين في المدينة.وحذر الائتلاف بأنه سيستأنف غاراته الجوية في حال انتهك المتمردون الحوثيون الهدنة معلناً مواصلة عمليات «الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة» فوق اليمن تحسباً لأي انتهاك محتمل. وأطلق المتمردون صواريخ مضادة للطائرات في صنعاء عندما حلقت طائرات استطلاع تابعة للائتلاف بشكل وجيز فوق المدينة، وفق ما أفاد شهود مشيرين إلى عودة الهدوء فيما بعد إلى العاصمة.
وأطلق المتمردون 3 قذائف دبابات في مدينة الضالع.
وأشار سكان ومقاتلون يحاربون المتمردين إلى مناوشات في محافظتي الضالع وشبوة وتعز ومأرب بعيد بدء تطبيق الهدنة.والهدف من الهدنة التي تستمر 5 أيام إيصال مساعدات ينتظرها السكان بشكل ملح مع أن المنظمات الإنسانية حذرت من أنها بحاجة إلى وقت أكبر.
في الوقت ذاته، بدأت المساعدة الإنسانية بالوصول إلى اليمن في ظل الهدنة التي يبدو أنها صامدة بعد 7 أسابيع من المعارك والغارات الجوية التي شنها الائتلاف بقيادة السعودية على المتمردين الحوثيين.
وباشرت سفينة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي ومحملة بالوقود توزيع حمولتها على مختلف المحافظات اليمنية بعدما رست مؤخراً في ميناء الحديدة، وفق ما أفاد مصدر في المرفأ.كما بدأت سفينة ثانية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي بإفراغ مؤن في الحديدة، بحسب المصدر ذاته.
وهرع سائقو السيارات إلى محطات الوقود حيث وقفوا في صفوف انتظار كما في صنعاء على أمل ملء خزاناتهم بالوقود.ورحب مجلس الأمن الدولي بـ «مبادرة السعودية والحكومة اليمنية لإرساء هدنة إنسانية» في اليمن، مطالباً أطراف النزاع في البلد باحترام الهدنة.
وقال المجلس في بيان صدر بإجماع أعضائه الـ 15 أنه «يبدي قلقه العميق إزاء العواقب الإنسانية الخطيرة لاستمرار العنف في اليمن»، مطالباً أطراف النزاع في هذا البلد ب»وقف عملياتهم العسكرية بصورة شفافة وموثوق بها» طيلة فترة سريان الهدنة.
كما طالب أعضاء المجلس بـ «السماح بدخول وإيصال مواد الإغاثة الأساسية للسكان المدنيين، بما في ذلك الغذاء والدواء والوقود». كذلك حض مجلس الأمن في بيانه «كافة الأطراف على السماح بوصول المساعدات الإنسانية العاجلة وتسهيل وصول فرق الإغاثة الإنسانية بشكل سريع وآمن وخال من العوائق، كي تتمكن من تقديم المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها».
ودعا أعضاء المجلس أيضاً كل أطراف النزاع إلى المشاركة «بدون شروط مسبقة وبحسن نية» في هذه المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة.
وبحسب دبلوماسيين فإن المؤتمر يمكن أن يعقد في جنيف بعد المؤتمر الذي دعا لعقده مجلس التعاون الخليجي في الرياض في 17 مايو الحالي. وفي تصعيد لفظي هدد مساعد رئيس الأركان العامة المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية، العميد مسعود جزائري، بإشعال الخليج في حال تعرضت القوات السعودية والأمريكية لسفنها التي أرسلتها للحوثيين والتي تقول السلطات الإيرانية إنها تشمل سفينة تحمل مساعدات إنسانية ترافقها سفن حربية، فيما تأتي هذه التصريحات الموجهة نحو الداخل الإيراني لطمأنة الشعب والناس في إيران، ويبدو الكلام موجهاً للاستهلاك المحلي أكثر منه جدياً.