عواصم - (وكالات): كشفت صور بثتها قناة «المنار» التلفزيونية التابعة لـ «حزب الله» الشيعي اللبناني أن الحزب قام باستخدام طائرات من دون طيار في المعارك التي شنها ضد مقاتلي المعارضة السورية و«جيش الفتح» في جرود القلمون السورية وبالتنسيق مع جيش النظام في الأيام الماضية.
وتوضح الصور بشكل جلي أنها أُخذت من الجو، خاصة أن التقنيات التي ظهرت فيها الصور تؤكد أنها أخذت من مكان مرتفع من فوق الأرض، وأن زاوية التصوير كانت «مقعرة»، بما يؤكد أنها تعود لكاميرات تصوير جوي.
وسبق لوسائل إعلام غربية أن نشرت صوراً جوية تؤكد وجود مدرج لمطار في البقاع بلبنان، لا يصلح أن يكون مدنياً أو عسكرياً، نظراً لمحدودية طوله، ما يؤكد أنه يُستخدم لإطلاق طائرات من دون طيار، والتي يملك «حزب الله» كميات وأنواعاً مختلفة منها، كان قد استلمها من حليفه الإيراني.
ووفقاً لمجلة «آي إتش إس جينز» الأسبوعية الدولية المتخصصة في الشؤون الدفاعية، فإن مدرج الطائرات هذا يقع في منطقة غير مأهولة، على بعد 10 كيلومترات إلى الجنوب من بلدة الهرمل، و18 كيلومتراً إلى الغرب من الحدود مع سوريا. والمدرج عبارة عن طريق غير معبد بطول 670 متراً، وعرض 20 متراً.
«حزب الله»، وفي المعارك التي خاضها مؤخراً في جرود القلمون السوري المقابل للحدود اللبنانية الشرقية، لجأ إلى استخدام أسلحة متطورة لم يستخدمها إلا نادراً، خاصة صواريخ «الكورنت» الروسية، وطائرات من دون طيار لعمليات الرصد واستكشاف مواقع المقاتلين السوريين، إضافة إلى استخدام أنواع منها يمكن تزويدها بالصواريخ لاستهداف تحصينات المقاتلين في المناطق الجبلية في هذه الجرود.
وكان حزب الله قد لجأ إلى استخدام أول طائرة استطلاع مسيرة عن بعد من دون طيار قبل حرب عام 2006، عندما أعلن أنه أطلق طائرة من نوع مرصاد فوق مناطق الجليل في فلسطين، مما أحدث في حينه حالة إرباك لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية، خاصة أن هذه الطائرة استطاعت العودة إلى داخل الأراضي اللبنانية بسلام.
هذه الحادثة شجعت أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، بعدها للإعلان عن امتلاك حزبه لهذا النوع من الطائرات، مضيفاً أنه على استعداد لتزويد الجيش اللبناني بكميات منها.
استخدام «حزب الله» لطائرات من دون طيار لم يقف عند هذا الحد، فقد اتهمته إسرائيل بإرسال طائرات من دون طيار إلى مناطق الجنوب في صحراء النقب مطلع شهر أكتوبر 2012، وقد قامت مقاتلات إسرائيلية من نوع «إف 16» بالتصدي لها وإسقاطها.
كما عمد «حزب الله» إلى إرسال طائرة من دون طيار إلى الأجواء المحيطة بمنطقة «معراب»، حيث مقر إقامة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وكانت مهمة هذه الطائرة توجيه رسالة أمنية مفادها أن الحزب قادر على مراقبة كل التحركات التي يقوم بها أي طرف لبناني.
يذكر أن حزب الله لم يتبن تسيير طائرة «معراب»، إلا أن إعلانه عن تطوير ما يملكه من أنواع لطائرات مسيرة عن بعد ترفع من احتمالات أن يكون وراء هذه الطائرات.
وكانت مصادر استخباراتية دولية قد كشفت حصول «حزب الله» على تقنية عسكرية متطوّرة من إيران، إذ إن الحزب بدأ مؤخراً باستخدام طائرات هجومية من دون طيار في جرود القلمون السوري، عبر تنفيذه عمليات عسكرية نوعية ضد مواقع تنظيمي جبهة لنصرة - ذراع تنظيم القاعدة في سوريا - وتنظيم الدولة «داعش».
من ناحية أخرى، أعربت منظمة «اليونسكو» عن قلقها البالغ إزاء تقدم تنظيم الدولة الذي بات على مشارف مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا، فيما أرسل الجيش تعزيزات إضافية ويواصل طيرانه الحربي قصف محيط المدينة.
وقالت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» إيرينا بوكوفا «نحن قلقون للغاية ونتابع الوضع نظراً للقيمة الكبيرة لهذا الموقع الروماني الأثري».
ودعت في مؤتمر صحافي في بيروت «كل الأطراف المعنية إلى حماية إرث تدمر العالمي»، مشيرة إلى «رفض التطرف وإستراتيجية محو الذاكرة».
ويخوض مقاتلو «داعش» اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط مدينة تدمر التابعة لمحافظة حمص وسط سوريا، بعد تمكنهم من السيطرة على بلدة السخنة التي تبعد 80 كيلومتراً عن المدينة وعلى جميع النقاط العسكرية الواقعة على الطريق بين المنطقتين.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «بات مقاتلو التنظيم على بعد كيلومتر واحد من الموقع الأثري في تدمر». وتعد آثار تدمر واحدة من 6 مواقع سورية مدرجة على لائحة التراث العالمي في عام 2006، أبرزها قلعة الحصن في حمص والمدينة القديمة في دمشق وحلب. وتعرف بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة.
وتواصلت المعارك بين قوات النظام ومقاتلي تنظيم الدولة في شمال وشرق وجنوب مدينة تدمر، وفق المرصد.