الصميدعي: ما جرى بالأعظمية يحاول تشويه سمعة زيارة الإمام الكاظم
بغداد - (وكالات): دعا رئيس ديوان الوقف السني في العراق محمود الصميدعي رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي إلى تحمل مسؤوليته والضرب بيد من حديد كل من يحاول العبث بأمن البلد ومن أي طائفة كان، وذلك بعد أن أقدم أفراد من بين حشود زوار الإمام الكاظم على إحراق مبنى تابع للوقف السني في الأعظمية، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص، واندلاع أعمال عنف وشغب في المنطقة. وقال الصميدعي في مؤتمر صحفي إن ما جرى في الأعظمية كان مقصوداً من قبل ما سماها «العصابات التي تحاول تشويه سمعة زيارة الإمام الكاظم وإثارة الفتنة الطائفية».
وأفاد مصدر من الوقف السني بأن مليشيات شيعية دهمت مساء أمس الأول هيئة استثمار الوقف السني في بغداد وسرقت جزءاً من محتوياتها ثم أضرمت النار فيها.
وأضاف المصدر أن المعتدين خرجوا من بين الزوار الشيعة الذين مروا أمام مبنى الهيئة الكائن في حي الأعظمية ببغداد وسط هتافات ولافتات طائفية، وأمام أنظار قوات الأمن.
وبث ناشطون صوراً على وسائل التواصل الاجتماعي في بغداد تظهر لحظات حرق المباني وما جاورها.
وقال شهود عيان إن نحو 15 من الأهالي أصيبوا، إضافة إلى إحراق 30 منزلاً وعشرات السيارات التابعة لأهل المدينة.
وقال الصميدعي إن الجهة المسؤولة عن الاعتداء عبارة عن مجموعات مسلحة تستهدف بين الحين والآخر الوثائق والأوليات والحجج الوقفية التي لم تتعرض للحرق، مطالباً الحكومة العراقية بالكشف عن نتائج التحقيق.
من جهته، وصف المجمع الفقهي لكبار العلماء والإفتاء الحادثة بأنها استمرار لمسلسل الجرائم في تخريب مدن ذات أغلبية سنية والتي «تهدف إلى إشعال الفتنة الطائفية وإفراغ بغداد من أهلها الأصلاء لتغيير ديمغرافيتها بدعم وتدبير من أعداء العراق».
وقال المجمع في بيان له إن جامع أبي حنيفة النعمان - الذي يقع وسط الأعظمية - لم يسلم هو الآخر من هذا الاعتداء الذي طال أيضاً عدداً من المنازل، ودعا المجمع أهل الأعظمية إلى الصبر والتعقل وتغليب الحكمة.
وفي هذا السياق، نسب رئيس الوزراء العراقي - الذي زار مبنى الوقف السني - ما حدث إلى مندسين بين الزوار ادعوا وجود حزام ناسف داخل مبنى الوقف السني، وهو ما كرره عضو مجلس النواب عن ائتلاف دولة القانون عباس البياتي الذي أوضح أن مندسين أشاعوا في 3 مناطق وجود «انتحاريين» بأحزمة ناسفة، وهو ما أثار الرعب والتدافع في أوساط الزوار، مؤكداً أن الهدف من الاعتداءات على مبنى الوقف السني وممتلكات السكان في المنطقة هو إثارة الفتنة الطائفية.
بدوره، وصف رجل الدين الشيعي البارز وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أحداث الأعظمية بأنها «مشينة ووقحة وخارجة عن أخلاق أهل البيت».
وقال - في بيان تلقت الأناضول نسخة منه - إن بعض المحسوبين على الشيعة «زوراً وبهتاناً» يعمدون إلى تأجيج الفتنة الطائفية والاعتداء على الأبرياء من أهالي مدينة الأعظمية.
وأضاف الصدر أن المحسوبين على الشيعة «عمدوا إلى حرق بيوت الأعظمية وبعض مقارها، وأن آخرين صاروا يستعرضون بالزي العسكري ويرمون العيارات النارية».
واندلعت أعمال عنف وشغب في منطقة الاعظمية ذات الغالبية السنية شمال بغداد فجر أمس، أثناء عبور زوار شيعة يحيون ذكرى وفاة الأمام الكاظم، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص، بحسب ما أفادت الشرطة.
وشملت أعمال العنف إحراق منازل والاعتداء على مبنى تابع للوقف السني في الاعظمية التي يعبرها الزوار في طريقهم إلى منطقة الكاظمية، لزيارة ضريح الأمام موسى الكاظم إحياء لذكرى وفاته التي اختتمت مراسمها أمس.